اتهم المغرد السعودي الشهير «مجتهد» دولة الإمارات بتزويد ميليشيات جماعة «الحوثي» بمدرعات عسكرية، ملقيا الضوء مجددا على شكوك يبديها البعض تجاه الدور الإماراتي في اليمن، وأهدافها أبوظبي الحقيقية من التواجد في «التحالف العربي» في اليمن.

وفي تغريدة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال «مجتهد»:  «الحوثيون يحصلون على مدرعات إماراتية من نوع OshkoshK يدّعون أنهم استولوا عليها من المقاومة، وقد تكون وصلت من الإمارات».

ولم يضف «مجتهد» تفاصيل أخرى بشأن تغريدته، لكنها أثارت جدلا واسعا بين مصدق للنبأ ومكذب له؛ وعاصفة من السباب بين أنصار جماعة «الحوثي» وأنصار حكومة الرئيس اليمني، «عبدربه منصور هادي».

بعض المصدقين للنبأ تداول صورا من حسابات موالية لجماعة «الحوثي»، تظهر مدرعات من نوع «أوشكوش» بحوزتهم، وعليها تعليق: «هذه غنائم أمس في تعز».

بينما قال مكذبون للنبأ إنه من غير المعقول أن تدعم الإمارات الحوثيين بالسلاح بينما تشارك في قصفهم.

وحساب «مجتهد» حساب شهير في السعودية، يقوم بتسريب معلومات عن الأسرة الحاكمة بالسعودية، وبدأ هذا الحساب في التغريد يوم 21 يوليو/تموز 2011، ويتابعه حاليا نحو مليوني شخص، معظمهم من السعوديين.

ورغم عدم معرفة الهوية الحقيقية لصاحب الحساب  حتى اليوم، إلا أن كثير من المعلومات التي كشفها في السابق ثبت صدقيتها فيما بعد.

ومنذ أواخر مارس/آذار الماضي، تقود السعودية تحالفا عربيا في اليمن يهدف إلى إعادة سيطرة الحكومة الشرعية والرئيس «هادي»، على مقاليد الحكم في البلاد، وإنهاء تمرد نفذته ميلشيات موالية لجماعة «الحوثي» والرئيس اليمني المخلوع، «علي عبد الله صالح».

وتشارك دولة الإمارات في هذا التحالف، لكن البعض يشكك في أهدافها الحقيقية من هذه المشاركة؛ خاصة  أن أبوظبي تستضيف على أراضيها قائد قوات الحرس الجمهوري السابق في اليمن، «أحمد علي عبد الله صالح»، نجل الرئيس المخلوع، إلى جانب أفراد من أسرة الأخير.

وكان هذا الأمر وحده كفيلا، وفق مراقبين، في إثارة الجدل حول حقيقة الدور الإماراتي ضمن «التحالف العربي».

وكانت حادثة قصف اللواء 23 في منطقة العبر بمحافظة حضرموت، جنوبي اليمن، في يوليو/تموز الماضي من الحوادث التي عززت الشكوك في حقيقة الدور الإماراتي في اليمن.

إذ تعرض هذا اللواء، الذي كان يضم قوات موالية للرئيس «هادي»، إلى قصف من طائرات إماراتية قيل إنه «عن طريق الخطأ»؛ ما أدى إلى مقتل 53 جنديا وعشرات الجرحى.

وفي حينها، قالت مصادر صحفية يمينية إن قيادة «التحالف العربي» والحكومة اليمنية، شكلتا  لجنة للتحقيق في  الحادثة، لافتة إلى أنه «من خلال التحقيقات الأولية، تعاظمت الشكوك حول دور دولة الإمارات في الهجوم، خصوصا أن المسؤولين الإماراتيين قاموا بزيارة منطقة العبر أكثر من مرة، وأنهم كانوا يرافقون رئيس هيئة أركان الجيش اليمني (اللواء المقدشي) في كل رحلاته إلى المعسكر والقيادة في العبر، ويعرفون الكثير من التفاصيل حول اللواء والمنطقة  والأفراد».

لكن تظل الشكوك بشأن الدور الإماراتي في اليمن في إطار التكهنات، بينما لم ترد عليها حكومة أبوظبي رسميا.