عراقيون سنة: سفير السعودية استهل عمله بتصريحات شجاعة يعجز عنها غيره

الخميس 28 يناير 2016 09:01 ص

أثنى مدونون سنة على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها السفير السعودي في بغداد «ثامر السبهان» عن «الحشد الشعبي»، مؤكدين أنها تمثل تشخيصا لحقيقة المشكلة والصراع داخل العراق، وتؤشر لدور سعودي جديد يهدف إلى إعادة التوازن الإقليمي وينهي حالة الانفراد الإيراني، على حد تعبيرهم.

وقال مقدم البرامج الشاب «عمر الجمال» في مقطع فيديو نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن «تصريحات السفير السعودي هي بمثابة إعلان عن تحرك شجاع ومنصف في العراق وهي رصينة دبلوماسياً»، مضيفاً أنها تمثل «رد الصاع لمؤسسات حكومية ومرجعيات وفعاليات اجتماعية عراقية تدخلت بشكل سافر في الشأن السعودي، عقب إعدام الإرهابي نمر النمر».

واعتبر «إبراهيم الجميلي»، وهو أستاذ جامعي متقاعد، أن «تصريحات السبهان تمثل منتهى الشجاعة، لأنه تحدث عن مشكلة إقصاء طائفي رهيب في العراق»، مبينا أن «رفض التحالف الشيعي الحاكم لها يؤشر لخشيته من دور قوي وفاعل، بعيد عن النمطية سيلعبه السبهان في المستقبل».

ورأى «الجميلي» أن « تحركات السبهان التي باشر بها فور تسلمه منصب السفير ومنها زيارته الأخيرة لمقر أبرز مرجعية سنية ممثلة بالمجمع الفقهي، تؤشر إلى دور قوي وفاعل»، متابعا أن سنة العراق «تم إهمالهم طويلا من أشقائهم العرب وحان الوقت للاستماع إليهم والتضامن معهم».

وردا على تهجم الحسابات الشيعية أوضح الشيخ «بدر غافل الدليمي»، زعيم قبلي من محافظة الأنبار (غرب)، أن «ردود الأفعال المتشنجة على السبهان تظهر حجم المخاوف الشيعية من بروز شخصية خليجية متميزة في بغداد»، لافتا إلى أن «استمرار السفير السعودي في عمله على هذه الوتيرة من شأنه أن ينهي حالة الانفراد الإيراني في المنطقة، ويؤشر لخطوة أولى نحو التوازن».

من جهتها اعتبرت «ليلى الشيخلي»، محامية عراقية مقيمة في أوروبا، أن حديث «السفير السعودي كان معبرا عن هواجس وأفكار معظم السنة في العراق، وهي محل ترحيب منهم»، داعية كل معترض عليها أن يبين وجه الخطأ أو عدم القبول فيها بشرط أن يكون الاعتراض موضوعيا، وغير مبني على دوافع طائفية». 

وأوضحت «الشيخلي» في مدونتها الشخصية «أن الأطراف الشيعية الحاكمة في العراق كانت راغبة بشخصية ديكورية في منصب السفير السعودي من أجل أن يقال إن العراق أصلح علاقاته مع محيطه عموما، والخليجي منه على وجه الخصوص»، مشيرةً إلى أن «السبهان جاء على العكس تماماً من هذا الأمر، واستفتح مشواره بتصريحات شجاعة وضعت النقاط على الحروف».

من جهته اعتبر الشيخ «منذر عبد العزيز السامرائي»، أستاذ علوم شرعية، أن «شجاعة السبهان تمثلت في حديثه عن الميليشيات الشيعية التي هدمت المساجد مؤخرا في ديالى وهي أحاديث محرمة بعرف الائتلاف الحاكم في العراق، الذي لا يسمح لأحد بالخوض فيه»، لافتا إلى أن «هذه الجرائم تشكل حرقة في قلب كل سني، ويجب أن تحظى بالتفاعل معها من المحيط العربي»، بحسب تعبيره.

