استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن «داود أوغلو» و«أردوغان»

الأحد 8 مايو 2016 07:05 ص

شخصيا لم يكن لدي شك في أن لحظة الفراق بين أوغلو وأردوغان كانت قادمة، فسياسة الرأسين لم تنجح يوما، حتى حين يكون أحدهما ضعيفا، وفي زمن ليس بعيدا نتذكر الترابي والبشير، وحيث لم يكن الأخير سوى ضابط مغمور جاء به الترابي، لكنه ما لبث أن تمرد عليه. وحين كان علي عثمان طه هو شريكه في التآمر على الترابي، توقعنا الفراق بينه وبين البشير أيضا؛ وهو ما كان.

حتى في عوالم الانقلابات، ما يلبث الانقلابي أن يشرع في التخلص ممن ساعدوه تباعا، وفي منظومة أي حكم جديد، غالبا ما يقوم الحاكم الجديد بالتخلص من كبار العهد السابق بالتدريج، كي لا يبقى متفضلا عليه. إنه منطق الحكم والحكام. وقد يشير البعض إلى نجاح ما لنظام الرأسين في روسيا، بين بوتين وميديفيدف، لكن ذلك لم يكن إلا لأن الأخير بالغ الضعف، في مواجهة ضابط مخابرات دموي لا يتسامح مع معارضيه، فضلا عمن كان صنيعته.

في تركيا؛ وهي ديمقراطية وليست انقلابا ولا وراثة (لكل حالة خصوصيتها)، كان نظام الرأسين واضحا؛ بين رئيس لا يريد الاكتفاء بما يمنحه له الدستور، وبين رئيس وزراء من العبث القول إنه ضعيف، حتى لو كان مؤدبا وهادئا، فالرجل ليس طارئا على السياسة، وهو تدرج فيها حتى أصبح رئيسا للحزب ورئيسا للوزراء بقدراته وثقافته قبل أي شيء آخر، ومن الطبيعي أن يرفض سياسة الرأسين، بخاصة في لحظات توتر كبير تستدعي قرارات مهمة.

كثيرة هي الملفات التي يمكن الإشارة إليها كسبب للخلاف بين الرجلين، لكن أهمها دون شك يتمثل في إصرار أردوغان على تغيير دستوري يحوّل نظام البلاد إلى رئاسي، ولا يأتي رفض أوغلو لذلك من منظور الخوف على سلطاته الشخصية كما ذهب كثيرون، بل لأنه يعتقد أن الوقت غير ملائم.

وقد أدرك، وهو محق في ذلك أن تهميش هذا الأمر في الانتخابات الأخيرة هو الذي منح الحزب فرصة الفوز، بعد التراجع الذي سجله في الانتخابات التي سبقتها بسبب التركيز عليه، وقد ثبت أن هناك في تركيا قدر كبير من الرفض لمدرسة "السلطان"، وهو أمر طبيعي في بلد منقسم، سيبقى ما يقرب من نصف الشعب ضد قيادته، ولو جعل من البلاد أكثر ازدهارا من سويسرا، وهنا نذكّر بأن الجزء الأكبر من فضل الفوز في الانتخابات الأخيرة كان يعود لأوغلو.

بعد هذا الملف؛ ثمة تفاصيل كثيرة في التعاطي مع الشأن الداخلي والخارجي، من بينها تشديد قبضة الأمن والحد من الحريات التي مال إليها أردوغان، وهناك بعض ملفات السياسة الخارجية، ومنها أن أوغلو لا يميل إلى سياسة التصعيد في أي اتجاه، فضلا عن أن يكون تصعيدا كلاميا مجانيا يأتي بالضرر دون فائدة، كما هو حال تصعيد أردوغان ضد نظام السيسي، في ظل دعم استثنائي للانقلاب من سائر القوى الدولية، وقد كان يكفيه الرفض الأولي، وها إن تصعيده ذاك يفضي إلى تفاهمات مع عدو أسوأ، هو الكيان الصهيوني.

لم يعد من المهم على كل حال البحث في جذور الخلاف، فقد استقال الرجل، وسجل موقفا غاية في الأخلاق والنبل، رغم أن تلميحات أردوغان حياله لم تكن مريحة، وهو حفظ الود، وحافظ على الحزب ومصلحة البلاد، وقبل بالانسحاب، والأمل أن يؤدي ذلك إلى الحفاظ على تماسك الحزب، كما أن الأمل الأكبر أن يشكل ذلك درسا لأردوغان، بأن يكف عن سياسة التفرد مع خليفة أوغلو ومع قيادة الحزب، وإلا فإن الأزمات ستتواصل، ووضع تركيا لا يسمح بالمزيد منها.

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

تركيا داود أوغلو أردوغان النظام الرئاسي العدالة والتنمية

التحديات الجيوسياسية أمام تركيا تتخطى خلاف «أردوغان» و«داود أوغلو»

قصة نجاح «أحمد داود أوغلو»

«أوغلو»: أثق بـ«أردوغان» ولن أسمح بالنيل من صداقتنا.. سأغير منصبي ولن أغير رفاقي

«أوغلو» يستقيل احتجاجا على تدخلات «أردوغان» ويدعو الحزب لانتخاب رئيس جديد

تركيا .. العدالة والتنمية وتحديات ما بعد المؤتمر

تركيا ما بعد «داود أوغلو»

توقعات باختيار «أردوغان» لوزير الاتصالات أو نائب رئيس الوزراء لخلافة «داود أوغلو»

«العدالة والتنمية» التركي يعلن غدا عن المرشح لرئاسته

«العدالة والتنمية» يعلن «يلدريم» مرشحا وحيدا لخلافة «أوغلو» برئاسة الحزب والحكومة

تعرف على «يلدريم» المرشح الوحيد لخلافة «داود أوغلو»

ماذا يعني رحيل «داود أوغلو» لحزب العدالة والتنمية ولتركيا بشكل عام؟