نقص الأسرّة في مستشفيات السعودية .. أزمة مستمرة ولا حلول

الأحد 8 نوفمبر 2015 09:11 ص

في ديسمبر/كانون الأول الماضي (2014)، نشرت صحيفة «العربي الجديد» قصة مواطن سعودي يدعي «مازن العبدان» قال إنه طلب حجز سرير في مستشفي مدينة الملك فهد الطبية لرعاية أمة المريضة بمشاكل عديدة في القلب، ولم يجد مكانا خاليا، فوعدوه بالاتصال به فور توافر سرير، ثم فوجئ بهم يبشرونه بتوافر سرير لوالدته للعلاج بعد أربعة أشهر من وفاة والدته.

هذه القصة هي أبرز مؤشر على أزمة الأسرّة في المستشفيات السعودية التي تعد أزمة قديمة ولكنها تفاقمت في الآونة الاخيرة مع نقص الموارد المالية بسبب أزمة انخفاض اسعار النفط وعوائده.

حيث تعاني المملكة العربية السعودية من نقص حاد في عدد الأسرة، بحسب إحصائيات ذكرت أن هناك سرير واحد لكل ألف نسمة من السكان، وبرغم إعلان وزارة الصحة إحصاءات سابقة تشير إلى خطة لرفع عدد الأسرّة بالمستشفيات لـ 66 ألفاً خلال السنوات الخمس المقبلة، إلا أن المشكلة لا تزال لم تراوح مكانها.

ويطالب مواطنون بتوفير مزيد من الأسرة داخل المستشفيات الحكومية القائمة، في ظل الدعم الكبير الذي تلقاه المستشفيات من وزارة الصحة خلال الأعوام الماضية، وعزا المتحدثون رفض كثير من الحالات الحرجة من المرضى بحجة عدم وجود أسرة شاغرة، وأرجع كثيرون الأمر لخلل إداري وفشل لوزارة الصحة في معاجلة المشكلة.

وتزايدت في الآونة الأخيرة شكاوى المرضى ضد بعض المستشفيات الحكومية، بسبب عدم استقبال الحالات الحرجة دون مبرر، أو إلزام المراجعين بالمكوث داخل أقسام الطوارئ لأكثر من يومين لعدم وفرة الأسرة والأطباء. حيث تواجه أقسام الطوارئ آلاف المراجعين يوميا في ظل إمكانيات متواضعة ما خلق حالة من تكدس المرضى في أقسام الطوارئ المختلفة.

شكاوى عبر الإنترنت

ونقل مغردون سعوديون الشكوى من نقص الأسرة الي مواقع التواصل متهمين وزير الصحة بالتسبب فيها، وقالوا إن «وزارة الصحة في سبات عميق»، وسخر «ابراهيم العبيلان» قائلا: «أتمنى من وزير الصحة ألا يخرج علينا بتصريح يقول فيه إن أزمة الأسرة في المستشفيات هي أزمة صبر».

وكان وزير الصحة قد قال في تصريح له عام 2012 أن الأزمة سوف تحل بعد 7 سنوات، أي عام 2019، سيتم القضاء على أزمة أسرة المستشفيات في السعودية، ما أثار سخرية مغردين أيضا.

وبرغم كثرة المشاريع الضخمة التي تعلن عنها وزارة الصحة بشكل مستمر، ما تزال السعة السريرية للمستشفيات ضعيفة، ولم تنجح 60 مليار ريال في ميزانية وزارة الصحة السعودية السنوية في حل المشكلة.

ويقول سعوديون علي مواقع التواصل أن الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة عن حلول للمشاكل هي للتسويق الإعلامي لا أكثر، وأن ما يقدم على أرض الواقع يختلف تماما عن ذلك، مشيرين لأن التقرير الرسمي للوزارة يختلف عما يقوله مسؤولو الوزارة إعلاميا، فالتقرير الرسمي من عام 2006 وحتى توقف صدوره عام 2011 يقول إن معدل نمو الأسرة لا يتجاوز 600 سرير سنويا، وهو ما لا يلمسه الواقفون في طوابير انتظار سرير حكومي فارغ لمريض.

ويقول مغردون أن «السعودية أغرب بلد في التعامل الصحي مع مواطنيها، فالمقيم يعالج في أفضل وأرقى المستشفيات وبـ 6 ريال رسوم تسجيل، والمواطن يشحذ سرير بتويتر».

وقال آخرون إن «إصابات الحوادث المرورية في السعودية تستحوذ على 30 من كل 100 سرير من أسرة المستشفيات».

وكان أخر تقرير لوزارة الصحة الرسمية على موقعها الرسمي، صدر عام 2011 عن هذه المشكلة اعترف أن عدد الأسرّة تناقص في جدة من 2650 سريرا إلى 2410 أسرّة وفي عسير من 2000 سرير إلى 1950، وفي جازان من 1796 سريرا إلى 1765، وفي القريّات من 350 سريرا إلى 340 فقط، إلا أن تصريحات المسؤولين بالوزارة تشير إلى العكس.

  كلمات مفتاحية

المستشفيات السعودية نقص الأسرة الصحة السعودية

السعودية تحصد 5 مراكز في قائمة أفضل المستشفيات العربية ولا مكان للكويت

رغم ميزانية الصحة الضخمة.. مستشفيات السعودية تعاني نقص الأسرّة!

برلمانيون سعوديون ينتقدون الخدمات الصحية في مستشفيات المملكة

الصحة السعودية تعترف: «حائل» بلا مشروعات منذ 25 عاما!

الصحة السعودية تعفي مسؤولا كبيرا بالرياض من منصبه بعد تأخيره معاملات لمدة عام

تقرير حكومي: أكثر من 2700 قضية خطأ طبي في السعودية خلال عام

«الصحة السعودية»: مراكز الرعاية «ضعيفة» وتعاني «نقصا حادا» في التخصصات

غرامات مالية بنحو 237 ألف ريال على 14 منشأة صحية في القصيم السعودية

فيديو وصورة: طبيب ينسى «مقصا» في بطن مريض بمستشفى الملك «خالد»