وصف حلف شمال الأطلسي "ناتو"، العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بــ"الخطأ الاستراتيجي"، معلنا بدء نشر قوات إضافية في الجزء الشرقي من أوروبا، للرد على مجموعة من حالات الطوارئ وتأمين أراضي أعضاء الحلف.

جاء ذلك، في بيان للحلف، عقب اجتماع استثنائي، الجمعة، قال إن قادة "الناتو" يؤكدون تمسكهم بوحدة وسيادة أوكرانيا.

وأضاف البيان: "مهاجمة أوكرانيا خطأ استراتيجي فادح ستدفع روسيا ثمنه اقتصاديا وسياسيا لسنوات مقبلة"، متابعا: "سيتم محاسبة روسيا وبيلاروسيا على أفعالهما".

ولفت البيان إلى أن الهجوم الذي تم التخطيط له منذ فترة طويلة على أوكرانيا "وحشي وغير مبرر على الإطلاق".

ودعا "الناتو"، روسيا إلى الوقف الفوري لهجومها العسكري، وسحب جميع قواتها من أوكرانيا.

كما دعا جميع الدول لإدانة الهجوم الروسي "غير المعقول"، وقال البيان: "لا ينبغي لأحد أن ينخدع بالأكاذيب الروسية".

ولفت إلى أن "روسيا رفضت طريق الدبلوماسية والحوار الذي عرض عليها مرارا وتكرارا وتتحمل مسؤولية هذا الصراع".

وأعلن الحلف في هذا الصدد "تنشيط الخطط الدفاعية للحلف لإعداد أنفسنا للرد على مجموعة من حالات الطوارئ، وتأمين أراضينا".

وتابع البيان: "نقوم الآن بنشر قوات دفاعية إضافية كبيرة في الجزء الشرقي من الحلف".

قبل أن يختتم: "على ضوء التصرفات الروسية سنستخلص النتائج الضرورية لتحقيق موقف رادع ودفاعي للحلف".

من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو "ينس ستولتنبرغ"، في مؤتمر صحفي أعقب الاحتماع، أنهم اتفقوا على نشر وحدات من قوات الرد السريع التابعة للحلف برا وبحرا وجوا، للاستجابة لأي طوارئ.

وأضاف: "قواتنا تشمل 100 طائرة مقاتلة، و120 سفينة، بينها مجموعات قتالية وحاملات طائرات".

وتابع: "تم تعزيز قوة المهام الخاصة المشتركة التابعة للحلف من الولايات المتحدة وبريطانيا وأصبحت تضم نحو 40 ألف جندي".

وأشار أمين عام الناتو، إلى أن نشر الناتو لقواته شرقي أوروبا "حتى لا يفهم أننا غير جاهزين للدفاع عن أعضاء الحلف".

وتابع: "جزء من قواتنا البحرية والجوية، بدأت العمل ضمن الإجراءات الجديدة لحماية أمن أعضاء الحلف".

ولفت "ستولتنبرج" إلى أن أعضاء الحلف أكدوا استمرار الدعم العسكري والمالي والإنساني لأوكرانيا، قبل أن يضيف: "لكن الوضع على الأرض ما زال متغيرا ومن الصعوبة توقع ما سيحدث".

وتابع: "نرى واقعا تتحدى فيه روسيا الأمن الجماعي الأوروبي وسنحملها مع بيلاروسيا نتائج أفعالهما".

وفي توصيفه لما يجري في أوكرانيا، قال الأمين العام للناتو: "هدف روسيا هو إزالة الحكومة المنتخبة في أوكرانيا، وهي تقوم بغزو شامل باستخدام كل القدرات العسكرية، وتتحرك صوب كييف".

وأضاف: "عدوان روسيا على أوكرانيا لن يؤدي إلى احترامها دوليا، ولن يضمن مستقبلا أفضل لمواطنيها، وردنا الجماعي يجب أن يكون مزيدا من الدعم لدول مثل جورجيا ومولدوفا والبوسنة".

وتابع: "روسيا دمرت السلام في أوروبا، قد تكون الأزمة في القارة أخطر، إذا هددت روسيا أي بلد عضو في الناتو أو هاجمته".

واتهم "ستولتنبرج"، روسيا بأنها أدارت ظهرها للاتفاق بينها وبين الحلف، لأن أساسه احترام سيادة الدول، وقال: "ما لم تظهر روسيا أي احترام لاتفاقها مع الحلف فذلك يعني ألا سبيل للعمل به مستقبلا".

واقتحمت قوات برية روسية، الخميس، الحدود الأوكرانية من عدة جهات، بعد ساعات من أمر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ببدء عملية عسكرية في أوكرانيا، وطلبه من الجنود الأوكرانيين إلقاء السلاح فورا.

واقتربت القوات الروسية من العاصمة كييف، وسط توقعات أمريكية بسقوطها خلال أيام، وهو ما عبرت روسيا عن رغبتها في تنفيذه لتغيير الحكومة.

ولاقت العملية العسكرية الروسية إدانات دولية واسعة، خاصة من الغرب، في وقت أيدتها دول محدودة من بينها الصين وسوريا.

ولفت الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، إلى أنه وحلفاءه سيردون بشكل موحد وحازم، قبل أن يصدر عقوبات جديدة على النظام المالي الروسي.

كما أصدر الاتحاد الأوروبي عقوبات على النظام الروسي ورئيسه، قبل أن يتعهد بـ"محاسبة" الكرملين على الهجوم "غير المبرر" على أوكرانيا.