أكد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، رفضه طلب الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» الانضمام للتحالف الرباعي بين روسيا وإيران والعراق وسوريا، حتى لا يجلس مع رئيس لا يعترف بشرعيته في إشارة إلى رئيس النظام السوري «بشار الأسد».
وقال «أردوغان» في حوار خاص أجرته قناة «العربية»، ويبث كاملا غدا الأحد، إن القوة التركية الموجودة لتدريب العراقيين في معسكر بعشيقة جاءت بطلب من رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي».
وأكد «أردوغان» أن إثارة موضوع القوات التركية في شمال العراق له خلفيات مرتبطة بحلف رباعي بين روسيا وسوريا والعراق وإيران، رفضت أنقرة الانضمام إليه بعد طلب روسي.
وقال: «كانت العلاقات العراقية التركية جيدة، وكنا تناولنا التطورات في العراق خلال زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي لتركيا».
وأضاف «أردوغان» أنه بعد دخول تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى العراق طلب «العبادي» من تركيا المساعدة، واستجابت أنقرة وطالبت بتعيين موقع مناسب لإقامة معسكر هناك نهاية 2014، وفي مارس/آذار 2015 تم تخصيص منطقة بعشيقة للقوة التركية.
وأكد «أردوغان» أن وزير الدفاع العراقي قام بزيارة معسكر التدريب، إلا أن تطورات تشكيل حلف رباعي يضم سوريا وإيران والعراق وروسيا شكلت عقبة أمام التواجد التركي، حيث رفض «أردوغان» الجلوس إلى طاولة تجمعه مع «الأسد».
تأتي تصريحات «أردوغان» حول القوات التركية في شمال العراق، إثر مطالبة «العبادي» بسحبها من منطقة بعشيقة قرب الموصل، فيما أعلنت تركيا أن قواتها موجودة لتدريب العراقيين في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال العراق.
وقد شهدت العلاقات التركية الروسية مؤخرا، توترا شديدا على خلفية إسقاط أنقرة مقاتلة روسية اخترقت المجال الجوي التركي في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وعقب إسقاط الطائرة -التي أودت بحياة أحد الطيارين وعسكري آخر حاول إنقاذه- فرضت روسيا عقوبات اقتصادية على تركيا وعززت ترسانتها الحربية في قاعدتها الجوية بسوريا.
ووجه الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» تحذيرا مبطنا لأنقرة وأمر قواته في سوريا باتخاذ إجراءات صارمة ضد أي تهديدات.
على الجانب الآخر، حظر الجيش التركي على أفراده قضاء عطلهم في روسيا، وقالت «وكالة أنباء الأناضول» إن هذا الإجراء اتخذ على سبيل الاحتياط، فيما أعرب رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» عن احتمال فرض عقوبات ضد روسيا إذا اقتضت الضرورة ذلك.