تقدم رجل الدين الشيعي «مقتدى الصدر»، مئات الآلاف من العراقيين، في مظاهرة ببغداد، للمطالبة بـ«إصلاح الحكومة».
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ»، قال «الصدر» للمتظاهرين الذين يعد غالبيتهم العظمى من أتباع «التيار الصدري»: «الشعب يريد إصلاح الحكومة».
وتابع خلال قيادته للمظاهرة التي شهدت إجراءات أمنية مشددة، أنه يعلن «عدم وجود من يمثله في الحكومة على الإطلاق، إنما يمثل نفسه».
وأضاف: «كفانا خضوعا وضعف واستكانة، ولا فارق بين عراقي إسلامي ومدني، ولا فارق بين سني وشيعي، والكل معني في هذا البلد الجريح».
وأعلن «الصدر» أن رئيس الحكومة «حيدر العبادي»، بات على المحك، بعد أن «انتفض الشعب ولا يزال منتفضا، وسيبقى منتفضا، من أجل الاستمرار بعمليات الإصلاح، ومحاربة والفساد».
وتابع: «لابد من الإصلاح الجذري، لا الترقيعي، واليوم نحن على أسوار المنطقة الخضراء، وغدا سنكون فيها».
وحمل المتظاهرون أعلام العراق، من دون حمل أية لافتة أو شعار أو صور لأية شخصية سياسية أو دينية، مرددين هتافات: «بالروح بالدم نفديك يا عراق».
وشهدت العاصمة بغداد، إجراءات أمنية مشددة، تمثلت بقطع طرقات وسط العاصمة بالقرب من ساحة التحرير لحماية التظاهرة، التي يقودها «الصدر»، الذي وصل إلى بغداد منذ يومين، للتباحث مع «العبادي» حول تشكيل حكومة قادرة على تلبية احتياجات العراقيين.
وكان «الصدر»، دعا الاثنين الماضي، العراقيين من كافة المحافظات إلى الزحف نحو بغداد، والخروج بتظاهرات احتجاجيّة «ضد الفساد»، في خطوة فسرت على أنها تحريض ضد «العبادي»، وحكومته، ومحاولة للتنصل من المسؤولية، حيال التعثر الذي أصاب العملية السياسية الجديدة بالبلاد.
وتأتي دعوة «الصدر»، عقب محاولته فرض لجنة خاصة على «العبادي»، يكون على عاتقها اختيار الوزراء الجدد في الحكومة الجديدة، التي يعتزم «العبادي» تشكيلها.
وتثير دعوة «الصدر» مخاوف من دخول البلاد في أزمة سياسية جديدة، وخاصة العاصمة بغداد، قد تطول وتؤثر على سير المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
يشار إلى أنّ دعوة «العبادي» لإجراء تغيير وزاري جوهري، أثارت انتقاد كبيرا من داخل كتل تحالفه الوطني، إذ كشف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى «عمّار الحكيم»، وهو من أكبر حلفاء «العبادي»، عن رغبته بأن يطاول التغيير رئيس الوزراء، فيما قدّم زعيم التيار الصدري ورقة إصلاحات جديدة تتعارض مع إصلاحات «العبادي»، ليحتدم الصراع داخل كتل التحالف مع رئيس الوزراء.
