اتخذت السلطات السعودية إجراءات لمحاسبة شركة «سعودي أوجيه»، المملوكة لعائلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، لتأخرها منذ أشهر عن دفع رواتب الآلاف من موظفيها.
وتأتي الإجراءات، ومن ضمنها تشكيل لجنة من وزارة العمل للنظر في القضية، بعد شكاوى من موظفين عن تأخر الشركة العملاقة في دفع الرواتب منذ 4 أشهر على الأقل.
وقال مسؤول في وزارة العمل السعودية لصحيفة «عاجل»، إن الوزارة شكلت «لجنة لحل مشكلة تأخر رواتب الموظفين في سعودي أوجيه».
وأضاف أن الوزارة اتخذت حزمة إجراءات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لمحاسبة الشركة على عدم وفائها بأجور موظفيها، إذ قطعت عدداً من الخدمات عن الشركة، على رأسها خدمات التأمينات الاجتماعية، وخدمات المديرية العامة للجوازات.
الشركة من جهتها بدأت بدفع رواتب بعض الموظفين، ووعدت بدفع جميع الرواتب المتأخرة على شكل دفعات متتابعة وفقاً للمصدر نفسه.
ويأتي الإجراء إثر شكوى موظفين سعوديين من تأخر رواتبهم لـ4 أشهر، ما تسبب في ضائقة مالية أخلوا بسببها بالتزاماتهم تجاه بعض البنوك، ناهيك عن احتياجات أسرهم، بحسب الصحيفة.
وسبق لوسائل إعلام فرنسية، بينها «راديو فرانس إنترناسيونال» وصحيفة «لوموند»، أن نشرت مؤخراً تقارير عن تأخر دفع الرواتب في الشركة العملاقة.
وقال «راديو فرانس إنترناسيونال» إن 56 ألف موظف بينهم لبنانيون وسعوديون وفرنسيون، لم يتقاضوا رواتبهم منذ 5 أشهر، وأضاف أن السفير الفرنسي في الرياض تدخل وبعث برسالة إلى «سعد الحريري».
ووفق صحيفة «عكاظ»، فقد وعد المدير العام للشركة الموظفين في مذكرة داخلية الشهر الماضي، بصرف مرتب شهر، غير أنه لم يفِ بوعده، كما تضمنت المذكرة تعهداً بصرف المستحقات المتأخرة على دفعات شهرية.
ونقلت الصحيفة عن موظفين أن مسؤولي الشركة لجأوا إلى تبريرات عدة، بينها ميزانية الدولة التي تأثرت بفعل التراجع الحاد في أسعار النفط عالمياً، أو عدم حصول الشركة على مخصصات حكومية.
ونقلت عن موظف قوله إن «وضع الشركة على أرض الواقع غير مستقر، في ظل سحب العديد من المشاريع التي كانت مكلفة بتنفيذها».
وتعاني مؤسسات أخرى تابعة لـ«الحريري»، الزعيم السني المقرب من السعودية، من مشاكل مماثلة من ناحية التأخر في دفع الرواتب أشهرا، لاسيما قناة وصحيفة المستقبل في بيروت.
وقال «الحريري» لموظفي القناة خلال زيارته مقرّها الأسبوع الماضي: «نمر بمرحلة صعبة، وقلبي معكم، وأشكركم فردا فردا»، معربا عن أمله في تجاوز هذه المرحلة. وأضاف: «هذا وعد مني لكم».
وتقدر مجلة «فوربس» ثروة «الحريري» الذي يحمل الجنسية السعودية بنحو 1,56 مليار دولار، و«سعد هو نجل رئيس الحكومة الأسبق «رفيق الحريري الذي اغتيل بتفجير استهدف موكبه في بيروت فبراير/شباط 2005.
ويُتهم «حزب الله» الشيعي، حليف طهران ودمشق، والذي توترت علاقاته مع السعودية بشكل كبير مؤخرا، بالمسؤولية عن التفجير.
وكان «رفيق الحريري» انتقل إلى السعودية في السبعينات من القرن الماضي، وتمكن من بناء إمبراطورية مالية وعقارية، وجمعته علاقة وثيقة بالعاهل السعودي الراحل «فهد بن عبدالعزيز آل سعود».
وتعد «سعودي أوجيه» من كبرى الشركات في السعودية، وتتنوع مجالاتها بين البناء والهندسة، وإدارة المنشآت، والتطوير العقاري، والاتصالات.