قال إنه مستعد لفعل أي شيء للعراق.. الكاظمي يدعو إلى حوار شامل

السبت 30 يوليو 2022 02:50 م

طالب رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي"، السبت، الكتل السياسية العراقية، بـ"بدء حوار شامل"، لافتا إلى أنه "مستعد لفعل أي شيء من أجل العراق".

جاء ذلك، بعدما اقتحم متظاهرون مقر البرلمان في المنطقة الخضراء في بغداد، وأعلنوا اعتصاما مفتوحا.

وقال "الكاظمي"، في كلمة بشأن تطورات الأحداث العراقية: "نحنُ شعبٌ عُرِفَ عنه الإيمانُ بالقيمِ والمبادئ السامية الكريمة، نعفو ونصفحُ لأجلِ الأخوّة والمساواة، ولأجلِ الهدفِ السامي الإنساني والوطني... شعبُنا تواقٌ إلى الحياة وهو لا يهوى الفتنة والدم والاقتتال والانتقام والتناحر، ولا يهوى الحقدَ والكراهية، ويتطلعُ لمستقبلِ يوازي حجمَ التضحياتِ والمعاناة التي مر بها".

وأضاف: "لا بدّ أن تجلسَ الكتلُ السياسية وتتحاورَ وتتفاهمَ من أجل العراق والعراقيين، ويجب الابتعادُ عن لغة التخوينِ والإقصاء، ويجب التحلي بروحٍ وطنية عالية وجامعة، فألفُ يومٍ من الحوارِ الهادئ خيرٌ من لحظة تُسفكُ فيها نقطة دمٍ عراقي".

كما دعا الجميعَ إلى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية، وعدمِ الانجرارِ إلى التصادم، وطلب من المواطنينَ عدم الاصطدامِ مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة.

وتابع "الكاظمي": "يجب أن نتعاون جميعاً لنوقفَ من يسرعُ هذه الفتنة، والكل يجب أن يعلمَ جيداً أن نارَ الفتنة ستحرقُ الجميع. إن الظرفَ صعبٌ جداً، وهذه حقيقة مُرة مع الأسف الشديد، وعلينا أن نتعاونَ وأن نتكاتف جميعاً حتى لا ندفعَ بأنفسنا إلى الهاوية. علينا أن نحكّمَ عقولَنا وضمائرَنا ووجدانَنا، ونلتفّ حولَ العراق والعراقيين، لا حولَ المصالحِ الضيقة".

وأكد أن "الجميع يتحمل المسؤولية.. الأحزاب والطبقة السياسية والقوى الاجتماعية وسائر المؤثرين... علينا أن نقولَها، نعم، الجميع، وعلى الجميعِ أن يتصرفَ وفقَ قواعد الحكمة والبصيرة من أجلِ العراق، حتى لا نخسرَ مجدداً".

واقتحم متظاهرون مؤيدون لرجل الدين النافذ "مقتدى الصدر"، المنطقة الخضراء ومقر البرلمان للمرة الثانية خلال أيام، احتجاجا على ترشيح "الإطار التنسيقي"، خصومِ "الصدر" السياسيين "محمد السوداني" لرئاسة الوزراء.

وحاولت قوات الأمن العراقية التصدي للمتظاهرين في المنطقة الخضراء بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وأصيب في المواجهات 125 شخصا بينهم 25 عسكريا وفقا لوزارة الصحة.

ومع هذه التطورات، يبدو أن الأزمة السياسية في العراق تزداد تعقيدا.

فبعد 10 أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، تشهد البلاد شللا سياسيا تاما، في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

ووسط هذا المأزق السياسي، يشنّ "الصدر" حملة ضغط على خصومه السياسيين في "الإطار التنسيقي" الذي يضمّ كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق "نوري المالكي"، وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، ويؤكد رفضه مرشحهم لرئاسة الحكومة.

بالمقابل، دعا "الإطار التنسيقي"، ما سمّاه "جماهير الشعب العراقي المؤمنة بالقانون والدستور والشرعية الدستورية"، لإلى التظاهر والوقوف بوجه ما وصفه بـ"التجاوز الخطير والخروج عن القانون والأعراف والشريعة".

في المقابل، اعتبر زعيم تيار الحكمة "عمار الحكيم"، المنضوي في "الإطار التنسيقي"، أن الوضع يتطلب "تغليب لغة العقل والحوار والتنازل للعراق وشعبه".

