«جيش الفتح» يحشد قواه مع انهيار وقف إطلاق النار في سوريا

الخميس 19 مايو 2016 04:05 ص

يحشد «جيش الفتح» قواه من جديد لحرب شاملة على رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، بالاستفادة من انهيار محادثات السلام.

وفي أحدث مظاهر هذا التطور أحيت الجبهة وجماعات أخرى «جيش الفتح»، الذي يمثل تحالفا عسكريا لجماعات إسلامية متباينة حققت انتصارات كبيرة على قوات «الأسد» في العام الماضي، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

ولم تشارك «جبهة النصرة» في وقف إطلاق النار الذي أصبح ساري المفعول في فبراير/شباط الماضي، وفي محادثات السلام التي تبعته، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وانهارت المحادثات الشهر الماضي، وتبادلت حكومة «الأسد» وخصومها الاتهامات بالمسؤولية عن التصعيد العسكري.

وبعد أن كان نشاط «جبهة النصرة» محدودا في الأيام الأولى من تطبيق الهدنة، قال قادة فيها ومعارضون آخرون إن الجبهة عاودت الظهور في ساحات المعارك مع انهيار المساعي الدبلوماسية، وقادت هجمات في الآونة الأخيرة على ميليشيات إيرانية مؤيدة لـ«الأسد» قرب مدينة حلب، شمالي سوريا.

ومن المحتمل أن تؤدي عودة «جبهة النصرة» للظهور إلى إضعاف جماعات المعارضة التي يدعمها الغرب، والتي وافقت على اتفاق الهدنة وشاركت في مباحثات السلام بما يقنع الحكومة السورية وحلفاءها من الروس والإيرانيين بالمضي في الحرب التي وجهوا فيها ضرباتهم للمعارضة بكل ألوانها.

وقال أحد قادة «جبهة النصرة»، واسمه «أبو شيماء»، لـ«رويترز» من محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة عن إحياء التحالف الإسلامي المعارض: «عاد جيش الفتح، لكنه عاد قويا هذه المرة، وهدفنا هو الانتشار على الجبهات الرئيسية في سوريا».

بينما قال «زاهر أبو حسن»، رئيس المؤسسة الإعلامية لجيش الفتح في إدلب: «نسأل الله أن تعود الانتصارات بعودة جيش الفتح».

وما زالت المعارضة الإسلامية تواجه تحدي التغلب على منافسيها.

وقال مصدر كبير في المعارضة إنه رغم عودة جيش الفتح في إحدى المناطق فما زالت المحادثات تجري لإعادة إطلاق التحالف على نطاق أوسع.

وأضاف: «في خان طومان وجبهة الريف (في حلب) نعم ضمن هذه الجبهة صار في غرفة عمليات، لكن الطموح (تكرارها) على كل الجبهات المشتعلة».

وفي العام الماضي نحت الفصائل الإسلامية التي تشكل «جيش الفتح» خلافاتها جانبا لإخراج قوات «الأسد» من محافظة إدلب، شمالس سوريا، قبل اختراق مناطق قرب الجبال الساحلية التي تشكل قلب الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري.

وساهم هذا التطور في حفز روسيا على اتخاذ قرار إرسال قوة جوية لقصف الأهداف لحساب «الأسد»؛ الأمر الذي أدى إلى قلب ميزان القوى لصالحه بمساعدة تعزيزات إيرانية على الأرض.

وروت مصادر المعارضة روايات مختلفة للمدى الذي ذهبت إليه جماعات «جيش الفتح» في إحياء تحالفها، وبصفة خاصة مدى مشاركة جماعة «أحرار الشام» القوية في التحالف.

وكانت «أحرار الشام» من العناصر المهمة في التحالف، العام الماضي، وأيدت المسار السياسي، لكنها نأت بنفسها شيئا فشيئا عن المساعي الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة، والتي فشلت في ضمان وقف الضربات الجوية بالكامل أو إتاحة مساعدات الإغاثة الكافية أو إطلاق سراح المعتقلين.

وقد وحدت «أحرار الشام» و«جبهة النصرة»، اللتان تتمتعان بوجود قوي في شمال غرب سوريا، صفوفهما في هجوم أسفر عن السيطرة على مدينة علوية كانت تخضع لسيطرة الحكومة في محافظة حماة في 13 مايو/أيار الجاري، رغم أن ذلك لم يتم تحت راية «جيش الفتح».

ونُسب الفضل صراحة في انتزاع السيطرة على بلدة خان طومان جنوبي حلب في السادس من مايو/أيار الجاري من أيدي فصائل شيعية مؤيدة لـ«الأسد» من بينها قوات إيرانية إلى «جيش الفتح».

وقال معارضون إن من القوى الرئيسية في تلك العملية «جبهة النصرة» وجماعة أخرى اسمها «جند الأقصى».

وقالت مصادر المعارضة إن «جبهة النصرة» وحلفاءها نشروا قواتهم جنوبي حلب من محافظة إدلب المجاورة، التي تعد أحد معاقلهم« وذلك للحيلولة دون تقدم قوات «الأسد»، التي هددت بتقسيم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى شطرين.

حملة تجنيد

في سياق متصل، أطلق الداعية السعودي الجنسية «عبد الله المحيسني» حملة تجنيد جديدة في إدلب.

وفي أحد التجمعات الجماهيرية، التي نٌشر مقطع منها على «يوتيوب»، دعا «المحيسني» كل الذكور فوق سن الخامسة عشرة إلى المشاركة في الجهاد.

وقال أحد سكان المنطقة التي عقد فيها هذا اللقاء الجماهيري إن 300 شاب تطوعوا للجهاد في ذلك اليوم، وسيتم توجيههم إلى فصائل «جيش الفتح».

من جانبه، اعتبر «نواه بونزي»، الخبير السياسي لدى «مجموعة الأزمات الدولية»، إن عودة «جيش الفتح» مؤشر على المناخ السياسي في المعارضة، وإدراكها أن وقف القتال ليس قابلا للاستمرار.

وأضاف أن استئناف القتال في صالح «جبهة النصرة»، وقال إنه «يمنحهم مصداقية، في حين أن وقف القتال يقلص مصداقيتهم فيما يبدو، ويسلط الضوء على خلافات حقيقية بين النصرة وبقية المعارضة».

وقال إن قطاعا كبيرا من المعارضة يعتقد أن «النظام والميليشيات التي تدعمها إيران استطاعا الاستفادة من الهدنة، وأنها بحاجة للانضمام إلى النصرة في إعادة تأكيد الضغط الهجومي».

  كلمات مفتاحية

سوريا جيش الفتح جبهة النصرة بشار الأسد حلب

«جيش الفتح» يحتفظ بجثث 12 إيرانيا قتلوا في سوريا

بالصور.. «جيش الفتح» يحتجز 5 مسلحين من حزب الله بريف حلب

تجدد القصف على حلب والمعارضة تعيد تشكيل غرفة عمليات «جيش الفتح»

«جيش الفتح» يعلن سيطرته على 5 قرى في ريف حلب الجنوبي

«جيش الفتح» يعلن بدء «معركة تحرير حماة» وسط سوريا

طيران النظام السوري وروسيا يشنان أعنف غارات على حلب منذ سريان الهدنة

سوريا.. 101 قتيل في تفجيرات طرطوس وجبلة و«الدولة الاسلامية» يتبنى

ناشط: «جيش الفتح» يحرر مناطق بريف حلب الجنوبي ويأسر قوات موالية لـ«الأسد»

مقتل القائد العسكري العام لـ«جيش الفتح» في غارات للتحالف بريف حلب