استنكرت هيئة كبار العلماء بالسعودية، الممارسات الإيرانية من إساءة للمسلمين، بتفريق صفهم، وإثارة الحروب، والنزاع في بعض البلدان الإسلامية، معتبرة محاولة استغلال الحج سياسيا، وإثارة النزاعات فيه، من أعظم الإساءات للإسلام والمسلمين.

وفي بيان للهيئة، نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس»، قال: «ليس من تعظيم الحج الإحداث فيه بما لم يأذن الله تعالى به في كتابه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، لاسيما إذا كان هذا الإحداث يشوش على الحجاج ويؤذيهم ويخرج الشعيرة عن طمأنيتها وسكينتها، ويتعارض مع ما أمر الله به من احترامها».

وأضاف: «إن ذلك من أعظم الإفساد».

وأكدت الهيئة أن من «التزام أخُوّة الدين ورابطة الإسلام، إبعاد الحج عن ما يعكر على مظهر الوحدة ويخالف الغايات السامية من ذكر الله تعالى والتزود من البر والتقوى، ومن حق أخوة الإسلام، اجتناب أي صور من صور الفوضى والبلبلة تحت أي دعوى، واستنكار أي محاولات للتشويش والمهاترات، إذ إن استغلال جمع الحجيج لمثل هذه الأغراض لا يقره دين الإسلام، بل هو عبث بمشاعر العبادة ومناسك الحج».

وأضاف البيان: «إن هيئة كبار العلماء تستنكر ما تمارسه إيران وأتباعها من إساءة للمسلمين بتفريق صفهم، وإثارة الحروب، والنزاع في بعض البلدان الإسلامية، ومن أعظم إساءتها للإسلام والمسلمين في شعيرة الحج محاولة استغلاله سياسياً، وإثارة النزاعات فيه».

وأعربت الهيئة عن تأييدها السياسة الثابتة للملكة العربية السعودية التي تخدم الحرمين الشريفين، وترعاهما، وهي تنهج عدم السماح لأي جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي.

وتقدمت بالشكر إلى حكومة المملكة لاتخاذها كل التدابير الحازمة الصارمة للحفاظ على أمن البلاد وأمن الناس، المواطن والمقيم، والعاكف والباد، وقالت إن «أمن البلاد وأمن المقدسات لا يمكن أن يسمح بأي عمل أو تصرف يكدر هذه الأجواء الإيمانية، أو يضر بالمصالح العامة، أو يمس احترام مشاعر المسلمين».

والأحد الماضي، قال وزیر الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني «علی جنتی»، إنه من غیر الممكن أداء مناسك الحج هذا العام بالنسبة للحجاج الإيرانيين بسبب سلوك وحدیث المسؤولین السعودیین مع الوفد الإيراني ووضع العقبات والعراقیل أمام الحجاج الإيرانيين.

وأضاف «جنتی»: «من المؤسف أن الحجاج الإيرانيين لن یتمكنوا من أداء حج هذا العام».

وأوضح أنه كان من المقرر الانتظار حتى الیوم الأحد لیرد المسؤولون السعودیون علي النقاط التی طرحها الوفد الإيراني، لكن وبسبب ما أسماه «»نوع سلوك وحدیث المسؤولین السعودیین مع الوفد الإيراني فی جولتین من المفاوضات أجراها مع المسؤولین السعودیین، ووضع العراقیل والقیود، فان أداء شعیرة الحج باتت غیر ممكنة«».

في هذه الأثناء، قالت وكالة أنباء «فارس» إن منظمة الحج والزيارة الإيرانية أصدرت، الأحد، بيانا شرحت فيه أسباب إلغاء الحج بالنسبة للحجاج الإيرانيين لعام 1437 للهجرة، متهمة السعودية بوضع العراقيل أمامها.

من جانبها، أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية، الجمعة الماضي، أن وفد شؤون الحج الإيراني غادر السعودية دون التوقيع على محضر الاتفاق على ترتيبات احتياجات الحجاج الإيرانيين لموسم الحج 2016.

وجاء في بيان الوزارة أن الوفد الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق معللا ذلك برغبته في عرضه على مرجعية في إيران، ومبديا إصرارا شديدا على تلبية مطالبهم المتمثلة في أمور هي: «أن تمنح التأشيرات للحجاج من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي وتضمين فقرات في المحضر تسمح للحجاج بدعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر.

وأضافت الوزارة أن هذه التجمعات التي تطلب إيران تضمينها في الاتفاق تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي.

وأكدت وزارة الحج والعمرة أن المملكة قيادة وحكومة وشعبا ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الجنسيات، وهذه الخدمة تعدها المملكة أهم واجباتها الإسلامية، وذلك يأتي انطلاقا من واجباتها ومسؤوليتها تجاه خدمة ضيوف بيت الله الحرام.

وأعلنت إيران في 12 مايو/ أيار الجاري مقاطعتها لشعيرة الحج لهذا العام، مبررة موقفها برفض السعودية تلبية شروطها بشأن مواطنيها الحجاج.

ولن تكون هذه أول مرة لا تقام فيها مناسك الحج للإيرانيين، فهناك واقعة العام 1987، والتي تم إلغاء الحج على إثرها عدة أعوام، عندما قام الحجاج الإيرانيون بإطلاق مراسم «البراءة من المشركين» أثناء موسم الحج في 31 يوليو/ تموز من ذلك العام.

يذكر أن الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد يوم واحد من قيام محتجين إيرانيين باقتحام وإضرام النار في مقر السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد بعد إعدام رجل الدين السعودي الشيعي «نمر باقر النمر».