العراق يعلن طرد «الدولة الإسلامية» من الرمادي.. ومسؤول أمريكي يرفض التأكيد

الاثنين 28 ديسمبر 2015 05:12 ص

قال العميد «يحيى رسول» المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق، اليوم الإثنين، إن قوات مكافحة الإرهاب العراقية رفعت علم البلاد فوق المجمع الحكومي المركزي في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، غربي البلاد.

وأوضح في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي: «نعم لقد تحررت مدينة الرمادي ورفعت القوات المسلحة من رجال جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال العلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالأنبار».

وكان «صباح النعماني» المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب الذي يقود القتال في صفوف القوات الحكومية، أعلن أمس الأحد، أن الجيش العراقي ألحق الهزيمة بتنظيم «الدولة الإسلامية» في الرمادي، غير أن مسؤول عسكري أمريكي أكد أنه لا يمكن تأكيد ذلك.

وأضاف أن الخطوة القادمة تتمثل في تطهير الجيوب التي قد تكون موجودة «هنا أو هناك في المدينة».

غير أن مسؤول عسكري أمريكي طلب عدم نشر اسمه يوم الأحد، قال لوكالة «رويترز»، إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يمكنه في الوقت الراهن تحديد ما إذا كانت قوات الأمن العراقية طهرت المجمع الحكومي في الرمادي من التنظيم.

وبث التلفزيون الرسمي العراقي صورا للجنود وعربات الهمفي والدبابات أثناء تقدمها في شوارع الرمادي وسط أكوام من الركام والمنازل المنهارة، وبدت بعض الأحياء وقد دمرت بالكامل بفعل القصف وتقدم القوات.

وبث التلفزيون أيضا صورا ليلية لاحتفالات في مدن تقطنها أغلبية شيعية جنوبي بغداد حيث ظهر المواطنون يرقصون في الشوارع ويلوحون بأعلام العراق من السيارات احتفالا بالنصر في الأنبار.

ولم يعلن المسؤولون على الفور أي إحصاء لعدد القتلى في المعركة، وقالت الحكومة إن معظم السكان المدنيين تمكنوا من الخروج من المدينة قبل شن الهجوم.

ودعا «فالح العيساوي» عضو مجلس محافظة الأنبار الحكومة إلى استعادة الخدمات في الرمادي سريعا والبدء في إعادة بناء المدينة للسماح بعودة النازحين.

وقال «العيساوي» إن اقناع العائلات بالعودة للمدينة التي تفتقر للحاجات الإنسانية الأساسية ليس سهلا.

كان مسلحو التنظيم استولوا على الرمادي ذات الأغلبية السنية الواقعة بوادي نهر الفرات، بعد فرار القوات الحكومية في هزيمة دفعت واشنطن إلى إعادة النظر في استراتيجيتها تجاه التنظيم.

وبعد تطويق المدينة لعدة أسابيع شن الجيش العراقي حملة الأسبوع الماضي لاستعادتها ثم تقدم في آخر خطوة لاستعادة المجمع الحكومي.

واجتاح تنظيم «الدولة الإسلامية» ثلث العراق في يونيو/حزيران عام 2014 وأعلن قيام «خلافة» لحكم المسلمين في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق وقام بعمليات قتل جماعي وطبق فكره المتشدد.

وساعد على صعود التنظيم الانهيار السريع للجيش العراقي الذي تخلى عن مدينة تلو الأخرى وترك قوافل من العربات المدرعة والأسلحة الأخرى أمريكية الصنع في أيدي المتشددين.

ومنذ ذلك الحين أدت الحرب على التنظيم في البلدين إلى تدخل كثير من القوى الإقليمية والدولية وغالبا في صورة أحلاف متنافسة على الأرض في حروب أهلية معقدة ومتعددة الأطراف.

ويشن تحالف تقوده الولايات المتحدة حملة جوية على مقاتلي التنظيم في البلدين لكن إعادة بناء الجيش العراقي إلى النقطة التي تجعله قادرا على استعادة أراض والتمسك بها يعد أحد أكبر التحديات.

