نهاية «أوبك»: وحدة المنظمة تتحطم على صخرة سياسة «نفط بلا حدود» السعودية

السبت 5 ديسمبر 2015 01:12 ص

قال تقرير لموقع «بلومبيرغ» الاقتصادي الشهير، أن الاجتماع الأخير لمنظمة «أوبك» في فيينا أمس الجمعة 4 ديسمبر/كانون الأول كان «اجتماعا للفوضى»، وأن الاجتماع الذي كان من المتوقع أن يستمر 4 ساعات وامتد إلى 7 ساعات، قد فشل في الاتفاق على وضع حد للإنتاج الفوضوي الحالي للنفط الذي يؤدي لتخفيض الثمن، ما يعني أن «أوبك قد ماتت وكل عضو بات يبحث عن مصالحه».

وأضافت «بلومبيرغ» في تقريرها بالقول: «تخلت أوبك عن التظاهر هذا الأسبوع بوصفها المنظمة التي توحد أعضاءها، وبات الآن كل عضو يخطط لنفسه في سوق النفط بلا ترتيب مع الآخرين».

وأشار التقرير إلى أن اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط الأخير قد «قذف جانبا فكرة الحد من الإنتاج للسيطرة على الأسعار»، وبدلا من ذلك، فقد ذهبت كل دولة للتصرف بمفردها ضمن السياسة السعودية التي طرحت منذ عام والتي تقضي باستمرار ضخ النفط في مواجهة المنافسين مثل روسيا، والولايات المتحدة التي تنتج النفط الصخري.

وفاة «أوبك»

ونقل التقرير عن «جيمي وبستر»، وهو محلل النفط بشركة «IHS» ومقرها واشنطن: «الكثير من الناس كانوا يعتقدون أن أوبك قد ماتت، وفي اجتماع المنظمة الأخير فيينا فقد أكدت بنفسها على ذلك».

ويشير التقرير إلى أن منظمة أوبك استهدفت منذ عام 1982 سياسة «الإنتاج المخطط»، برغم أن بعض البلدان الأعضاء، في كثير من الأحيان، كانوا يتجاهلون ذلك ويقومون بضخ ما هو أكثر من الحصص المقررة. ولكن منذ عام 2011 أصبح التخلي عن هذه السياسات أمرا متكررا وليس مجرد استثناء.

وتقول المنظمة أنها سوف تبقي علي معدلات الضخ الحالية، نحو 31.5 مليون برميل يوميا، كما صادقت على سياسة الإنتاج بلا حدود.

ويشير سعر خام برنت النفطي، الذي يعتبر مقياسا للنفط في العالم، إلى انخفاض السعر لأدنى مستوياته منذ ست سنوات، ما نتج عنه أسوأ ركود في قطاع الطاقة منذ الأزمة المالية عام 2008.

فقد انخفضت أرباح شركات النفط الكبرى مثل «إكسون موبيل» و«بريتش بتروليم» إلى النصف، في حين تعاني بلدان غنية بالنفط الخام مثل المكسيك وروسيا من انخفاض قيمة عملاتها وتقلص حجم العائد في خزائنها.

وزراء النفط: انتهي زمن «أوبك»

ويصف وزير النفط الإيراني «بيجان نامدار زنكنه» الوضع قائلا: «الكل يفعل ما يريد»، لا يوجد سقف للإنتاج، بينما يقول الوزير النيجيري «إيمانويل كاتشيككوا»: «إن السوق لم يعد يقلقها دلالات الأهداف أو حجم الإنتاج الرسمي».

أما وزير النفط الإماراتي «سهيل المزروعي»، فيقول: «نحن لن نعود إلى المنظمة ونعمل ضد العملاء، لقد مر هذا الوقت الذي كنا نسترشد فيه بقرارات المنظمة».

وقال وزير النفط العراقي «عادل عبد المهدي» للصحفيين أن أوبك ليس لديها أي سقف، ويضيف: «الأميركيون لم يكن لديهم أي سقف، والروس لم يكن لديهم أي سقف، فلماذا يجب أن يكون لأوبك سقف؟».

