قال الأمير «محمد بن سلمان» ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية، إن رؤية السعودية 2030 هي خارطة الطريق لاقتصاد المملكة لمدة 15 سنة قادمة، تضم محتويات كثيرة جدا، معتبرا شركة «أرامكو» مفتاح أساسي من رؤية المملكة.

وأكد «بن سلمان» أن طرح جزء من «أرامكو» للاكتتاب سيجعلها شفافة وتحت رقابة البنوك والجميع، مشيرا أن اكتتابها سيكون الأكبر في التاريخ.

وأضاف «بن سلمان» قائلا: «أصبحت لدينا حالة إدمان نفطية في السعودية فعطلت تنمية القطاعات كثيرا، لافتا أن المملكة أسست وأدارها الملك عبدالعزيز ورجاله من دون نفط».

وأوضح «بن سلمان» أن جسر الملك «سلمان» الذي سيربط المملكة بمصر سيكون أهم معبر بري في العالم، حيث سيجعل البضائع تمر من خلال السعودية بمئات المليارات.

وقال: «نحن نتكلم اليوم عن رؤية، والرؤية هي خارطة طريق لأهدافنا في التنمية والاقتصاد، وفي غيرها من الجوانب في الخمس عشرة سنة القادمة، جزء منها له علاقة بأرامكو وهو جزء بسيط جدا، فهي فيها محتويات كثيرة جدا، يجب أن لا نختزلها بأرامكو، أرامكو ما في شك أنها جزء من المفاتيح الرئيسية لهذه الرؤية، ولنهضة الاقتصاد ونهضة المملكة العربية السعودية».

وأشار إلى أن طرح «أرامكو» فيه عدة فوائد أهمها الشفافية، حيث ستصبح الشركة تحت رقابة كل بنوك السعودية، وكل المحللين، والمفكرين السعوديين، بل كل البنوك العالمية وكل مراكز الدراسات والتخطيط في العالم بشكل مكثف، موضحا أنه سيتم طرح أقل من 5% من «أرامكو» الأم، وأغلب شركة «أرامكو».

وذكر «بن سلمان» أن صندوق الاستثمارات العامة لن يدير «أرامكو» في المستقبل، قائلا: «أرامكو سوف يديرها مجلس إدارة ومجلس الإدارة هذا سوف ينتخب من جمعية عمومية، التي تمثل ملاك أرامكو، سواء الصندوق، أو غيره من المواطنين، أو الجهات الاستثمارية في الداخل والخارج، والتي سوف تشتري في أرامكو، هذا سوف يعمل نقلة ضخمة جدا، والبيانات الأولية تتكلم أن الصندوق سوف يكون أو يسيطر على أكثر من 10% من القدرة الاستثمارية في الكرة الأرضية».

وأوضح أن حجم ممتلكات الصندوق يقدر بأكثر من 3% من أصول موجودة في الكرة الأرضية، مضيفا «نحن نعتقد أنه سوف نتعدى هذا الشيء بمراحل كل من قيم هذا الأمر، قيم على أساس أنه أرامكو سوف تقيم 2 ترليون و2 ونص ترليون ونحن نعتبر أنها ستقيم بأكثر، وقيم صندوق الاستثمارات العامة على أساس أنه لا توجد هناك أي أصول غير أرامكو سوف تدخل الصندوق، أرامكو جزء من الأصول، هناك أصول أخرى أغلبها عقارية تنقسم إلى عدة أقسام، أصول صغيرة متنوعة غير مستفاد منها، نقلت الآن إلى الصندوق، أصول ضخمة داخل المدن السعودية، نقلت إلى الصندوق، ونعتقد تطويرها سيحل جزءا من المشاكل والأزمات الموجودة عندنا في المدن، سواء في المجمعات التجارية أو في مجمعات المال والأعمال أو في الإسكان، وهناك أصول ضخمة جدا، وهي مناطق لم تطور بعد في المجال، خاصة السياحي أو غيره من المجالات، هذه أصول أتوقع أن حجمها سيصل إلى ترليون ريال سعودي، مؤكدا أن حجم الصندوق ضخم جدا ويدخل في فرص ضخمة غالبا ستكون أراضي وفرص كبيرة».

وبين «بن سلمان» أن صندوق الاستثمارات حقق في 2015 أرباحا بما يقارب 30 مليار ريال سعودي، مما أدى وساهم في رفع المداخيل غير النفطية بـ35% في ذات العام.

