"العقوبات التي أعلنت ضد روسيا قد تكون الأشد من نوعها على دولة في العصر الحديث".. هكذا وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تبني الولايات المتحدة رفقة حلفائها الغربيين، تصعيدا كبيرا للعقوبات المالية ضد روسيا، إثر هجومها العسكري على أوكرانيا.
والسبت، تبنت الدول الغربية عزل عدد من البنوك الروسية من نظام "سويفت" العالمي وهو ما يمكن أن يشكل ضربة قوية للنظام المالي الروسي.
وتنقل الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين يتوقعون أن يؤدي التحرك الأخير إلى انهيار قيمة العملة الروسية "الروبل".
ومن شأن العقوبة التي طالت البنك المركزي الروسي، أن تحد من قدرة الكرملين على الوصول إلى أكثر من 600 مليون دولار من الاحتياطات المالية.
كما أنه من شأن العقوبات الجديدة أن تشل قدرة روسيا على منع انهيار "الروبل" الذي سيدخل في مرحلة "سقوط حر"، وفق ما تنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين.
ويتوقع المسؤولون أن يؤدي انهيار الروبل إلى تصاعد التضخم في روسيا.
وبفرض العقوبات على البنك الروسي، سيكون من الصعب على موسكو بيع احتياطياتها الدولية، وهو ما يفقد الكرملين أفضل أداة يمكنها أن تدعم العملة الروسية.
يقول نائب الرئيس التنفيذي لمعهد التمويل الدولي "كلاي لوري"، إن إقبال الروس لسحب ودائعهم بالروبل لتحويله إلى الدولار سيتضاعف، وهو ما سيسبب استنزاف احتياطيات البنك.
وتشير الصحيفة، إلى أن العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية، الأسبوع الماضي، ستضاعف بدورها من مشاكل البنوك الروسية الكبرى التي تمتلك ما يقرب من 80 في المئة من الأصول المصرفية في البلاد.
وشملت العقوبات أكبر بنكين في روسيا، سبيربنك المملوك للدولة وVTB، ويمتلكان معا ما يقرب من 750 مليار دولار من الأصول، وهو ما يمثل أكثر من نصف إجمالي الأصول في روسيا.
وحسب "واشطن بوست"، تكمن قوة العقوبات عليهما في منعهما من التعامل بالدولار، الذي يعد العملة المفضلة في المعاملات التجارية في جميع أنحاء العالم.
وسيصعب على البنكين الآن القيام بالمعاملات التجارية الدولية بسبب منعهم من النظام المالي الأمريكي.
وتضيف الصحيفة: "عقوبة أخرى ستكون موجعة للشركات الروسية وهي التكنولوجيا الفائقة، إذ ستحرم العقوبات روسيا من نصف إمداداتها من معدات هذه التكنولوجيا، ما سيعيق جهود موسكو لتحديث جيشها وطموحاتها في صناعة الطيران وبرنامجها الفضائي".
كما ستحرم روسيا، بموجب العقوبات من المعدات العالية التقنية التي تستعمل في تشغيل الطائرات الحربية وفي صناعة الهواتف الذكية، وفق الصحيفة.
وتشير كذلك إلى أن العقوبات الحالية على روسيا، قد تجعلها ضمن عدد من البلدان التي تقيد الصادرات التكنولوجية إليها، وهي كوبا وإيران وكوريا الشمالية وسوريا.
والسبت، أعلنت دول غربية إجراءات اقتصادية جديدة تهدف إلى عزل روسيا عن الاقتصاد العالمي والنظام المالي الدولي المعروف بـ"سويفت"، في إطار تشديد العقوبات ردا على الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
ولليوم الرابع توالياً، يواصل الجيش الروسي هجومه العسكري على الأراضي الأوكرانية، حيث تدور معارك عنيفة في العاصمة كييف التي تتعرض لقصف صاروخي واسع.
وطلب الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، من الجيش الأوكراني الاستيلاء على السلطة، قائلا إن هذا الأمر سيجعل المفاوضات أسهل بكثير.
وفرضت الولايات المتحدة ودول أوروبيةٌ عقوبات غير مسبوقة على روسيا، وطالت العقوبات الرئيس "بوتين" ووزير الخارجية "سيرجي لافروف".