ويشير تقرير «بلومبيرغ» إلى أن «أوبك»، التي تنتج نحو 40 في المائة من النفط في العالم، أخذت علي ما يبدو مشورة «سارة بالين»: «أحفر يا بيبي .. استمر في الحفر يا بيبي»، ما أدي بأسعار نفط أوبك نحو المزيد من الانخفاض. ووصل سعر النفط أمس الجمعة إلي نحو 40 دولارا فقط للبرميل، بينما في 30 يونيو/حزيران 2014، كان السعر 105.37 دولارا للبرميل.

ومع توقع أن تستمر الزيادة في المعروض في العام الجديد، خاصة من جانب إيران، بعد سنوات من العقوبات المتعلقة ببرنامجها النووي، حيث من المتوقع أن ترفع إنتاجها ليصل إلى 4 ملايين برميل يوميا بحلول نهاية عام 2016، بدلا من نحو 3.3 مليون برميل يوميا حاليا، لذا فإن السعر سوف ينخفض بشكل أكبر.

نهاية حادة لـ«أوبك»

ويفصل تقرير «بلومبيرغ» ما جري في اجتماع (الجمعة) بالقول: «بدا خلال الاجتماع يوم الجمعة كما لو أن المنظمة تتجه إلى نهاية قاسية، على غرار لقاء حاد جري في يونيو/حزيران 2011 عندما كانت «أوبك» قادرة على الاتفاق، ولكن وزراء النفط قد شنوا وقتها هجوما شديدا عليها»، حتى أن وزير النفط السعودي «علي النعيمي» قال حينئذ أن الاجتماع كان «أسوأ من أي وقت مضى».

ويضيف: «لم يذهب أي مسؤول لوصف هذا المؤتمر بهذه الصفات، ولكن عندما انسحب الوزراء والمندوبين من مؤتمر أوبك، الذي عقد بالقرب من منزل مبدع دار الأوبرا في فيينا، فقد كانت تعليقاتهم سوداوية، كان بعضهم في غضون ساعة، مثل مندوبي السعودية وإيران، في طريقهم إلى المطار».

وقال الوزير السعودي «علي النعيمي» إنه سيسافر إلى باريس للمشاركة في محادثات تغير المناخ، أما مندوب فنزويلا، التي ضغطت بقوة لخفض السقف القديم بنحو خمسة في المائة، فقد ظهرت علي وجهه علامات الإحباط الشديد أن أوبك «لم تقرر أي شيء».

ومع ذلك، فقد بذل المسؤولون قصاري جهدهم لإخفاء أي انقسام بينهم، وردا على تساؤلات الصحفيين عن أسباب عدم الاتفاق، تهرب الوزراء داخل غرفة اجتماعات صغيرة وعزلوا أنفسهم واختفي المساعدون، بينما قال الوزير الإيراني ببساطة: «كانت هناك مناقشات»، في رد مهذب ولكن دون توضيح أكثر.

وختمت «بلومبيرغ» تقريرها بالقول: «أوبك لم تعد تبدو وكأنها المجموعة التي وصفها الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر بأنها قادرة على ابتزاز اقتصاديات وصناعات العالم بأكمله، فبدلا من ذلك، فإنها تبدو حاليا، وكأن دولها تمارس "البلطجة" في مواجهة بعضها البعض».

 

  كلمات مفتاحية

أوبك السعودية انخفاض أسعار النفط خفض الإنتاج

أسعار النفط تهبط بعد موافقة «أوبك» على رفع سقف الإنتاج

«أوبك» ترفع سقف إنتاجها اليومي إلى 31.5 مليون برميل

انتهاء اجتماع غير رسمي لـ«أوبك» دون قرارات

خلافات داخل «أوبك» .. وروسيا ترفض التعاون

النفط يهبط إلى أدنى مستوياته في 7 سنين بفعل اجتماع «أوبك»

خبراء: «أوبك» تتهيأ لتكون «ساحة صراع» في ظل الخلاف السعودي الإيراني

«الغارديان»: السعودية لم تحطم النفط الصخري واحتياطياتها لن تسعفها للأبد

«فوربس»: السعودية تدق المسمار الأخير في نعش سوق النفط

«بلومبيرغ»: انخفاض أسعار النفط يزيد الضغوط على الأسواق الخليجية

الحساب الختامي لـ«أوبك»

«أوبك» تتوقع تفاقم تخمة النفط في 2016 رغم تباطؤ إنتاج المنافسين