«الغارديان»: إحالة أمريكيين للمحاكمة في الإمارات بعد 18 شهرا من اعتقالهما وتعذيبهما

الخميس 25 فبراير 2016 09:02 ص

كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس الأربعاء، أن القضاء الإماراتي قرر إحالة رجلي أعمال أمريكيين هما أب ونجله، للمحاكمة الأسبوع المقبل، بتهمة «الإرهاب»، بعد 18 شهرا من اعتقالهما وممارسة الكثير من ألوان التعذيب ضدهما.

وقالت الصحيفة إن المعتقلين «كمال الضراط»، ونجله «محمد الضراط»، من أصول ليبية ولكنهما يحملان الجنسية الأمريكية ويقيمان في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنهما تعرضا للتعذيب عبر الصعق بالكهرباء، والضرب المبرح، والإيهام بالغرق والإعدام.

وأشارت الصحيفة في تقريرها عن المتهمين الأمريكيين، إلى أن السلطات الإماراتية لم تمتثل لمناشدات أسرة المعتقلين والكثير من المنظمات الحقوقية الدولية وكذلك منظمة الأمم المتحدة بالإفراج عنهما، وقررت إحالتهما للمحاكمة في 29 فبراير/شباط الجاري بتهمة غير واقعية.

ووفق الصحيفة، فإنه بعد أشهر من صمت اسرة المعتقلين، قررت «أمل الضراط» (27 عاما) الابنة الكبرى لـ«كمال اضارط، الحديث والكشف عن تفاصيل وملابسات عملية اعتقال والدها.

ونقلت الصحيفة عن «أمل» قولها، إن المخابرات الإماراتية اعتقلت والدها ليلة 26 أغسطس/آب 2014، حيث أتت قوة كبيرة تتكون من عدة سيارات سوداء وقامت باعتقال والدها دون الإجابة على استفساراه بخصوص سبب القبض عليه ودون إظهار أي أمر قضائي حول عملية القبض، مشيرة إلى أن القوة كان معها شرطية امرأة قامت باحتجاز والدة «أمل» في غرفة لمدة ساعة، وتوالت بقية القوة نهب المنزل وسرقة الأشياء الثمينة والأجهزة الإلكترونية منه.

وأضافت «أمل» أنه في اليوم الثاني بدأ أخوها «محمد (34 عاما) رحلة البحث عن الوالد الذي كان يعمل في دبي منذ عام 1998، حيث ذهب الابن إلى مراكز الشرطة والسفارة الأمريكية ووزارة الخارجية، لكن دون الحصول على أي معلومات عن الوالد.

وأردفت: بعد ذلك جاء رجال أمن الدولة إلى المنزل مرة أخرى ليلا وسألوا عن أخي محمد وقاموا بالقبض عليه والزج به هو الآخر في سيارة سوداء مثل تلك التي وضعوا فيها والدي.

وتابعت: ظللنا لعدة أشهر لا نعرف مصير أبي وأخي، وأمي كانت تصرخ يوميا وتتساءل عن مصيرهما وتقول هل هذا معقول؟ أين اختفيا، حيث كنا لا نعرف هوية رجال المخابرات أو أمن الدولة في بداية الأمر أو لحظة الاعتقال، فلم يكن معهم أي علامة تؤكد أنهم قوة رسمية، فكانوا مثل العصابات.

ولفتت إلى أنه بعد 5 أشهر من الاعتقال علم الأب «كمال»، باعتقال نجله، وتم نقلهما من المكان الذي كانا فيه إلى سجن أمن الدولة والذي قال عنه الأب إنه رأى فيه «أحلك أيام حياته، فلم يكن سجنا بمعنى الكلكة، وكان يتعرض فيه للتعذيب وسماع أصوات غريبه والصعق بالكهرباء  والإيهام بالغرق».

وأضافت «أمل»، أن حراس السجن قاموا في إحدى المرات بتنفيذ عملية إعدام وهمية لشقيقها وتركوه معلقال لعدة دقائق بطريقه معينة في زنزانته حتى نفهم أنه تم إعدامه، مشيرة إلى أن «محمد»، (الأخ)، فقد القدرة على السمع بأذنه اليسرى جراء التعذيب، وأبيها أصبح هيكل عظمى.

