قالت مصادر إعلامية إسرائيلية، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ناقشت في الأسابيع الأخيرة، الموقف من إقامة ميناء في قطاع غزة، في ظل تخوفات من مواجهة عسكرية مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الأربعاء «تجدد خلال الأسابيع الأخيرة النقاش على المستويين السياسي والعسكري لبلورة الموقف الإسرائيلي من احتمال اقامة ميناء في قطاع غزة».
وأضافت: «إن تجدد النقاش يعود إلى الظروف الاقتصادية الآخذة بالتردي في القطاع والرغبة في إيجاد حلول بنيوية طويلة الأمد من شأنها أن تساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية في غزة، وتقليص المخاطر من تفجر مواجهة عسكرية مع حركة حماس مجددا».
وأوضحت الصحيفة «إن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال يدعمون مبدئيا إقامة ميناء للقطاع، أملاً منهم في أن يتم اشتراط ذلك بتعهد من حركة حماس بوقف طويل المدى لإطلاق النار»، مشيرة إلى أن «فرص هذه الخطة ليست كبيرة ازاء معارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير جيشه موشيه يعالون لها».
وكان مصدر قيادي في حماس قد قال في وقت سابق لوكالة «الأناضول» إن «ما يجب أن يدركه العالم أن حماس لن تقبل استمرار الحصار على غزة».
وأشار المصدر إلى أن الحصار على غزة، تتداخل فيه للأسف عوامل ضاغطة منها الغربي والعربي والإسرائيلي، الأمر الذي نحاول تحييد بعض عناصر القوة فيه».
وعن إمكانية تغيير الواقع قال القيادي«إن حماس تملك أوراقا مهمة، لتحريك هذا الملف، يدركها العدو وغير العدو».
من جهته، حذر «هرتسي هليفي»، رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان)، من أن «تردّي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة يهدّد بانفجار الموقف في وجه إسرائيل».
وقال «هليفي» في جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان)، مساء الثلاثاء، إن «حركة حماس غير معنيّة بالتصعيد»، مشيرا إلى أن التحسن الاقتصادي لسكان غزة سيشكل أقوى ضمانات لاحتوائهم»، بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة (الرسمية).
وأوضحت الإذاعة أن «هليفي اقتبس في معرض كلمته عبارات من تقرير الأمم المتحدة، الذي توقّع انهيار القطاع اقتصاديا وتحول غزة إلى مكان لا يصلح للعيش في غضون 4 أعوام، إذا استمر الوضع الراهن، لاسيما الحصار الإسرائيلي».
وشدد «هليفي» لأعضاء لجنة الخارجية والأمن على أن «خطوات اقتصادية كزيادة عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل، كفيلة بتفادي مزيدٍ من التصعيد»، مؤكدا أهمية التعاون الأمني مع أجهزة السلطة الفلسطينية، ورأى وجوب الحفاظ عليه، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
ومنذ فوز حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006، يفرض الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، حصارا خانقا، ووصفت تقارير أممية ودولية، الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع بأنها «الأسوأ» في العالم.