رؤية من 3 محاور

وأكد «بن سلمان» على ثلاثة محاور رئيسية في الرؤية التي صدرت اليوم، تتمثل في أن السعودية هي العمق العربي والإسلامي بوجود الحرمين الشريفين، وأن لديها قدرات استثمارية محركة للاقتصاد، تشكل موارد إضافية للبلد، وأن استثمار الموقع الاستراتيجي للسعودية بوصفها بوابة للعالم تربط ثلاث قارات مع بعضها البعض، لافتا أن المملكة تمتلك القوة الاستثمارية الرائدة في العالم، وأن الصندوق السيادي السعودي أضخم صندوق في الكرة الأرضية، قائلا: «لن يكون هناك أي استثمار أو حراك أو تنمية في أي منطقة من مناطق العالم، إلا بصوت الصندوق السيادي السعودي».

وأضاف أن المملكة العربية السعودية سوف تكون قوة استثمارية من خلال صندوقها السيادي، ومن خلال الصناديق الأخرى المملوكة للحكومة، ومن خلال أهم مهنة؛ رجال الأعمال السعوديين.

ولفت إلى أهمية وتميز الموقع الجغرافي للمملكة حيث يوجد لديها أهم 3 مضايق بحرية في العالم تقريبا، و30% من التجارة العالمية تمر في البحر من خلالها، قائلا: «الآن بعد جسر الملك سلمان بين السعودية ومصر، قد يكون أهم معبر بري في العالم يكون لديك جزء رئيسي من التجارة من أوروبا إلى آسيا يمر من خلالك، كما نملك فرص ضخمة لخلق خدمات لوجستية، سواء في الطيران أو الموانئ أو المجمعات الصناعية».

وصرح «بن سلمان» بأن هذه الرؤية كانت ستطلق، ولا علاقة لها بتراجع أسعار النفط، موضحا أنه أذا ارتفعت أسعار النفط، فإن ذلك سيخلق داعم قوي ومحفز قوي، لأنه سيهل عليك إجراءات كثيرة جدا، مشددا على أن الرؤية لا تحتاج إلى أسعار نفط مرتفعة، بل تتعامل مع أقل أسعار النفط، قائلا إن المملكة تستطيع أن تعيش بدون النفط في 2020.

وحول قدره المملكة على استيعاب 15 مليون معتمر في 2020 و30 مليون معتمر في 2030 بين «بن سلمان أن جزءا من البنية التحتية موجود متمثلا في مطار جدة الجديد ومطار الطائف منوها بأن قطار الحرمين رافد قوي ومهم لدعم هذه الأرقام.

وقال «بن سلمان»: «نحن أعداء البيروقراطية السلبية البيروقراطية، البيروقراطية تعني تنظيم العمل، وإذا لم تتواجد بيروقراطية فهذا معناه فوضى معناها إدارة الخيمة، نريد بيروقراطية سريعة تساعد في اتخاذ القرار وتنجز القرار في الوقت المناسب»، موضحا أن الملك «سلمان» قام بعمل قوي جدا لهز رأس الهرم في السلطة التنفيذية، لكي يتعامل بشكل سريع، ففي بداية تولية الحكم، أعاد تشكيل مجلس الوزراء، وأعاد هيكلة تشكيل رأس الهرم للحكومة، من خلال إنشاء المجلسين، ومن خلال إلغاء الكثير من المجالس.

غرين كارد خلال 5 سنوات

وأكد «بن سلمان» على اعتزام المملكة إنشاء متحف إسلامي، معربا عن انزعاجه من عدم وجود متحف إسلامي في بلد هي قبلة المسلمين، وأهم بلد إسلامي، مشددا على فتح باب السياحة على مصراعيه بما يتوافق مع قيم المملكة ومعتقداتها.

وقال: «نحن نركز في الحكومة، على نوعين من مصادر الدخل، أحدها من الاستثمارات، والثاني من الإيرادات الأخرى غير النفطية، وإلي ما له علاقة بالاستثمار، سواء من الرسوم، أو من الإجراءات الحكومية المختلفة الأخرى، عملنا في الفترة السابقة بشكل موسع على ما هي الإيرادات التي تستهدفها الحكومة السعودية، وصلنا إلى أكثر من سبعين بندا لهذه الايرادات، وتوقعنا أن تحقق ما يزيد عن تريليون ونصف ريال، إذا استهدفنا هذه السبعين بند، لكن بلا شك أنه استهداف السبعين بند لها تبعات اقتصادية، قد تؤدي إلى كساد اقتصادي، لها تبعات في التضخم قد تؤثر بشكل عالي جدا، إذا استهدفناها كلها، ولها تبعات سياسية، ولها تبعات اجتماعية».

