قال «كامل أبو ماضي» وكيل وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، إن «فتح معبر رفح هذه المرة يعتبر الأسوأ»، ولم يخدم الحالات الإنسانية التي تحدث عنها بعض المسؤولين في الجانب المصري، لافتا إلى إرجاع حالة سرطان متقدمة.

وأكد أن المعبر «فقد وظيفته الأساسية في خدمة المواطنين، وبات محطة إذلال»، داعيا الجهات المختصة بأن تبحث عن بديل.

وكان «أبو ماضي»، قد قال إن عشرات الآلاف من المواطنين بحاجة ماسة للسفر، ودعا السلطات المصرية للاستمرار في فتح المعبر.

وأضاف أن هناك 3000 طالب و 8000 شخص من حملة الإقامات و5000 مريض منهم حالات سرطان حرجة جدا، إضافة إلى 6000 شخص يحملون الجوازات المصرية وكذلك 1500 زوجة عالقة، بحاجة ماسة للسفر.

وأغلقت السلطات المصرية المعبر أمس الأول، بعد خروج عدد محدود من المسافرين، من مجموع 30 ألف مسجل رسميا للسفر في كشوفات وزارة الداخلية بغزة، بينهم آلاف المرضى الذين يحتاجون لعلاج عاجل في الخارج.

وذكر مصدر أمني مصري، أنه تم السماح في اليوم الثاني لفتح المعبر دخول 330 مسافرا فلسطينيا من قطاع غزة إلى مصر بينهم 170 مرحلا فلسطينيا إلى مطار القاهرة الدولي، كما سمحت بعبور 706 فلسطينيين من مصر إلى قطاع غزة بينهم 156 مرحلا فلسطينيا من مطار القاهرة والى قطاع غزة.

وفي اليوم الأول لعملية الفتح جرى الموافقة على خروج 412 مسافرا، ومجموع المغادرين، وقالت وزارة الداخلية في غزة أن مجموع ما سمح له بالسفر خلال اليومين هو 747 مسافرا، هو نصف عدد المسافرين الذين غادروا في آخر عملية فتح قبل 85 يوما.

وفي خطبة صلاة الجمعة في مسجد الميناء في مدينة غزة شدد الدكتور «مروان أبو راس» النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي، على ضرورة أن يكون هناك ميناء لقطاع غزة، ينقل السكان المحاصرين إلى العالم مع استمرار اغلاق معبر رفح، وفي ظل استمرار الحصار الإسرائيلي.

وأكد دعم حركته للجهود التركية المبذولة حول هذا الأمر، وحذر من «انفجار» غزة في ظل ما تعنيه من حصار خانق، وتطرق إلى معاناة الأهالي جراء الحصار وإغلاق المعبر، ورفض في ذات الوقت عدم استجابة مصر لنداء الأمين العام للأمم المتحدة لفتحه بشكل كامل، بحسب «القدس العربي».

يشار إلى أنه في اليوم الثاني من الفتح شهد العمل في المعبر بطأ شديدا، وتكدست أعداد كبيرة من المسافرين في الجانب الفلسطيني، بعدما أوقف الجانب المصري العمل لعدة ساعات تحت ذرائع متعددة، قبل أن يقوم بطلب «كشوفات التنسيق» للسفر أولا، قبل باقي المسافرين، رغم أنه طلب في اليوم الأول إلغاء هذه الكشوفات.

وخلال يومي الفتح أيضا سمحت السلطات المصرية بإدخال شاحنات من الأسمنت والخشب للقطاع الخاص.

يشار إلى أن عملية فتح المعبر جاءت بعد إغلاق دام لـ 85 يوما متتاليا، وبالعادة تصل أيام الإغلاق لنحو ثلاثة شهور أو أكثر في بعض الأحيان.

وبإغلاق المعبر أمس الأول، تكون مصر قد فتحت المعبر لمدة خمسة أيام فقط من بداية العام الجاري، مقابل 128 إغلاق.

 وخلال أيام الفتح تجسدت العديد من صور المعاناة على طرفي المعبر، ففي الوقت الذي تزاحم فيه المغادرين بسبب العدد المحدود المسموح له بالسفر، وتواجد فيه العشرات أمام بوابة المعبر على أمل الحصول على فرصة لقضاء حاجاتهم الماسة من علاج أو تعليم، فظهر أطفال ونساء مسنات يبكون بحرقة طلبا للمغادرة، وكان على الطرف الآخر المئات يتزاحمون للدخول إلى غزة في ظل بطء إجراءات إنهاء معاملات المغادرة.

يشار إلى أن المسافة بين قطاع غزة والعاصمة المصرية القاهرة تقدر بنحو 500 كيلومتر، غير أن مغادرة القطاع والوصول إلى العاصمة المصرية، يحتاج في حالات السفر الحالية لأكثر من 20 ساعة.

وفي تقرير عن حالة المعبر نشرته وزارة الداخلية في غزة التي تشرف على عملية سفر سكان غزة جاء فيه «معبر رفح البري البوابة السـوداء التي تُلقي بظلالها الشاحبة على سجنٍ كبير، في بقعة لا تتعدى الـ 360 كيلومترا باتت تُكابد عناء الحصار المضروب عليها منذ عدة سنـوات».