وحث "الحكيم"، كل الأطراف على "ضبط النفس والتحلي بالحكمة لإنقاذ العراق من الضياع".

ويخشى مراقبون، أن تكون دعوة "الإطار التنسيقي"، مقدمة لاقتتال شعبي، والحرب الأهلية.

وردا على بيان "الإطار التنسيقي"، حذر وزير زعيم التيار الصدري "صالح محمد العراقي"، من "زعزعة السلم الأهلي".

وقال في تغريدة على "تويتر"، إن "تفجير المسيرات هو من يكسر هيبة الدولة وليس حماية المؤسسات من الفساد"، مضيفا: "ما التسريبات عنكم ببعيد" في إشارة إلى التسجيلات الصوتية المسربة لرئيس الوزراء الأسبق "نوري المالكي".

بالتزامن مع ذلك، وجه رئيس مجلس النواب العراقي "محمد الحلبوسي"، قوة حماية البرلمان بعدم التعرض للمعتصمين وعدم المساس بهم.

كما دعا المتظاهرين داخل البرلمان إلى الحفاظ على السلمية.

من جانبه، حذر رئيس الوزراء العراقي الأسبق "إياد علاوي"، في تغريدة، من "خطورة المرحلة التي تجاوزت كل الاحتمالات السيئة ولا تحتمل مزيدا من التصعيد وتستوجب التحلي بالحكمة و الاتزان ودرء الفتنة."

ودعا "علاوي"، القيادات السياسية والوطنية والسلطات الثلاثة إلى "التهدئة وضبط النفس أولا، ثم الجلوس إلى طاولة حوار وطني عاجل، يضع في أولوياته أمن العراق  ووحدته واستقراره وسلامة أبنائه."

وتشهد المنطقة الخضراء، منذ الخميس، إجراءات أمنية مشددة، بزيادة عدد الحواجز الإسمنتية وإغلاق طرق مؤدية إليها، وذلك بعد تهديد أنصار التيار الصدري باقتحام المنطقة الخضراء مرة أخرى، احتجاجا على تسمية الإطار التنسيقي "محمد شياع السوداني" مرشحا لمنصب رئيس الحكومة المقبلة.

وكان الآلاف من أنصار التيار الصدري اقتحموا الأربعاء الماضي، مبنى مجلس النواب داخل المنطقة الخضراء، احتجاجا على ترشيح "السوداني" لمنصب رئيس الوزراء، ومكثوا داخل المبنى نحو 3 ساعات، قبل أن ينسحبوا منه بدعوة من "الصدر".

ودائماً ما يذكّر "الصدر"، اللاعب الأساسي في المشهد السياسي العراقي، خصومه بأنه لا يزال يحظى بقاعدة شعبية واسعة، ومؤثرا في سياسة البلاد رغم أن تياره لم يعد ممثلاً في البرلمان.

فقد استقال نواب التيار الصدري الـ73 في يونيو/حزيران الماضي من البرلمان، بعدما كانوا يشغلون ككتلة، أكبر عدد من المقاعد فيه.

ولم يتمكّن العراق من الخروج من الأزمة السياسية بعد مرور 10 أشهر على الانتخابات البرلمانية المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، حيث لم تفضِ المحاولات والمفاوضات للتوافق وتسمية رئيس للوزراء بين الأطراف الشيعية المهيمنة على المشهد السياسي في البلاد منذ عام 2003، إلى نتيجة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق الإطار التنسيقي اقتحام البرلمان المنطقة الخضراء التيار الصدري مقتدى الصدر

استعراض قوّة جديدٌ للصدر يزيد المشهد السياسي العراقي تعقيداً

بعد اعتصام الصدريين فيه.. تعليق جلسات البرلمان العراقي حتى إشعار آخر

متظاهرون يكشفون عن أوامر من الصدر بالمبيت في مقر البرلمان العراقي

بسبب اعتصام البرلمان.. الكاظمي يوجه بتعطيل الدوام الرسمي في العراق

دعوة أممية للتهدئة في العراق وتشكيل حكومة تلبي التطلعات

العراق.. بارزاني يطلق مبادرة لحل الأزمة والاتحاد الأوربي يدعو لضبط النفس

اعتصام طويل.. أنصار الصدر ينصبون الخيام ويكشفون مطالبهم

العراق.. الإطار التنسيقي يعلن اعتصاما مفتوحا في بغداد ويدعو للإسراع بتشكيل حكومة