أوراسيا ريفيو: غزوات الصين الرقمية بالخليج تقلق أمريكا

الخميس 20 أكتوبر 2022 06:53 م

قال تقرير نشره موقع "أوراسيا ريفيو" إن تموضع الصين في الشرق الأوسط تطور إلى درجة كبيرة واستفاد من التطورات الجيوسياسية ليملأ فراغات تركتها الولايات المتحدة، وبعد أن كان التعاون مقصورا في مجال الطاقة، باعتبار الخليج مكانا مصدرا للنفط، بدأ التعاون الصيني الخليجي ينشط في مجالات الرقمنة والبنية التحتية الرقمية.

ووصف الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، التوجه الصيني في الشرق الأوسط بأنه "غزوات رقمية".

وكانت شراكات الطاقة بمثابة العمود الفقري للعلاقات الصينية الخليجية، وعلى مر السنين نمت بشكل معقد وباتت مفيدة للطرفين، حيث كثفت الشركات الصينية من استثماراتها في قطاعات الصناعات الاستخراجية والطاقة المتجددة في الخليج، بينما نشطت شركات خليجية بدورها في استثمارات للطاقة بالصين، مثل الشراكات التي صنعتها "أرامكو" السعودية وشركة النفط الكويتية في مصاف نفطية بالصين.

وبعد أن أصبحت الصين وجهة أولى لصادرات النفط والغاز الخليجية، جاء الدور على توسعات جديدة، وفي مجالات جديدة أيضا.

فمنذ إطلاق الرئيس الصيني "شي جين بينج" مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، توسعت الأنشطة الصينية في الخليج إلى آفاق جديدة، لا سيما تطوير البنية التحتية المادية والرقمية.

وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، ارتفعت عقود البناء الصينية والاستثمارات في مشاريع البنية التحتية الضخمة عبر دول مجلس التعاون الخليجي والعراق.

وفي حين أن الأخيرة تألفت بشكل أساسي من صفقات "النفط مقابل المشاريع" إلى حد كبير في البنية التحتية للطاقة وبناء المدارس، فقد ركزت الأولى على إنشاء "مراكز تجارية" تجمع بين تطوير الموانئ ومناطق الاستثمار والبنية التحتية للمدن الذكية والتصنيع والخدمات اللوجيستية.

وفي الآونة الأخيرة، أطلقت دول خليجية استثمارات مكثفة في مجال التحول الرقمي ضمن استراتيجياتها حتى عام 2030، بدأت الصين استثمارات ضخمة في مجالات المنتجات والخدمات الرقمية، انتشار الإنترنت والنطاق العريض للأجهزة المحمولة، والأنظمة المصرفية الرقمية، والتجارة الإلكترونية والترفيه عبر الإنترنت.

وأطلقت كل من الإمارات والسعودية والكويت مبادرات رقمية مختلفة كمكون أساسي في خطط رؤية 2030 الخاصة بكل منها لتحفيز النمو وتعزيز التوظيف.

هنا بدأت الصين ما يسميه التقرير بـ"مبادرة طريق الحرير الرقمي"، ومنذ عام 2015، دخل عمالقة التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية في الصين، مثل شركات "هواوي" و"علي بابا"، باب المشاركة في عمليات التحول الرقمي في دول الخليج.

ويقول التقرير إن عدة عوامل مكنت العلاقات الصينية الخليجية من الازدهار، منها الانتهازية الصينية، حيث استفادت بكين من علاقات إيران المسمومة مع الولايات المتحدة، ونفور الشركات الغربية من المخاطرة في العراق باعتبارها حظيرة خلفية لإيران، والتصور السائد بدول الخليج عن تراجع دور الولايات المتحدة، واستغلت بكين هذه المنافسات الإقليمية ببراعة لطرح نموذجها للتنمية والتعاون.

وقد تبنت بكين نموذجًا يركز على التنمية غير السياسية بمبدأ "الربح للجميع"، تم تقديمه كبديل للنهج الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يقوم على التدخل السياسي، ومن جانبهم وجد شركاء الصين في الخليج نموذج بكين للتحديث السريع الذي تقوده الدولة جذابا.

ويبدو أن "الجسر الرقمي" الذي أنشأته الصين في دول الخليج قد أقلق الولايات المتحدة، فتحولت المنطقة إلى ساحة أخرى من ساحات التنافس الأمريكي الصيني.

المصدر | أوراسيا ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الصينية الخليجية الحزام والطريق تكنولوجيا

دون إهمال روسيا.. استراتيجية الدفاع الأمريكية تركز على الصين

السعودية والصين.. هل يتأسس التقارب الجديد على أعمدة التوتر مع الغرب؟

القيادة الاستراتيجية الأمريكية: الصين تطور أسلحة نووية "أسرع منا بكثير"

الأمن والاقتصاد وراء الاندماج الخليجي المتزايد بالمنظمات الإقليمية الأسيوية

سفير أمريكي سابق: أخطاء واشنطن مهدت طريق الهيمنة الصينية على الخليج

مديرة النقد الدولي: اقتصاد العالم في خطر جراء التنافس الأمريكي الصيني

أول قمة أمريكية-صينية منذ سنوات.. بايدن وشي يسعيان إلى تجنب نزاع

بسبب التنافس الأمريكي الصيني.. ناشونال إنترست تحذر الخليج من تقسيم دوله

هل يمكن أن تكون التكنولوجيا ركيزة جديدة لعلاقات الرياض وواشنطن؟