وكانت الأحزاب الشيعية وفصائل الحشد الشعبي قد أعربت عن استنكارها ورفضها لتصريحات السفير السعودي في بغداد، واعتبرتها تدخلاً في الشأن الداخلي.

وشدد اتحاد القوى العراقية، أبرز ممثل سياسي للسنة في العراق، على أن ردود الفعل على تصريحات السفير السعودي في بغداد هي «زوبعة إعلامية وسياسية غير مبررة»، مؤكداً أن تصريحات السفير لم تتجاوز الأصول الدبلوماسية.

وكان السفير السعودي في العراق أكد أن تصريحاته حول «الحشد الشعبي»، والتي استدعي من أجلها للخارجية العراقية «حورت» ولم تتدخل في الشأن العراقي.

وأضاف في تصريحات لصحيفة «الوطن» السعودية في عددها الصادر الإثنين الماضي: «عند سؤالي عن الحشد الشعبي (خلال لقاء تلفزيوني) أجبت بأن المملكة لا تؤمن إلا بالدول والعمل المؤسساتي بها، ولا تؤمن بأي سلاح خارج شرعية الدولة، سواء كان شيعيا أو سنيا أو غيره، فبقاء الدول مرهون بسيطرتها على السلاح، وهذا ما قصدته ولم أقصد التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة».

واستدعت وزارة الخارجية العراقية، الأحد، السفير السعودي في بغداد، لإبلاغه احتجاجها الرسمي بخصوص تصريحاته الأخيرة، التي اعتبرتها «غير صحيحة وتدخلا في الشأن الداخلي»، مشيرة إلى أنه «خرج» عن دور السفير و«تجاوز» الأعراف الدبلوماسية.

وكان «ثامر السبهان» اعتبر، السبت، في حديث لبرنامج «حوار خاص» الذي تبثه قناة «السومرية» الفضائية، رفض الكرد ومحافظة الأنبار دخول قوات الحشد الشعبي إلى مناطقهم يبين «عدم مقبوليته من قبل المجتمع العراقي»، فيما أشار إلى أن الجماعات التي تقف وراء أحداث المقدادية لا تختلف عن تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي أثار موجة ردود فعل سياسية غاضبة من قبل الشيعة.

واتهم السفير السعودي إيران بـ«التدخل في الشؤون العراقية الداخلية بشكل واضح، وإنشاء ميليشيات مسلحة»، مشددا على ضرورة «إيجاد حل جذري للبيئة التي ساهمت بظهور الدولة الإسلامية والإرهاب».

وقال سفير الرياض إن «الجماعات التي تسببت في الأحداث التي شهدها قضاء المقدادية لا تختلف عن داعش»، مستفهما: «أين دور الحشد الشعبي مما جرى في المقدادية؟».

وارتكبت ميليشيات شيعية خلال الأيام الماضية عمليات قتل وحرق وتدمير عدة مساجد وسط صمت حكومي، كما هددت هذه الميليشيات سكان المقدادية من السنة العرب بالرحيل عن منازلهم أو مواجهة الموت.

 

  كلمات مفتاحية

العراق مدونون سُنـّة السفير السعودي ثامر السبهان تشخيص المشكلة العراقية دور سعودي جديد إعادة التوازن الإقليمي الانفراد الإيراني

«رايتس ووتش»: القوات العراقية و«الحشد الشعبي» ارتكبوا جرائم حرب ضد السنة

سفير السعودية لدى العراق: تصريحاتي حول الحشد الشعبي «حُورت»

‏«الخارجية العراقية» تستدعي سفير السعودية رفضا لهجومه على «الحشد الشعبي»

‏السفير ⁧‫السعودي لدى بغداد يهاجم «الحشد الشعبي»

«الحشد» الشيعي يعتقل المئات من صحوات عشيرة سنية في بيجي

السعودية تعزز تواجدها في العراق بافتتاح قنصلية لها في أربيل

القنصلية السعودية في أربيل تبدأ مهامها الرسمية

رفض سني عراقي لدفاع «الجعفري» عن «حزب الله» في الجامعة العربية

اتفاق عراقي أمريكي على إبعاد «الحشد الشعبي» عن الحدود مع السعودية