ذكرت مصادر عراقية مطلعة أن قوات أمريكية قتلت مساء أمس الإثنين، 17 من ميليشيا «الحشد الشعبي» في إحدى مناطق الأنبار بعد تجاهلهم الحظر الذي فرضته القوات الأمريكية على دخول أفراد الميليشيات لبعض المناطق.
وكان مصدر أمني في محافظة صلاح الدين (160 كلم إلى الشمال من العاصمة العراقية بغداد) قد أفاد قبل نحو أسبوع بوصول مئات الجنود الأمريكيين إلى قاعدتي سبايكر والبكر الجويتين، الواقعتين في محافظة صلاح الدين.
وقال المصدر، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن قوات أمريكية خاصة حطت رحالها داخل أكبر قاعدتين جويتين شمال بغداد، هما قاعدة سبايكر وقاعدة البكر في محافظة صلاح الدين.
وأضاف أن أكثر من 400 جندي أمريكي تم نقلهم من قاعدة عين الأسد غرب محافظة الأنبار إلى قاعدة البكر الجوية، الواقعة جنوب مدينة تكريت -مركز محافظة صلاح الدين- في حين تم نقل أكثر من 100 جندي آخرين إلى قاعدة سبايكر الجوية، شمال غرب تكريت.
وأشار المصدر إلى أن عشرات العجلات العسكرية أمريكية الصنع، التي استحوذ عليها قادة «الحشد الشعبي»، تم سحبها من هذه القواعد قبل أيام قليلة من قبل عناصر الحشد، وتوجهت إلى العاصمة بغداد؛ خوفا من مصادرتها من قبل الجانب الأمريكي.
وبحسب المصدر نفسه فإن الجانب الأمريكي دعا الحكومة العراقية إلى إخلاء القواعد العسكرية كافة في محافظة صلاح الدين من عناصر ميليشيا «الحشد الشعبي»، الأمر الذي ولد مخاوف كبيرة لدى قادة الميليشيا.
وتابع أن القوات الأمريكية زارت، مقراتها السابقة في مدينة سامراء؛ وهي اليوفاني وفندق البحيرة وسايلو سامراء، بعد فرضهم حظرا للتجوال داخل المدينة، كما اجتمعوا مع بعض قادة الصحوات وضباط الجيش السابق في سامراء.
من جهته، اتهم عضو هيئة الرأي في «الحشد الشعبي»، «ناظم الأسدي»، الجانب الأمريكي بتنفيذه غايات وأهدافا تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة، منتقدا الدور الحكومي بهذا الشأن.
وقال «الأسدي» في تصريح صحفي: «إن الولايات المتحدة لديها خطط جديدة في المنطقة لغايات عديدة»، مشيرا إلى أن الوجود الأمريكي سيزداد في العراق في غضون الأيام المقبلة، وما زال الدور الحكومي ضعيفا، ولم نسمع أي مبادرات أو تصريحات أمريكية فعلية بهذا الشأن.
وأضاف: «الأمريكان لديهم القدرة الكافية لإبادة الدولة الإسلامية منذ اللحظات الأولى لدخولهم؛ لما يملكونه من إمكانات عسكرية وتكنولوجية تفوق الجانب الروسي الذي شل الدولة الإسلامية وتحركاتها في سبعة أيام بسوريا»، على حد زعمه، لافتا إلى أن القوات الأمريكية وطائراتها هي من سمحت وما زالت بتجوال عصابات في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق.