بلومبرج: هكذا تلعب الصين على وتر الخلاف السعودي الأمريكي حول النفط

الأحد 16 أكتوبر 2022 06:45 م

قالت وكالة "بلومبرج"، إن الصين بدأت مؤخرا باللعب على وتر الخلاف الدائر بين السعودية والولايات المتحدة، في أعقاب قرار خفض إنتاج النفط.

واعتبرت "بلومبرج"، في تقرير لها، أن الصين "تحاول ركوب الموجة" بالفعل، مضيفة أنه "مع اتساع الخلاف بين الولايات المتحدة والسعودية، فقد عمدت الصين إلى تعميق علاقاتها مع الرياض ودول خليجية أخرى".

وأشارت إلى أن الصين أصبحت الشريك التجاري الأكبر للسعودية، ومصدرا أساسيا لزيادة الاستثمار في المملكة، وهو ما تحتاجه الرياض لتحقيق مشروع ولي العهد، "محمد بن سلمان"، المتعلق بـ"رؤية 2030".

وأوضحت الوكالة أن "مشروع محمد بن سلمان يتناسب تماما مع مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ".

واستذكرت الدعم السابق الذي قدمته الصين لمشروعات كبيرة، مثل خط سكة حديد فائق السرعة بين جدة والمدينة، ومجمع "رأس الخير" البحري.

وبينت "بلومبرج" أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغ أكثر من 65 مليار دولار اعتبارا من عام 2020، مقارنة بأقل من 20 مليار دولار للتدفقات الأمريكية.

ونقلت عن "جوناثان بانيكوف"، المدير في المجلس الأطلسي الذي خدم سابقا في مكتب الولايات المتحدة للاستخبارات الوطنية، أن "محمد بن سلمان أظهر تفضيله للانخراط العالمي القائم على المعاملات، على غرار الطريقة التي تنخرط بها كل من الصين وروسيا بشكل عام في العالم".

وبحسب "بانيكوف"، فإن "المشكلة هي أن هذه ليست هي الطريقة التي تدير بها واشنطن علاقاتها الخارجية".

وكانت السعودية مُنحت العام صفة مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون، وهي مجموعة أمنية دولية بقيادة الصين تركز في الأصل على آسيا الوسطى.

في حين نقلت "بلومبرج" عن الخبير الاقتصادي "ناصر التميمي"، قوله إن النخب السياسية والتجارية السعودية "تنظر بشكل متزايد إلى الصين كقوة عظمى في طور التكوين، وتتوقع أن تظل الوجهة الأولى لصادراتها من الطاقة في المستقبل؛ ما يجعل من الضروري تنمية العلاقات الاستراتيجية مع القوة الصاعدة".

وأقر تحالف "أوبك+"، في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تخفيض الإنتاج بمليوني برميل يومياً ابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو القرار الذي أزعج واشنطن واعتبره سياسيون وكتاب أمريكيون محاولة لدعم روسيا.

وظهرت دعوات من مشرعين وكتاب أمريكيين لمطالبة إدارة الرئيس "جو بايدن" بإعادة تقييم العلاقة مع الرياض وسحب المعدات الدفاعية الأمريكية من السعودية والإمارات، التي تواجه وضعا أمنيا حساسا في منطقة مضطربة.

ووصلت ذروة النقد الأمريكي بتحذير "بايدن"، قبل أيام، للسعودية من "عواقب" بشأن تأييدها القرار، متهما إياها بالانحياز لروسيا، مقابل نفي سعودي على لسان وزير الخارجية "فيصل بن فرحان" واصفا علاقات البلدين بـ"الاستراتيجية".

و"أوبك+" هو تحالف يضم 23 دولة مصدرة للنفط منها 13 دولة عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، أبرزها السعودية والإمارات، فضلاً عن 10 دول أخرى من خارج التحالف، من بينها روسيا.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

أوبك+ السعودية الولايات المتحدة أمريكا الصين النفط

السعودية: لدينا شراكات مع أمريكا والصين ولا نفضل دولة على أخرى

أمريكا: الصراع النفطي لا يؤثر على الروابط الدفاعية مع دول الخليج

اتفاق سعودي صيني للتعاون في الطاقة النووية واستقرار سوق البترول

دون إهمال روسيا.. استراتيجية الدفاع الأمريكية تركز على الصين

السعودية والصين.. هل يتأسس التقارب الجديد على أعمدة التوتر مع الغرب؟

بلومبرج: صادرات السعودية والإمارات النفطية للصين تزداد رغم قرار خفض الإنتاج

سفير أمريكي سابق: أخطاء واشنطن مهدت طريق الهيمنة الصينية على الخليج