وأوضح «بن سلمان» أن الغرين كارد سوف تمنح الكثير من الأجانب غير السعوديين، حقوق في التحرك داخل السعودية، وليس حقوق المواطنة، وسوف يعطي ذك رافد قوي جدا لإيرادات الدولة، سوف يدعم الاقتصاد السعودي بشكل قوي جدا، وسوف يخلق الكثير من الفرص، متوقعا العمل بها خلال 5 سنوات.

وقال «بن سلمان»: «سوف يعاد تجربة الخطة الخمسية، بناء مع ما يتوافق مع الرؤية، لكن سوف يندرج تحت الرؤية، بعدها سوف تطلق برامج، لتحقق هذه الرؤية، برنامج إعادة هيكلة صندوق الاستثمارات العامة، برنامج إعادة هيكلة أرامكو، برنامج التحول الوطني، برنامج الشراكة الاستراتيجية الدولية، وغيرها من البرامج التي سوف تغطي الجوانب كيف نحقق هذه الرؤية فيها، أغلب البرامج تكون برامج خمسية لخمس سنوات، نحقق الموجه الأولى من العمل وانجاز الرؤية في الخمس سنوات القادمة، ثم نبدأ في برامج أخرى للخمس سنوات التي تليها، موضحا أن حقيق هذه الرؤية لا يتطلب إنفاق حكومي عالي وإنما تحتاج فقط لتنظيم وإعادة هيكلة العديد من القطاعات».

طموح يبتلع المشاكل

وأضاف «بن سلمان»: «طموحنا سوف يبتلع مشاكل، البطالة أو الإسكان أو غيرها من المشاكل، طموحنا كيف نكون اقتصادا أكبر من الذي نحن فيه اليوم، كيف نخلق بيئة جذابة وجيدة ورائعة في وطننا، كيف نكون فخورين في وطننا، كيف وطننا يكون جزءا مساهما في تنمية، وحراك العالم سواء على المستوى الاقتصادي أو المستوى البيئي أو المستوى الحضاري أو الفكري، إلخ».

وأوضح أن وزارة الإسكان تعمل على خطط كثيرة جدا لإعادة هيكلة الكثير من القطاعات، لها علاقة بالإسكان، أهمها رسوم الأراضي، وبيع العقارات على الخريطة، والإجراءات البنكية، وإجراءات التمويل، وإجراءات الاقتراض، وإعادة هيكلة عدة مواقع، وكلها سوف تساهم في رفع نسب التملك للإسكان.

وحول مواجهة مشكلة البطالة، أضاف: «سوف نقوم بعمل شراكات مع شركات القطاع الخاص، وشركات مملوكة بنسبة عالية للحكومة، وشركات مملوكة للقطاع الخاص لتهيئة السعودي للدخول إلى سوق العمل.

وأوضح أن قطاع التعدين يخلق وظائف بشكل ضخم جدا، كما تمتلك السعودية فرصا تعدينية عالية جدا، حيث تمتلك 6% من احتياطات اليورانيوم في الكرة الأرضية، وغيرها من ذهب، فضة، نحاس، يورانيوم، فوسفات، وغيرها من المعادن الموجودة، والتي لم يستغل منها إلا 3 أو 5% واستغلال بشكل غير صحيح.

وحول الصناعات العسكرية بين أن المملكة لديها طلب قوي يجب أن تلبيه في الداخل، لافتا أن رفع نسبة هذه الصناعة إلى 30 أو 50% سوف تخلق قطاعا صناعيا جديدا ضخما، وسوف يدعم الاقتصاد بشكل قوي جدا، وسوف يخلق وظائف كثيرة جدا.

وقال: «الآن نحن بصدد إنشاء شركة قابضة للصناعات العسكرية مملوكة 100% للحكومة تطرح لاحقا في السوق السعودي أيضا للشفافية، حيث يكون المواطن مطلع على الصفقات العسكرية وأداء الشركة وعلى المبيعات وعلى الصفقات والصناعات في الشركة بشكل واضح وعال جدا قطعنا فيها شوطا كبيرا في إنشاء هذه الشركة، ونتوقع أن تطلق في أواخر 2017 بتفاصيل أكثر.

وحول أداء هيئة الفساد قال «بن سلمان»: «إذا كان الملك وولي العهد راضيان عن أداء هيئة مكافحة الفساد لما تم تغيير رئيس هيئة مكافحة الفساد منذ سنة، فتغيير رئيس هيئة مكافحة الفساد منذ سنة معناه الملك وولي عهده غير راضيين».

واختتم ولي العهد حديثه بالقول إن الخصخصة جزء مهم جدا، مثال الصناعات العسكرية، لافتا أن هدف الخصخصة ليس ملاحقة الفاسدين بقدر ما هو إعادة هيكلة العديد من الإجراءات، التي سوف تجعل الفساد أصعب.