توقع وزير المالية المصري "محمد معيط"، ارتفاع تكلفة استيراد القمح من الخارج، في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، بنحو 12-15 مليار جنيه (763-954 مليون دولار) في الموازنة الحالية.
وقال "معيط"، في تصريحات أوردتها قناة "CNBC عربية"، الأحد، إن التوترات الجيوسياسية العالمية الراهنة "سيكون لها تأثيرًا سلبيًا على موازنة العام المالي الحالي".
وأوضح أن الجهات الحكومية تعمل بتنسيق مشترك للتأكد من أن إمدادات السلع للدولة تسير في اتجاهها الصحيح لتوفير حاجة المواطنين، وبناء مخزون كاف لمواجهة التحديات الحالية نتيجة الحرب في أوكرانيا.
وسجلت أسعار القمح أعلى مستوى لها منذ عام 2008، بنهاية الأسبوع الماضي، في ظل المخاوف المتصاعدة من حدوث نقص عالمي في الإمدادات، وفقًا لما ذكرته وكالة "بلومبرج".
وأمام ذلك، طلبت مصر من المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة زيادة قرض مقرر سلفا لتمويل استيراد السلع التموينية بقيمة 700 مليون دولار، بسبب ارتفاع أسعار القمح عالميا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأظهرت بيانات حديثة من قطاع النقل البحري التابع لوزارة النقل المصرية أنه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، لم تتمكن سوى شحنة واحدة من القمح الأوكراني اشترتها مصر للشحن خلال الفترة من 15 فبراير/شباط إلى 3 مارس/آذار، من مغادرة الميناء، وتحمل 42700 طن من 60 ألف طن تم حجزها.
ووفقا للبيانات ذاتها، فإن شحنتين أخريين يبلغ مجموعهما 120 ألف طن تم شراؤهما في ديسمبر/كانون الأول، عالقتان في الموانئ.
وتعتبر مصر أكبر مستورد للقمح في العالم بمتوسط سنوي 13.8 مليون طن، بينما يبلغ الاستهلاك المحلي، قرابة 22 مليون طن سنويا.
وكشفت بيانات رسمية حديثة، تطور واردات مصر من القمح خلال 11 شهرا من 2021، والتي سجلت إجماليا بلغ نحو 2.4 مليارات دولار، مقابل نحو 2.9 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من العام 2020 بنسبة انخفاض بلغت نحو 16.2%.
وتصدرت روسيا قائمة أعلى 10 دول استوردت مصر منها القمح خلال الـ11 شهرا الأولى من 2021، حيث سجلت قيمة واردات مصر منها نحو 1.2 مليار دولار، وبكمية بلغت 4.2 مليون طن لتستحوذ على 69.4% من إجمالي واردات مصر من القمح.
وجاءت أوكرانيا في المرتبة الثانية بقيمة 649.4 ملايين دولار، وبكمية بلغت 651.4 آلاف طن، مستحوذة على 10.7% من إجمالي واردات القمح المصري.
وتسيطر روسيا وأوكرانيا على نحو 29% من تجارة القمح العالمية، وفقًا لبيانات "CNBC"، وتسببت الحرب في توقف إمدادات القمح عالميًا مما رفع أسعاره.
وتتوقع "بلومبرج"، أن تكون أسعار القمح في سبيلها لتسجل ارتفاع قياسي بنسبة 40%، وهو أعلى مستوى منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وقيام الولايات المتحدة وأوروبا بفرض عقوبات شاملة على موسكو.