أجبرت عشرات الألغام التي زرعها الحوثيون في المناطق الفاصلة بين محافظتي تعز ولحج، جنوب غربي اليمن، القوات الموالية للرئيس «عبدربه منصور هادي»، على التوقف، وعدم التقدم لتحرير مدينة تعز، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، حسب تقرير لوكالة «الأناضول» للأنباء.
وشهد اليوم الرابع من معارك تحرير تعز، أمس الخميس، هدوءً حذراً في عدد من جبهات القتال، فيما واصل الحوثيون قصف الأحياء السكنية التي تتمركز فيها المقاومة وسط المدينة؛ ما أسفر عن مقتل 9 مدنيين، بينهم 4 نساء، وفقا لمصادر طبية .
وتوقفت القوات الموالية لـ«هادي» القادمة من لحج، والمزودة بنحو 27 دبابة ومدرعة عسكرية، في منطقة الشريجة، لليوم الثاني على التوالي؛ بسبب ألغام الحوثيين التي زُرعت بكثافة لوقف تقدمهم.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية لـ«الأناضول»، طالبا عدم الإفصاح عن هويته: «في الساعات الماضية هناك أكثر من 100 برميل ملغم تم تفجيرها، أو استخراجها».
وأضاف القيادي قائلا: «استعان الجيش بمقاتلات التحالف العربي، التي ألقت قنابل ارتجاجية لتفجير براميل الألغام ، كانت الانفجارات هائلة، و سُمعت على بعد 10 كيلو مترات».
وأشار القيادي إلى أن الألغام، التي زرعها الحوثيون في مداخل محافظة تعز، هي نتيجة جهد 3 أشهر، وتحديداً منذ دحرهم من محافظات عدن ولحج الجنوبية في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين.
ووفقا للمصدر ذاته، فإنه بعد تمشيط مواقع الألغام في الشريجة وضواحي مدينة الراهدة، أولى مديريات تعز من الجهة الجنوبية، من المتوقع أن تتقدم قوات المقاومة في منطقة حاميم التابعة لتعز.
ويستخدم الحوثيون الألغام كسلاح وحيد لكبح جماح التحالف العربي برياً، وحصدت الألغام التي زرعوها في لحج وعدن ومأرب وذوباب بتعز، أرواح عشرات المدنيين بجانب عسكريين.
وتسببت الألغام، التي زرعها الحوثيون أمام تقدم المقاومة في مداخل تعز من الناحية الجنوبية والغربية، خلال اليومين الماضيين من معركة التحرير، في مقتل نحو 25 من أنصار «هادي»، فضلا عن إصابة أكثر من 50 آخرين.
واتهمت منظمة «ﻫﻴﻮﻣﻦ ﺭﺍﻳﺘﺲ ﻭﻭﺗﺶ»، أمس الأول الأربعاء، ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ باستخدام «ﺃﻟﻐﺎﻣﺎً محظورة» ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ، قالت إنها تسببت في خسائر ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ المدنيين ، وفقا لبيانها.
ويقول حقوقيون إن الحوثيين قاموا بتلغيم عددا من أحياء ومداخل مدينة تعز من الناحية الجنوبية الغربية في منطقتي الضباب والشمالية؛ تحسباً لتقدم المقاومة، وأنهم يزرعون ألغامهم في شوارع وأحياء سكنية وبدون خرائط.
وشهدت مديريات الساحل الغربي لتعز (الوازعية وذوباب) هدوء نسبياً هي الأخرى؛ حيث غابت المواجهات المباشرة، واكتفى الحوثيون بقصف «الشقيراء»، مركز الوازعية، التي تم دحرهم منها قبل يومين، وفقا لمصدر أمني.
وقال المصدر لـ«الأناضول»، إن «الحوثيين لا يشكلون حاليا خطرا على الوازعية؛ خصوصاً بعد وصول تعزيزات من عدن».