طالب ثوار «فجر ليبيا» في بيان لهم قبل يومين، المنظمات الحقوقية والدول الصديقة غير الموالية لحكومة طبرق وقوات «حفتر»، بسرعة التدخل لإطلاق سراح المواطنين الليبيين المحتجزين في دولة الإمارات العربية المتحدة، أو على الأقل الدفع لتأمين إجراء محاكمات عادلة وشفافة لهم.
وحذر البيان ما أسماها بـ«الدول الإقليمية» من عواقب التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد التي وصفها بحسب البيان «ستُدخل المنقطة بأكملها في صراعات لا قبل لهم بها».
كما أدان ثوار «فجر ليبيا» البيان الصادر عن «التكتل الاتحادي الوطني - الفيديرالي» الذي دعا إلى قيام برقة، واصفة إياه بمحاولات الانفصال، مؤكدة على «دعمهم ووقوفهم إلى جانب ثوار المنطقة الشرقية لأنهم الضمانة الأكيدة لإفشال مشاريع التقسيم»، على حد قول البيان.
ودعا البيان المؤتمر الوطني العام، وحكومة الإنقاذ الوطني، والمجالس البلدية والمواطنين كافة إلى «دعم ومؤازرة ثوار فجر ليبيا وتوفير كل المتطلبات لاستكمال التحرير»، بحسب قوله.
يُذكر أن السلطات الإماراتية كانت قد شنّت حملة مداهمات واعتقالات هي الأولى من نوعها في أوساط ليبيين مقيمين على أراضيها، خلال أغسطس/آب الماضي، واتهمتهم بدعم الثوار الليبيين ضد قوات «حفتر»، الذي تعول عليه الإمارات في السيطرة على مجريات المشهد السياسي في ليبيا، واقصاء التيار الإسلامي عن السلطة هناك.
حيث سبق وأفاد مصدر في ديوان ولي عهد أبو ظبي «محمد بن زايد» إن حملة الاعتقالات «استهدفت بالدرجة رجال أعمال ليبيين يعملون في أبوظبي ودبي». فيما أوضح آخر أن من أهم المعتقلين الليبين في الإمارات هم: «بشير الشباح، وكمال الضراط، ومحمد الفقي، والصديق الككلي، ومحمود بن غربية».
وأضاف الأخير وفقا لموقع الجمهور الإماراتي المعارض أن «سفير ليبيا لدى الإمارات عارف النايض يقف وراء الاعتقالات، بسبب مزاعم عن دعم المعتقلين لمجموعات فجر ليبيا، والتي انتهت بهزيمة مليشيات الصواعق والقعقاع والمدني، التي تمثل الذراع العسكري لحزب تحالف القوى الوطنية بقيادة «محمود جبريل»، المدعوم من الإمارات والمقيم فيها».
يأتي ذلك فيما أصدرت خمس منظمات حقوقية تقارير دولية تدين الإمارات العربية المتحدة لانتهاكها حقوق الإنسان واعتقالها لأجانب بشكل تعسفي بينهم ليبيين.
وقالت المنظمات وهي: منظمة الرقيب- لندن، ومؤسسة الكرامة- جنيف، واللجنة الليبية للحقيقة والعدالة، والمركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان، ومنظمة التضامن لحقوق الانسان- طرابلس، إن أبوظبي تمارس التعذيب بحق ليبيين معتلقين لديها بشكل تعسفي دون أن تسمح لذويهم بالتواصل معهم أو تعيين محامين لهم.
واتهمت المنظمات الدولية تكتم السلطات الاماراتية على العدد الحقيقي للمعتلقين فهي لا تعترف إلا باعتقالها أربعة ليبيين رغم أن العدد أكبر من ذلك، بحسب تلك المنظمات. كما أن الامارات اعتقلت في الأشهر الستة الأولى لسنة 2013 حوالي 30 مصريا، دون تهم واضحة، كما تقول المنظمات ذاتها.
يذكر أن وسائل إعلام ليبية ومواقع تابعة لثوار ليبيا «غرفة عمليات فجر ليبيا» أكدت إن طائرة إماراتية احتجزت من قبل الثوار في مطار غات جنوب ليبيا أول أمس الأحد، وأن طاقمها و7 إماراتيين يخضعون للتحقيق، بعد أن تبين أنها محملة بالذخيرة، فيما قالت مصادر إماراتية أنها طائرة إغاثة لا تحمل أسلحة.
وقالت المصادر الليبية أن الطائرة التي تحفظ عليها ثوار «فجر ليبيا»عرضت الإمارات 200 مليون دولار على أحد الشخصيات الليبية المسئولة للسماح لها بمعاودة الطيران وإطلاق سراح طاقمها، وأن طائرة ثانية ذهبت لهذا الغرض ثم غادرت المطار بعد التفاوض ولا تزال الطائرة الأولي محتجزة في قبضة القوة الثالثة لرئاسة أركان الجيش الليبي.
وقالت المصادر أن طائرة إماراتية نزلت في مطار غات من أجل مساندة ميليشيات محسوبة حفتر في مدينة أوباري، التي تحاصر فيها قوات «فجر ليبيا» مجموعة من الميليشيات المحسوبة على «حفتر»، وأنَّ الطائرة محمّلة بأسلحة ومعدات عسكرية، من أجل مساندة ميليشيات «حفتر»، وذلك بعدما اقتربت قوات فجر ليبيا من حسم المعركة والسيطرة على المدينة القريبة من الحدود الجزائرية – الليبية، التي تستخدم من قبل الطوارق في تهريب المرتزقة إلى جبهات القتال.