كردستان العراق يخطط لتصدير الغاز إلى أوروبا.. وغضب إيراني

الثلاثاء 29 مارس 2022 04:53 ص

يخطط إقليم كردستان العراق، لتصدير الغاز إلى أوروبا، لتعويض النقص العالمي في الطاقة، خاصةً في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما أثار حفيظة إيران، لما يمثّله من تهديد لمكانتها بصفتها موردًا رئيسًا للغاز.

وقال رئيس وزراء كردستان العراق "مسرور بارزاني"، إن الإقليم لديه القدرة على تعويض بعض النقص في الطاقة، على الأقلّ في أوروبا، كما إنه سيصبح قريبًا مصدرًا مهمًا للطاقة.

وأضاف خلال مشاركته في مؤتمر للصناعة عُقد في دبي، الإثنين: "أنا واثق من أن كردستان ستصبح قريبًا مصدرًا مهمًا للطاقة لتلبية الطلب العالمي المتزايد".

وتابع: "سنصبح مصدّرًا صافيًا للغاز لبقية العراق وتركيا وأوروبا في المستقبل القريب".

وزاد "بارزاني": "نحن في كردستان لدينا القدرة الآن على تعويض بعض النقص في النفط في أوروبا، على الأقلّ، إذا استعد شركاؤنا في بغداد للعمل معنا".

كما شدّد على أن حكومة كردستان لا تزال ملتزمة بالعقود الموقّعة مع شركاء النفط والغاز، وهي في وضع يمكّنها من مساعدة الدول الأخرى في المنطقة.

إذ دفعت احتياطيات النفط الهائلة غير المستغلة في المنطقة الكردية وعقود تقاسم الإنتاج المربحة والبيئة الآمنة، شركات النفط الدولية إلى الالتزام باستثمار مليارات الدولارات هناك، خلال السنوات الأخيرة.

وقال "بارزاني"، الشهر الماضي، إنه استكشف "إمكانات الغاز الضخمة في كردستان" باجتماع مع وزير الطاقة القطري "سعد الكعبي".

وكتب في تغريدة بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "فِرقًا من الحكومتين ناقشت أيضًا الاستثمار في الطاقة، ومصادر الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مجال الطاقة".

وتعمل حكومة إقليم كردستان، على تطوير موارد النفط والغاز بشكل مستقل عن الحكومة الفيدرالية.

وفي عام 2007 سنّت قانونها الخاص الذي أرسى التوجيهات التي ستدير المنطقة بموجبه هذه الموارد.

إلّا أن المحكمة الفيدرالية العراقية رأت الشهر الماضي، أن قانون النفط والغاز الذي ينظّم صناعة النفط في كردستان العراق "غير دستوري".

كما طالبت السلطات الكردية بتسليم إمداداتها من الخام، ووصفَ بارزاني الخطوة بأنها "ظلم فادح".

في سياقٍ متصل، قال مسؤولون عراقيون وأتراك، إن خطة ناشئة لإقليم كردستان العراق لتزويد تركيا وأوروبا بالغاز، بمساعدة إسرائيل، هي جزء مما أغضب إيران ودفعها لضرب العاصمة الكردية أربيل بصواريخ باليستية في وقت سابق هذا الشهر.

وقال الحرس الثوري الإيراني، إن الضربة أصابت "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية في أربيل في 13 مارس/آذار، وكانت انتقامًا لغارة جوية إسرائيلية قتلت اثنين من أعضائها في سوريا.

إلّا أن اختيار الهدف حيّر العديد من المسؤولين والمحللين، إذ أصابت معظم الصواريخ "فيلا" رجل أعمال كردي يعمل في قطاع الطاقة في إقليم كردستان.

قال المسؤولون، إنهم يعتقدون أن الهجوم كان بمثابة رسالة متعددة الجوانب لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، لكن الدافع الرئيس كان خطة لضخّ الغاز الكردي إلى تركيا وأوروبا، بمشاركة إسرائيل.

إذ قال مسؤول أمني عراقي: "كان هناك اجتماعان مؤخرًا بين مسؤولي الطاقة والمتخصصين الإسرائيليين والأمريكيين في الفيلا، لمناقشة شحن غاز كردستان إلى تركيا عبر خط أنابيب جديد".

وهو ما يضع هجوم إيران على أربيل في سياق مصالح الطاقة للّاعبين الإقليميين، وليس هجومًا عسكريًا إسرائيليًا واحدًا على الحرس الثوري الإيراني، كما ورد على نطاق واسع.

وقالت المصادر العراقية والتركية والغربية، إن هذه الخطوة تأتي في وقت حساس سياسيًا لإيران والمنطقة، حيث أن خطة تصدير الغاز الكردستاني، قد تهدد مكانة إيران بصفتها موردًا رئيسًا للغاز للعراق وتركيا، بينما لا يزال اقتصادها يعاني من العقوبات الدولية.

يأتي ذلك أيضًا في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل، أكبر أعداء إيران في المنطقة، وتركيا على تعزيز العلاقات، وتتطلع إلى مزيد من التعاون في مجال الطاقة، إذ تهدد العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا بنقص حادّ في جميع أنحاء أوروبا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كردستان الغاز تصدير الغاز إيران أوروبا

مصادر عراقية: نفط كردستان المخفض يغطي 70% من احتياج إسرائيل

تعرّض منزله لقصف إيراني.. رجل أعمال كردي: لم أشارك بمحادثات لتصدير الغاز إلى أوروبا

اتفاق عراقي إيراني على تعزيز التعاون.. ورئيسي: ندعم حكومة قوية في بغداد

هل تكون إيران بديلا عالميا للنفط والغاز الروسي؟

العراق يعلن التوصل لاتفاق مع إيران لإعادة ضخ الغاز وتسديد الديون

إيران تعيد التركيز على حقل الغاز المشترك مع الكويت والسعودية.. ما السبب؟

العراق يلمح إلى استيراد الغاز القطري والتركمانستاني عوضا عن الإيراني.. لماذا؟