أفادت فضائية الجزيرة اليوم الخميس أن رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» قدم استقالته من رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم، احتجاجا على تدخلات الرئيس «رجب طيب أردوغان» بعمل الحزب والحكومة.
وأضافت المصادر ذاتها أن «داود أوغلو» طلب من اللجنة المركزية للحزب عقد مؤتمر عام لانتخاب رئيس جديد.
وأعلنت مصادر تركية أن المؤتمر العام الذي دعا له رئيس الوزراء التركي لاختيار رئيس جديد لحزب العدالة والتنمية سيكون يوم 22 مايو/أيار الحالي، بحسب ما أكدته وسائل إعلام محلية.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر متطابقة أن حزب العدالة والتنمية سيعقد اجتماعا استثنائيا، خلال الأسابيع المقبلة، وسط أنباء عن تقديم «داود أوغلو» استقالته الخميس، لخلافات مع الرئيس التركي.
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع المقبل سوف يشهد انتخاب رئيس جديد للحزب بدلا من «داود أوغلو»، الذي عقد اجتماعا مع «أردوغان»، الثلاثاء.
وأضاف أحد المسؤولين: «الرئيس ورئيس الوزراء توصلا لاتفاق بشأن المؤتمر... لا أعتقد أن داود أوغلو سيترشح مرة أخرى».
خلافة «داود أوغلو»
ومن أبرز المرشحين لتولي رئاسة العدالة والتنمية خلفا لـ«داود أوغلو» وزير النقل «بينالي يادريم»، المقرب من «أردوغان»، ووزير الطاقة «بيرات آلبيراك» صهر الرئيس التركي.
وأثيرت شائعات بشأن وجود خلاف بين رئيس الوزراء والرئيس «أردوغان» مؤخرا وتوتر العلاقات بينهما.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن مسؤول تركي قوله، إن رئيس الوزراء التركي، سيترك منصبه قريبا وسط خلاف مع «أردوغان»، تتمحور حول رغبة الأخير في ضم المزيد من السلطات له.
وقال مصدر مطلع في حزب العدالة والتنمية، إن «داود أوغلو» استقال من منصبه في مؤتمر داخلي للحزب، بعد فشل الوساطات لحل الخلاف بينه وبين «أردوغان»، مشيرا إلى أن الاستقالة ستعلن رسميا اليوم الخميس.
وكشف المصدر أن المرشحين لخلافة «داود أوغلو» في رئاسة العدالة والتنمية وزير العدل «بكير بوزداج»، ووزير الدفاع «عصمت يلماز».
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الخلاف بين الرجلين ليس جديدا، وأنه يتمحور حول النفوذ على إدارة الحكومة وقيادة حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن هذا الخلاف تصاعد بعد النتائج غير المرضية التي حققها الحزب في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في حزيران/ يونيو الماضي، قبل أن يحصل الحزب على الأغلبية الكافية بالانتخابات المبكرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.
وأضاف المصدر أن «داود أوغلو» كان يرفض الاستمرار برئاسة حزب العدالة والتنمية بسبب خلافه مع «أردوغان» على تشكيلة قيادة الحزب أثناء مؤتمره العام الخامس الذي عقد في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول الماضي، ولكنه تراجع عن موقفه بسبب الضغوط التي تعرض لها آنذاك من قواعد الحزب وقياداته، خصوصا أن المؤتمر عقد قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية المبكرة.
وكان «أردوغان» قد اختار، عقب توليه رئاسة الجمهورية، وزير خارجيته «داود أوغلو» لخلافته في رئاسة حزب العدالة والتنمية ورئاسة الوزراء.
وكشفت تقارير عدم ارتياح رئيس الوزراء لرغبة «أردوغان» تغيير النظام السياسي بالبلاد من برلماني إلى رئاسي، وتعديل الدستور لنقل جميع الصلاحيات إليه وتغيير التوازن بين السلطات لصالحه.
وشهدت الفترة الماضية مؤشرات على تراجع دور وتأثير «داود أوغلو» في الحزب، منها تجريده الأسبوع الماضي من سلطات تعيين مسؤولي حزب العدالة والتنمية في الأقاليم.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن رئيس الوزراء سيعقد مؤتمرا صحفيا، الخميس، عقب انتهاء اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية للحزب، من المتوقع أن يقدم فيه استقالته.
وتأتي تلك التطورات في وقت تتزايد فيه حالة عدم الاستقرار بتركيا، بدءا من تصاعد العنف مع متمردي حزب العمال الكردستاني، وتزايد الهجمات الإرهابية لتنظيم «الدولة الإسلامية»، بالإضافة إلى تدفق المهاجرين واللاجئين.
كما أن تركيا في سبيلها لتنفيذ اتفاق هام مع الاتحاد الأوروبي، وقعه «داود أوغلو»، للحد من تدفق اللاجئين عبر حدودها، في مقابل تسريع محادثات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي والحصول على مساعدات المالية، وهناك شكوك الآن حول مستقبل هذا الاتفاق في حال رحيل رئيس الوزراء الحالي.