اكتنف حادث اختفاء المبتعث السعودي «عبدالله القاضي» الأربعاء الماضي في «لوس أنجلوس» شيء من الغموض، فيما تحاول الشرطة الأمريكية فك هذا اللغز.
ففي حين تناقلت الصحف خبر اختفائه مؤكدين أنه ذهب ليبيع سيارته ولم يعد، أكد شقيقه «أحمد القاضي» في مداخلة لبرنامج «يا هلا» على فضائية «روتانا خليجية»، مساء أمس السبت، أن آخر مكالمة بينه وبين شقيقه كانت في الخامسة من مساء يوم اختطافه، وأنه اختفى بعدها من منزله.
ومازالت المعلومات حول اختفاء «القاضي» البالغ من العمر 23 سنة غامضة ومصدرها تحقيقات أولية قامت بها الشرطة، كما نشرت الشرطة صورة للمبتعث المفقود الذي كان يدرس الهندسة الكهربية في جامعة كاليفورنيا ستيت نورثريدج.
وقالت صحيفة «لوس أنجلوس ديلي نيوز» الأمريكية، إن «أحمد» شقيق «عبد الله» الأكبر والذي يقيم معه فى نفس المدينة كمبتعث أيضا قال لإحدى الفضائيات المحلية إن شقيقه باع سيارته يوم الأربعاء، إلا أن الشرطة رصدت السيارة والشخص الذي اشتراها، وأكدت أن صفقة بيع السيارة ليس لها علاقة باختفائه.
كما أوضحت التحريات الأمنية أنه قبل تعطيل هاتف «عبد الله»، تم رصد الهاتف في «بومونت» في مقاطعة «ريفرسايد» بكاليفورنيا، فيما أكد شقيقه إنه ليس له أحد في تلك المقاطعة.
وتفاعل مغردون سعوديون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مع التغريدة التى كتبها «أحمد القاضي» شقيق السعودي المفقود الجمعة الماضية التي قال فيها «الرجاء الدعاء لأخي عبدالله مختفٍ من يومين في لوس أنجلوس»، ودشنوا وسما حمل اسم «#عبدالله_القاضي_مفقود_في_لوس_انجلوس»، أعربوا فيه عن حزنهم الشديد لاختفائه داعين الله أن يرده إلى أهله سالما.
ووجه المغرد «عثمان المزروع» فى تغريدة له عبر الوسم نداءً إلى جميع النوادي الخليجية قائلاك «أرجو من جميع النوادي السعودية والخليجية التفاعل في قضية اختفاء عبدالله والموجودين في وﻻية كاليفورنيا».
كما طلب «فيصل القاضي» المبتعث فى أمريكا، ورئيس النادي السعودي في مدينة إنديانابوليس، من رؤساء الأندية الطلابية فى لوس أنجلوس التفاعل مع الأمر وإبلاغه بأي معلومات مستجدة حوله.
كما تناول المغردون آخر تغرديه كتبها «عبد الله القاضي» والتي قال فيها «اللهم أسعدني أكثر مما تألمت وأرحني أكثر مما تعبت ولا تخيب أمالي فأنت حسبي ونعم الوكيل».
وشدد «أحمد القاضي» على أن الملحقية الثقافية بالولايات المتحدة لم تقصر معهم، وبدأت رحلة البحث الجدّي عن شقيقه، مضيفا: «الحقيقة لا يعلمها أحد، ولا أستطيع أن أجزم أنه اختفى أثناء بيع سيارته، وكل السيناريوهات التي نُشرت عن اختفاء شقيقي مجرد تخمينات».
من جانبه، أكد الملحق الثقافي بالولايات المتحدة الأمريكية، الدكتور «محمد العيسى»، أن الملحقية بدأت في التحرك بمجرد علمها باختفاء المبتعث، مع القنصلية والجامعة التي يدرس بها.
وعن وضعه الدراسي قال «العسيى»: «وضع عبدالله الدراسي ممتاز جداً، وهو ناجح في دراسته للهندسة الكهربية بجامعة كاليفورنيا».
وأعاد حادث إختفاء المبتعث السعودي إلي الأذهان واقعة قتل المبتعثة السعودية «ناهد المانع»، التي قُتلت في بريطانيا فى يونيو/حزيران الماضي على يد مجهول أثناء ذهابها إلى المعهد الذي تدرس فيه اللغة الإنجليزية، وأثار الحادث وقتها موجةً من ردود الأفعال الغاضبة بين المُبتعثين السعوديين لا سيما في بريطانيا، فضلا عن جموع السعوديين في المملكة، فيما كشفت الصحف البريطانية في تغطيتها للحادث، عن أن دوافع عنصرية دينية ربما تكون وراء الجريمة.
