توقعات باختيار «أردوغان» لوزير الاتصالات أو نائب رئيس الوزراء لخلافة «داود أوغلو»

الأربعاء 18 مايو 2016 07:05 ص

كشفت مصادر تركية خاصة من داخل حزب «العدالة والتنمية» الحاكم عن أن أسماء المرشحين لرئاسة الحزب والحكومة تنحصر الآن إلى حد كبير بين وزير النقل والبحرية والاتصالات «بن علي يلدرم»، ونائب رئيس الوزراء «نعمان كورتلموش»، وأن الرئيس «رجب طيب أردوغان» هو من سيحسم الأمر قبيل يوم السبت المقبل.

وبحسب تصريحات خاصة لصحيفة «القدس العربي»، قال مستشار رئيس الوزراء التركي «عمر فاروق كوركماز» إن مجلس شورى حزب «العدالة والتنمية» الحاكم هو من سيحسم اسم المرشح المقبل لرئاسة الحزب وبالتالي سيصبح رئيسا للوزراء خلفا لرئيس الوزراء الحالي «أحمد داود أوغلو».

ومن المقرر أن ينتخب حزب «العدالة والتنمية» رئيسا جديدا له في المؤتمر العام الاستثنائي الذي أعلن «داود أوغلو» عقده في 22 من مايو/أيار الجاري، بعد تأكيده عدم نيته الترشح مجددا لهذا المنصب.

وقال مصدر في الحزب الحاكم رفض الكشف عن اسمه: «المشاورات مستمرة داخل الحزب، ومنذ يومين تعقد اجتماعات مكثفة على جميع المستويات القيادية والأطر التابعة له»، مضيفا: «الاستطلاعات الداخلية وعمليات التصويت تصب جميعها حتى الآن لصالح بن علي يلدرم وزير الاتصالات، لكن هذه النتائج غير ملزمة وهي إجراءات تشاورية واستطلاعية».

ويتوقع أن يتوافق الحزب على مرشح واحد يتم التصويت له، من دون إفساح المجال لأكثر من شخصية للتنافس على منصب رئاسة الحزب، كون الأمر سيكون توافقيا وبرضي الرئيس «أردوغان» بالدرجة الأولى، حيث تترد أسماء ثلاثة شخصيات هم، «يلدرم»، و«كورتلموش»، بالإضافة إلى «بكير بوزداغ» وزير العدل الحالي.

وقال المصدر: «إنه على الرغم من تفوق «يلدرم لكني أتوقع شخصيا أن يتم اختيار نائب رئيس الوزراء نعمان كورتلموش فهو يمتلك شخصية قيادية وخطابية أقوى، على عكس يلدرم الذي لديه بعض الملفات الخلافية ولا يمتلك كاريزما تؤهله لقيادة المرحلة المقبلة».

وأضاف: «المرحلة المقبلة بحاجة لشخصية تحقق هدف أردوغان في طرح الاستفتاء على الاستفتاء الشعبي العام أو خوض انتخابات برلمانية مبكرة، هذه أهداف حاسمة ومصيرية اعتقد أن كورتلموش هو أنسب لهذه المرحلة من يلدرم»، متابعا: «لكن كل ذلك يبقى تكهنات، الوحيد الذي يعرف جيدا من هو رئيس الوزراء المقبل، الرئيس أردوغان».

وعلى الرغم من أن «أردوغان» لا يحمل أي صفة رسمية في الحزب بعد أن قدم استقالته من رئاسته لتولي منصب الرئاسة البلاد في أغسطس/آب عام 2014 انصياعا للدستور التركي، إلا أنه ما زال بمثابة الزعيم الحقيقي للحزب، وليس فقط كما يصفه البعض بـ«الزعيم الروحي».

و«يلدريم»، مواليد 1955، ويعتبر بمثابة صديق شخصي لـ«أردوغان» ويتمتع بثقة عالية عند الرئيس الذي يسعى لتعيين شخصية لا تخالفه الرأي وتساعده في إيصال البلاد إلى دستور جديد يضمن تغيير نظام الحكم في البلاد إلى رئاسي، كما يمتلك خبرة كبيرة في العمل الحكومي وكان محركا هاما للحكومات المتتالية لحزب «العدالة والتنمية» منذ عام 2002.

بينما «كورتلموش» الذي يشغل منصب نائب رئيس الحكومة، يعتبر سياسي مخضرم وأكاديمي وكاتب وهو مقرب أيضا من «أردوغان» ويتميز بشعبية كبيرة في الشارع التركي.

ومنذ يومين تواصل هيئات الحزب الحاكم عقد جلسات مشاورات ويتم إجراءات استفتاءات داخلية لمعرفة التوجه العام نحو اختيار الرئيس الجديد للحزب.