وفي معارك سابقة من بينها استعادة مدينة تكريت مسقط رأس «صدام حسين» في أبريل/نيسان، اعتمدت الحكومة العراقية على وحدات شيعية تدعمها إيران للقتال البري في حين قام الجيش بدور مساعد.

لكن الجيش نفسه هو الذي قاتل في الرمادي هذه المرة دون الاعتماد على وحدات الحشد الشعبي الشيعية التي أبقتها الحكومة بعيدا عن أرض المعركة لتجنب حدوث توتر طائفي مع السكان وغالبيتهم من السنة.

وقالت الحكومة بقيادة رئيس الوزراء الشيعي «حيدر العبادي» إن مسؤولية الرمادي ستسلم للشرطة المحلية والعشائر السنية بمجرد تأمينها في إجراء يهدف إلى اقناعهم بقتال تنظيم «الدولة الإسلامية».

مقتل مسؤول المجلس العسكري للتنظيم

من ناحية أخرى، أعلنت الداخلية العراقية، في بيان، مساء الأحد، مقتل مسؤول «المجلس العسكري» لتنظيم «الدولة  الإسلامية»، «أبو أحمد العلواني»، في عملية نوعية بالأنبار.

وكان التلفزيون الرسمي العراقي، قال الإثنين الماضي، نقلا عن رئيس أركان الجيش إن القوات المسلحة العراقية ستشن هجوما لاستعادة مدينة الرمادي من تنظيم «الدولة الإسلامية» سيبدأ بعد ساعات، بقل أن يبدأ بالفعل.

والأحد قبل الماضي، ألقت طائرات الجيش منشورات على العديد من أحياء الرمادي لمطالبة الأهالي المحاصرين داخلها بمغادرة المدينة خلال مدة أقصاها 72 ساعة تمهيدا لاقتحامها.

ووجهت القوات العراقية في وقت سابق إنذارا مماثلا لخروج العائلات، وإلا فإنها ستواجه خطر الموت، أو سيتم اعتبارها متعاونة مع تنظيم «الدولة» الذي ما يزال يحكم سيطرته على أجزاء واسعة من الرمادي.

وكان وزير الدفاع العراقي «خالد العبيدي»، قد توقع السبت قبل الماضي أن تتمكن القوات العراقية، بمساندة من الضربات الجوية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، من استعادة مدينة الرمادي بنهاية هذه السنة.

من جانب آخر، أكد المتحدث باسم التحالف الدولي «ستيف وارن» في وقت سابق، وصول 100 عنصر من القوات الأمريكية الخاصة إلى العراق للقيام بمهام سرية بالتنسيق مع بغداد، ولم يستبعد المتحدث أن تتولى هذه القوة مهمة قطع الإمدادات عن «الدولة الإسلامية» بين العراق وسوريا.

  كلمات مفتاحية

الرمادي الجيش العراقي الدولة الإسلامية العراق

الجيش العراقي يحاصر آخر معاقل «الدولة الإسلامية» في الرمادي

العراق.. مقتل 14 من الجيش و12 من «الدولة الإسلامية» مع بدء معركة الرمادي

الجيش العراقي يبدأ هجوما في غضون ساعات لاستعادة الرمادي

الجيش العراقي يطالب سكان الرمادي بمغادرتها خلال 72 ساعة

الأمطار تجبر القوات العراقية على إيقاف عملياتها في الرمادي للمرة الثانية

محافظ الأنبار: مقتل أكثر من 1000 مسلح من «الدولة الإسلامية» في الرمادي

«العبادي» يتعهد بهزيمة «الدولة الإسلامية» في 2016

«الاندبندنت»: «الدولة الإسلامية» خسر الرمادي لكنه لم يخسر الحرب

«ناشيونال إنترست»: ما بعد الرمادي .. نموذج للحرب ضد «الدولة الإسلامية»

الجيش العراقي يوسع سيطرته في الرمادي ويتكبد عشرات القتلى

«التحالف الدولي»: الأراضي الخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية» تقلصت في 2015

الجيش العراقي يتقدم شرق الرمادي دون مقاومة من «الدولة الإسلامية»

تقدم للقوات العراقية يعيد فتح طرق تربط الرمادي بقاعدة رئيسة للجيش

«التحالف الدولي» يشن 26 غارة على «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق