المفاوضات اليمنية متعثرة بعد شهر من انطلاقها والبمعوث الأممي يدعو لتجنب مزيد من الخسائر

الخميس 19 مايو 2016 07:05 ص

انهارت جولة المباحثات بين أطراف الأزمة في اليمن الثلاثاء الماضي في الكويت، مما دفع الأمير «صباح الأحمد الصباح»، حاكم الكويت، إلى عقد جلسة مفاوضات أمس الأربعاء ضمت المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد» ووفدي المفاوضات طرفيّ الأزمة.

من جانبه قال المبعوث الأممي إلى اليمن: إن الأمم المتحدة «تعتمد المرونة» مع الأطراف من أجل التوصل لحل سياسي وتجنيب اليمن المزيد من الخسائر.

وأضاف أن الأطراف عليها «مسؤوليات» يجب أن تلتزم بها.

ويعد الوفد الحكومي اليمني الأسبوع الحالي بالغ الأهمية للمفاوضات، وأعلن أنه سيحدد بعده كيفية التصرف، كما طالب أمير الكويت الجميع بتغليب المصلحة العامة والبقاء بالكويت حتى تحقيق اتفاق يمنع استمرار الحرب في اليمن.

وأكد «ولد الشيخ» في بيان فجر اليوم استعداد المجتمع الدولي لدعم اليمن، مشيرًا إلى أن المطلوب من المشاركين هو التفاعل «البنّاء» خلال الاجتماعات واللجان الخاصة من أجل التقدم بالملف السياسي والأمني وقضية الأسرى والمعتقلين، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.

ولفت المبعوث الأممي إلى أن «العمل جار وبشكل متواز للتوصل إلى حل سلمي شامل، (وإن) القرار النهائي سيكون يمنيا-يمنيا، والتقدم يعتمد على جدّية الوفود».

وأشار «ولد الشيخ» إلى أنه استكمل اللقاءات أمس الأربعاء مع ممثلي الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام/جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بعد يوم من لقائه الوفد الحكومي.

وكان ولد الشيخ أكد في وقت سابق أن محادثات السلام اليمنية في الكويت واجهت «تحديات مهمة».

ولم تشهد مشاورات الكويت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء أي جلسات مباشرة بين الأطراف اليمنية، بسبب تعليق وفد الحكومة مشاركته، مهددا بالانسحاب الكامل ما لم يقدم الحوثيون وحلفاؤهم تعهدا مكتوبا يضمن التزامهم بالقرار 2216 والمبادرةِ الخليجية وآليتِها التنفيذية، ومخرجاتِ الحوار الوطني، والاعترافِ الكامل بالشرعية.

 استقرار

من جهته، قال رئيس الوزراء اليمني «أحمد عبيد بن دغر» في مؤتمر صحفي بالعاصمة السعودية الرياض عن مشاورات الكويت أنه «لا بد أن تؤدي إلى السلم والاستقرار، ولا بد في النهاية أن تحافظ على اليمن موحدًا وآمنًا ومستقرًا».

وأضاف أن «من يريد حكومة وحدة وطنية قبل أن يضع السلاح إنما يريد استرقاق هذا الشعب واختطاف إدارته»، في إشارة إلى طلب الحوثيين تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الانسحاب من المدن وتسليم السلاح.

وأشار إلى ما وصفه «بحالة انهيار اقتصادي ونقدي مريع»، قائلا إن «الحوثيين تصرفوا في ثلاثة مليارات دولار تقريبًا، كانت تمثل معظم الاحتياطي النقدي في البلاد، واستخدموها في المجهود الحربي للاستيلاء على الدولة والسلطة، والانقلاب على الجمهورية والوحدة، وإدارة الحرب.».

ومنذ انطلاقتها في 21 أبريل/نيسان الماضي، بعد تأخر ثلاثة أيام عن موعدها الأصلي، لم تحقق مشاورات السلام اليمنية في الكويت أي اختراق جوهري في سبيل حل الأزمة.

مسئولية الحوثيين

كانت الحكومة اليمنية علقت  الثلاثاء الماضي مشاركتها في المفاوضات مع الحوثيين للمرة الثانية خلال الشهر الحالي، بحسب ما أعلنه وزير الخارجية، الأمر الذي مثل انتكاسة للمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.

وقال عبد الملك المخلافي على «تويتر» إن جماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة «ودمرت المحادثات تمامًا»، لم توف بالتزاماتها بعد شهر من المفاوضات.

وأضاف المخلافي» الذي يرأس وفد حكومته في المفاوضات «طلبت من مبعوث الأمم المتحدة ألا يسمح للمتمردين بإضاعة المزيد من الوقت ... وأن يجعلهم يلتزمون بالقضايا المرجعية قبل استئناف المفاوضات». بحسب موقع بي بي سي عربي.

وقال بيان صادر عن وفد الحكومة إن الوفد سيستمر في مقاطعة المحادثات حتى يلتزم «المتمردون» بالنقاط المرجعية.

كما حث البيان المجتمع الدولي على ممارسة الضغط على الحوثيين لقبول القرارات الدولية بهدف إنهاء الحرب، واعتبارهم مسؤولين عن عرقلة مفاوضات السلام.

كما حمل البيان الحوثيين المسؤولية عن تدمير اقتصاد البلاد، ورفض الالتزام بوقف اطلاق النار.

وترغب الحكومة أن يلتزم الحوثيون بقرار مجلس الأمن الذي يأمرهم بالانسحاب من مناطق سيطروا عليها بعد هجوم عام 2014 وأن يسلموا الأسلحة الثقيلة التي حصلوا عليها.

وأكدت المصادر القريبة من وفدي الحكومة والحوثيين لوكالة فرانس برس أنه ألغيت جلسة كانت مقررة صباح الثلاثاء بعد انسحاب وفد الحكومة.

ويأتي انسحاب الوفد الحكومي بعد يومين من إعلان مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل «ولد الشيخ عن تفاؤله بتحقيق تسوية سلمية في اليمن الذي مزقته الحرب.

وكان الطرفان على وشك التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح نصف المعتقلين والسجناء قبل شهر رمضان الذي سيحل في أوائل يونيو/ حزيران.

لقاء أمير الكويت

وألتقى أمير دولة الكويت أمس الأربعاء الشيخ «صباح الأحمد الصباح»، المبعوث الأممي إلى اليمن، الذي أطلع الأمير على تطورات الموقف في شأن محادثات السلام اليمنية.

وعقب ذلك، استقبل أمير الكويت الوفد الحكومي اليمني الذي يرأسه وزير الخارجية «عبدالملك المخلافي»، كما التقى أيضاً وفد الانقلابيين. بحسب العربية نت.

مصادر دبلوماسية أكدت أن أمير الكويت طالب مختلف الأطراف بالبقاء في الكويت وضمان الوصول إلى نتائج إيجابية. كما حث الأطراف اليمنية على استكمال المشاورات لتحقيق السلام المنشود الذي يحفظ لليمن أمنه واستقراره وسلامة أبنائه.

هذا وبعد أن اعتبر وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات الكويت أن الأسبوع الحالي حاسم، وطالب بالتزام مكتوب من الانقلابيين بمرجعيات التفاوض، أكد رئيس الوزراء «أحمد عبيد بن دغر» في مؤتمر صحافي بالرياض أن مسألة الانسحاب من مؤسسات الدولة ليست مطروحة للتفاوض، كما شدد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة.

وبدأت المشاورات في 21 أبريل الماضي سعياً للتوصل إلى حل للنزاع المستمر منذ أكثر من عام، إلا أن المفاوضين لم يتمكنوا من تحقيق أي اختراق جدي على مدى الأسابيع الماضية.

  كلمات مفتاحية

اليمن مفاوضات الكويت طرفا الأزمة إسماعيل ولد الشيخ أمير الكويت المجتمع الدولي

«ولد الشيخ أحمد» يؤكد استمرار المفاوضات اليمنية بالكويت

«الحوثيون» يتوجهون إلى الكويت للمشاركة في محادثات السلام

«ولد الشيخ» يؤكد تأجيل موعد انطلاق المحادثات اليمنية في الكويت

«ولد الشيخ أحمد»‬⁩: ⁧‫اليمن‬⁩ قريب من السلام أكثر من أي يوم

12 خرقا لهدنة اليمن.. وقوات التحالف تعترض صاروخا باليستيا

«صالح» يبلغ الأمريكيين برغبته في الخروج الآمن بالتزامن مع مفاوضات حوثية سعودية

اليمن .. كأن «الشرعية الدولية» تريد اعترافا بـ«شرعية الحوثيين»

المفاوضات اليمنية: مراوحة في مربع الحرب

«بن دغر» يؤكد أن السلام في اليمن لن يتحقق إلا بقرار «مجلس الأمن» 2216

«الحوثيون» يختطفون 3 معارضين في إب وسط اليمن

جهود قطرية تنجح في إعادة وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات الكويت

«المخلافي»: الشيعة العرب ليسوا إيرانيين و«صالح» يعشق السلطة