من جهته، رفض مستشار رئيس الوزراء التركي «عمر فاروق كوركماز» تأكيد هذه الأنباء، معتبرا أنها «جميعها مجرد تكهنات ولا تستند إلى قرارات نهائية اتخذت في أطر الحزب»، مضيفا: «مجلس شورى الحزب هو من سيحسم بالنهاية الأمر، وسيكون اسم رئيس الحزب معروفا بحلول الجمعة أو السبت على أبعد تقدير».

وقال: «الحديث عن أسماء هي مجرد تكهنات، صحيح هناك أسماء أقرب من غيرها لكن لم يحسم شيء بعد، الأطر القانونية في الحزب هي من ستختار الرئيس ولا تزال جميع اللجان تعمل على هذا الأمر».

وفي سياق متصل، أشار مراقبون إلى وزير العدل الحالي «بكير بوزداغ»، ووزير الدفاع «عصمت يلماز» مازالا ضمن دائرة الترشيحات نظرا لثقة «أردوغان» الشديدة في كل منهما، لكن حاجة «أردوغان» لكلا الرجلين في منصبه الحساس ربما تجعله يفضل بقائهما.

وكانت بعض وسائل الإعلام الإلكترونية التركية قد تداولت خمسة أسماء بقوة، أبرزها «نعمان قورتلموش» نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة، والقيادي في حزب «الرفاه» المنحل ورئيس حزب «الفضيلة» ثم حزب «السعادة» قبل أن يؤسس حزب الشعب ويتركه لينضم لحزب «العدالة والتنمية».

ويليه «بن علي يلدرم» وزير النقل والبحرية والاتصالات، وخريج جامعة إسطنبول التقنية قسم بناء السفن وعلوم البحار، الذي تولى وزارة النقل في خمس حكومات.

كما طرحت التوقعات اسم «برات البيراك» خريج جامعة إسطنبول إدارة عامة، الذي يشغل حاليا وزير الطاقة والثروة المعدنية.

وطرحت كذلك اسم «بكير بوزداغ» خريج الشريعة والحقوق، الذي انتخب عضوا بالبرلمان عن حزب «العدالة والتنمية» منذ عام 2006، وعمل مساعدا لرئيس الوزراء بين عامي 2011 و2013، وتولى بين عامي 2013 و2015 حقيبة وزارة العدل.

وتحدثت التخمينات كذلك عن «يلجين أكدوغان» النائب البرلماني عن نفس الحزب منذ عام 2011، ومساعد رئيس الوزراء عام 2014، وهو خريج جامعة الأناضول ومتخصص في الإعلام.

وتتوقع بعض المواقع الإعلامية رجحان كفة وزير النقل والاتصالات «بن علي يلدرم» لقيادة حزب «العدالة والتنمية»، مبررة ترجيحها بكونه من مرافقي «أردوغان» منذ رئاسته بلدية إسطنبول.

كما بررت ذلك بإمكانية قبوله التعايش مع رئيس الجمهورية ومسايرته في سعيه لإقرار دستور جديد يغير النظام السياسي للبلاد إلى نظام رئاسي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن قوة شخصية «أردوغان» داخل حزب «العدالة والتنمية سيكون لها أثر في اختيار خليفة «داود أوغلو» على رأس الحزب ورئاسة الوزراء.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي «محمد زاهد غل» ما ذهب إليه عدد من المتابعين من أن الحزب لن يعرف أزمة داخلية بسبب الاستقالة غير المعلنة لرئيسه الحالي، لأنه سبق أن عرف من قبل أزمات وخرج منها دون خسائر.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

تركيا حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو

رغم الخلاف السياسي .. «أوغلو» و«غُل» شاهدان على زواج ابنة «أردوغان»

عن «داود أوغلو» و«أردوغان»

التحديات الجيوسياسية أمام تركيا تتخطى خلاف «أردوغان» و«داود أوغلو»

«أوغلو»: أثق بـ«أردوغان» ولن أسمح بالنيل من صداقتنا.. سأغير منصبي ولن أغير رفاقي

«أوغلو» يستقيل احتجاجا على تدخلات «أردوغان» ويدعو الحزب لانتخاب رئيس جديد

اجتماع مرتقب للحزب الحاكم وأنباء عن استقالة «داود أوغلو» لتفاقم الخلاف مع «أردوغان»

«العدالة والتنمية» التركي يعلن غدا عن المرشح لرئاسته

«العدالة والتنمية» يعلن «يلدريم» مرشحا وحيدا لخلافة «أوغلو» برئاسة الحزب والحكومة

تعرف على «يلدريم» المرشح الوحيد لخلافة «داود أوغلو»