كشفت مسؤولة في مكافحة المخدرات بالمملكة العربية السعودية أن القيمة السوقية للمواد المخدرة التي ضبطتها بلغت نحو 35 مليون ريال خلال عام 1435 للهجرة، مرجعة ذلك إلى «الإدمان اللاشعوري».
وأوضحت أن عدد المتهمين في قضايا المخدرات، في العام ذاته، بلغ 74 ألف شخص، مقدرة نسبة النمو السنوي بـ9.41%، ولا يبعد هذا الرقم كثيرا عن عدد مراجعي مجمعات علاج الإدمان خلال عام 1434 للهجرةـ، إذ وصل عددهم إلى 73 ألفا، موضحة أن أكثر الفئات تعرضا إلى التعاطي من سن 13 إلى 20 سنة.
واختتمت أمس الأربعاء، أعمال الملتقى التعريفي النسائي الثاني للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» في الثانوية الثالثة في محافظة الخبر، وسط تأكيد على حماية الأسرة من المخدرات وتفعيل دور المرشدات في المدارس، وزيادة أوجه التعاون بين مديرية مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية والإرشاد التربوي.
واستعرضت المشاركات في اختتام جلسات الملتقى كيفية الوقاية من المخدرات وبث روح الوعي بين أفراد الأسرة وآليات الكشف عن «مدمن في الأسرة».
وأوضحت مساعدة مديرة البرامج النسائية في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات «عواطف الدريبي» أن «التعاطي يؤدي إلى إتلاف خلايا الدماغ واختلال في وظائف الجسم العقلية والبدنية، كما أن المتعاطي تنفجر داخله ثورات غضب وانفعالات يمكن أن تدفعه إلى عدد من الأفعال شديدة العنف والقوة التي تنتهي بالجريمة، إضافة إلى عدد من الضلالات الفكرية».
وأشارت «الدريبي» إلى إصابة المدمن بأمراض أخرى «تؤثر في وظائف الدماغ تحديدا، بعد مضغ نبات القات، إذ يشعر المتعاطي في الوهلة الأولى بنوع من النشاط، ثم يعقب ذلك حال فتور وكسل وتبلد ذهني وأرق واكتئاب داخلي، وتقلب مزاجي، لافتة إلى أنه مع المؤثرات العقلية تتولد أضرارا متنوعة تنعكس على الأسرة، وهي الفقر، إذ بلغت القيمة السوقية للمواد المخدرة المضبوطة خلال عام 1435 للهجرةـ، نحو 35 مليون ريال، والسبب «هو الإدمان اللاشعوري».
وأضافت مساعدة مديرة البرامج النسائية في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات: «إن هناك تأثيرات في القلب، منها زيادة نبضاته مع ارتفاع بضغط الدم، ويؤدي تعاطي كميات كبيرة من نبات القات إلى ضيق الأوعية الدموية المغذية للقلب وحدوث جلطات حادة في القلب»، مؤكدة أن أسباب الوقوع في الإدمان متنوعة وغالبيتها عن طريق الأصدقاء والمفهوم الخاطئ للسهر وتوفر المال وكثرة الخروج من المنزل وانخفاض مستوى التعليم، وسرقة الأبناء من مخدرات والديهم للتجربة، والقسوة والتدليل أو الإهمال الزائد، وعدم معرفة الأهل بصفات المدمن، وهو ما يؤدي إلى التمادي في الإدمان، والخجل من عرض مشكلة معينة على الأهل.
وأوضحت أن هناك أسبابا اجتماعية، لا يد للأسرة فيها، مثل «غياب دور الإعلام، ووجود العمالة الأجنبية، وضعف دور المدرسة، وافتقار الأحياء السكنية إلى الخدمات الرياضية».
وكشفت «الدريبي» أن عدد المتهمين في قضايا المخدرات عام 1435 للهجرةـ، بلغ 74 ألف شخص، بنسبة نمو سنوي، قدرت بـ9.41%، وأما عدد المراجعين لمجمعات علاج الإدمان في عام 1434 للهجرة فوصل إلى 73 ألف مراجع، بينما كانوا أقل في العام الذي قبله، موضحة أن أكثر الفئات تعرضا للتعاطي من سن 13 إلى 20 سنة.
وفي جلسة أخرى، أكدت مديرة الإشراف النسوي في مكافحة المخدرات بالرياض «منى الشربيني» أهمية الوقاية الأسرية في حياة صغار الشباب.
وقالت: «إن الفئة التي تتعرض للمشكلات بشكل عام تبدأ من 10 إلى 16 سنة، فهناك عوامل تساعد على مشكلة الإدمان، ومنها عوامل البيئة والأسرة والمجتمع، منوهة إلى أن نسبة تأثير العلاقات الشخصية للفرد في التعاطي تصل إلى 33%، تليها العوامل الشخصية 27% ثم السلوكية 24%، بينما البيئية 16%».