ولفتت إلى أنها استطاعت أخيرا رؤية ملف القضية الشهر الماضي، ولم تجد أدلة ضد أبيها وأخيها، سوى اعتراف مطبوع في 200 صفحة، وموقع عليه منهما، حيث أجبرا على الاعتراف بأمور لم يتورطا فيها تحت التعذيب.

ونقلت «الغارديان، عن «مارك تونر»، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله، إن مسؤولي السفارة حضروا جلسة الاستماع لـ«كمال» ونجله الشهر الماضي، وجميع الجلسات التالية.

وأضاف: المسؤولون الأمريكيون يعرفون بعمليات التعذيب في الإمارات وأثاروها مع كبار قادة حكومة الإمارات العربية المتحدة، غير أن الإمارات لم تستجب لطلبات متكررة للتعليق.

وكانت «الغارديان»، كشفت قبل أيام، عن تعرض معتقلين أجانب للتعذيب في الإمارات بينهم 4 من رجال الأعمال، لانتزاع اعترافات بتورطهم في «أعمال إرهابية»، وقالت إن هذه الانتهاكات دفعت بعدة جهات حقوقية وسياسية بريطانية، إلى المطالبة بمراجعة علاقات المملكة المتحدة بدولة الإمارات.

الصحيفة قالت في تقرير لها، إن أربعة رجال أعمال تعرضوا للاعتقال في الإمارات العربية المتحدة، تم انتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب، ويواجهون الآن عقوبة الإعدام، وهو ما أكده تقرير لمنظمة الأمم المتحدة، ورأي استشاري أدلى به محام بريطاني لدى المنظمة.

وأضافت أن معاناة هؤلاء الأربعة، الذين يحملون جنسيات مختلفة، تطرق إليها المتحدث باسم حزب العمال البريطاني «أندي سلوتر»، الذي عبر عن قلقه من ارتباط بلاده بالإمارات، خاصة وأن هذه المعلومات سبقتها شكاوى عديدة من مواطنين بريطانيين من تعرضهم لانتهاكات في هذا البلد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرأي الاستشاري الذي أدلى به «جيوفري روبرتسون»، القاضي السابق لدى الأمم المتحدة، أفاد بأن رجال الأعمال الأربعة، «سليم العرادي» الحامل للجنسية الكندية والليبية، و«كمال» و«محمد الضراط»، الحاملين للجنسية الأمريكية والليبية، و«عيسى المناع» الحامل للجنسية الليبية، تم اتهامهم زورا بتمويل منظمة إرهابية، ويحاكمون أمام محكمة سرية في أبو ظبي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الغارديان الإمارات الاعتقال التعذيب أمريكي ونجله

«الغارديان»: الإمارات تمارس تعذيبا مروعا لأربعة رجال أعمال ليبيين

الإمارات تتهم رجلي أعمال ليبيين بدعم «فجر ليبيا»

«العفو الدولية» تتهم الإمارات بتعذيب كندي من أصل ليبي معتقل منذ سنة

«فجر ليبيا» تطالب بإطلاق سراح المعتقلين الليبيين فى الإمارات

هيومن رايتس تنتقد اختفاء إماراتيين وليبيين قسريا في الإمارات وتعتبره انتهاكا مستمرا

محكمة إماراتية تقضي بالسجن 3 سنوات لعُماني نشر قصيدة مسيئة للبلاد

واشنطن تطالب الإمارات بتوفير التمثيل القانوني لأمريكيين اعتقلا عام 2014

«الغارديان»: آليات تعذيب الأجانب في سجون الإمارات

واشنطن تطالب الإمارات بتوفير محاكمة عادلة لأمريكيين لديها

«واشنطن بوست» عن الإمارات: حليف واشنطن الذي يعذب مواطني أمريكا

واشنطن «قلقة» بشأن أمريكيين ليبيين يُحاكمان ويتعرضان للتعذيب في الإمارات