قال وزير الطاقة والصناعة القطري الدكتور «محمد بن صالح السادة» إن أسواق النفط تستعيد توازنها، لكن الخام لم يصل بعد إلى السعر العادل، مضيفا أن هناك حاجة ملحة في الوقت الحاضر للوصول إلى حد أدنى للسعر عند 65 دولارا للبرميل بهدف تحفيز الإستثمار في سبيل ضمان إمداد العالم بالطاقة وتفادي أي صدمة سعرية.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن «السادة»، وهو أيضا الرئيس الحالي لمنظمة «أوبك» قوله إن الأسواق تتعافى ببطء لكن بشكل مطرد.

وأضاف أن من حسن الحظ أن المقومات الأساسية تظهر أن السوق تمضي في الاتجاه الصحيح.

و تراجعت أسعار النفط، أمس الثلاثاء بفعل زيادة إنتاج كبار المصدرين وقوة الدولار.

وانخفضت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 45 سنتا إلى 47.90 دولارا للبرميل بعد أن أغلقت على انخفاض 37 سنتا في الجلسة السابقة.

ونزلت عقود الخام الأمريكي 34 سنتا إلى 47.74 دولارا للبرميل بعد أن هوت 33 سنتا قبل يوم.

وأنهت عقود الخامين التعاملات بخسائر متواضعة للجلسة الرابعة على التوالي، أول أمس الاثنين، وهي في طريقها لأطول سلسلة خسائر منذ يناير/كانون الثاني.

وقال «فلاح العامري» مندوب العراق لدى «أوبك»، أمس الثلاثاء إن المنظمة تركز على الحصة السوقية وليس دعم أسعار النفط، وذلك في تصريحات من شأنها أن تحد من التوقعات بأن أوبك قد تتفق على خطوات لدعم الأسعار خلال اجتماع الأسبوع المقبل.

استبعاد المؤامرة

وفي وقت سابق، استبعد «عبدالله بن حمد العطية» نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطريالسابق نظرية المؤامرة التي يرددها البعض كسبب رئيسي للتراجع الكبير في أسعار النفط، وأكد خلال مناقشات منتدى الدوحة الذي شارك فيه أن أزمة تهاوي أسعار النفط حدثت من قبل في الثمانينات وعادت الأسعار بعدها للاستقرار، وارجع العطية انخفاض الأسعار الي منظومة العرض والطلب، في السوق العالمي، التي تخضع لعوامل عديدة.

وأكد أن السعودية لا تستطيع التحكم في أسعار النفط العالمية كما يحلو للبعض أن يردد، كما لا تستطيع «أوبك» التحكم في الأسعار هي الأخرى، مشيرا إلى تراجع حصة «أوبك» من الإنتاج العالمي إلى حوالي 30%، بعد أن كانت تتعدى 70%.

وتساءل «العطية»: «كيف يمكن لـ«أوبك» أن تتحكم في السوق العالمية بهذه النسبة من الإنتاج، نافيا أن تكون السعودية أو «أوبك» تتحكمان في سوق النفط العالمية، وتوقع «العطية» عودة الارتفاع في أسعار النفط، ولكن ليس بنفس الوتيرة السابقة.

وأضاف «العطية» أن التراجع الحالي يمثل تحولا وتغيرا في منظومة السوق التي تقوم على العرض والطلب، ولن تكون الأخيرة، مشيرا إلى أهمية مواجهة تحديات البيئة وتحقيق التنويع الاقتصادي والتحكم بمصادر الطاقة.

في ظل هذه التطورات من نقص في الإنتاج لأسباب طارئة وزيادة في الطلب، لم تشكل زيادة إنتاج النفط الإيراني خطورة على الأسواق، حيث وصل إنتاج النفط الإيراني الى نحو 3.6 ملايين برميل يوميا، ومن المتوقع أن يسجل مستوى 4 ملايين برميل يومياً خلال الأشهر المقبلة لفصل الصيف.