استنكر مجلس الشورى السعودي محاولة النظام الإيراني تسييس فريضة الحج وإخراج هذه الشعيرة العظيمة عن إطارها الديني وتحويلها إلى وسيلة تخدم الأهداف السياسية. 

وأكد المجلس في جلسته العادية، اليوم الثلاثاء، أن تسييس الحج أو استخدامه في العلاقات الدولية أو أي شعيرة من شعائر الله سبحانه وتعالى أمر لا يمكن أن تقبله السعودية التي تسخر كافة إمكانياتها لاستضافة حجاج بيت الله الحرام وخدمتهم ورعايتهم والحفاظ على أمنهم حتى مغادرتهم أراضيها، وفقا لوكالة الأنباء السعودية «واس».

ودعا المجلس في بيان له النظام الإيراني إلى تحكيم العقل في النظر إلى ما يخص حج بيت الله الحرام وشعائر الله وعدم استخدامها في التلاعب بمشاعر المواطنين الإيرانيين.

وأشاد المجلس بمواقف الدول والبرلمانات والمنظمات الإسلامية المؤيدة لموقف المملكة برفض محاولات نظام طهران تسييس فريضة الحج، قائلا إن «هذا يؤكد سلامة موقف السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وحرصها على أن يؤدي ضيوف الرحمن شعيرة الحج في أمن وطمأنينة دون الزج بالتوترات السياسية والعلاقات بين الدول في هذه الفريضة العظيمة وأحد أركان الإسلام».

وأشار بيان المجلس إلى أن السعودية تسخر كل إمكانياتها المادية والبشرية لخدمة حجاج بيت الله الحرام في كل موسم بلا تفرقة ولا تمييز بين حجاج دولة وأخرى.

وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية، أعلنت الشهر الماضي، أن وفد شؤون الحج الإيراني غادر السعودية دون التوقيع على محضر الاتفاق على ترتيبات احتياجات الحجاج الإيرانيين لموسم الحج 2016.

وجاء في بيان الوزارة أن الوفد الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق، معللا ذلك برغبته في عرضه على مرجعية في إيران، ومبديا إصرارا شديدا على تلبية مطالبهم المتمثلة في أمور هي: «أن تمنح التأشيرات للحجاج من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي وتضمين فقرات في المحضر تسمح للحجاج بدعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر.

وأضافت الوزارة أن هذه التجمعات التي تطلب إيران تضمينها في الاتفاق تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي .

وأكدت وزارة الحج والعمرة أن المملكة قيادة وحكومة وشعبا ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الجنسيات، وهذه الخدمة تعدها المملكة أهم واجباتها الإسلامية، وذلك يأتي انطلاقا من واجباتها ومسؤوليتها تجاه خدمة ضيوف بيت الله الحرام.

وأعلنت إيران في 12 مايو/أيار الماضي مقاطعتها لشعيرة الحج لهذا العام، مبررة موقفها برفض السعودية تلبية شروطها بشأن مواطنيها الحجاج.

ولن تكون هذه أول مرة لا تقام فيها مناسك الحج للإيرانيين، فهناك واقعة العام 1987، والتي تم إلغاء الحج على إثرها عدة أعوام، عندما قام الحجاج الإيرانيون بإطلاق مراسم «البراءة من المشركين» أثناء موسم الحج في 31 يوليو/تموز من ذلك العام.

يذكر أن الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 3 يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري، بعد يوم واحد من قيام محتجين إيرانيين باقتحام وإضرام النار في مقر السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد بعد إعدام رجل الدين السعودي الشيعي «نمر باقر النمر».