قال المغرد السعودي الشهير «مجتهد» إن هناك صدام حالي بين السعودية والإمارات في اليمن، على خلفية تنفيذ الأخيرة لخطتها بفصل الجنوب اليمني عند باقي أنحاء هذا البلد العربي، لافتا، أيضا، إلى أن الحراك الجنوبي يشن حملة اعتقالات على الدعاة والمشايخ في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، بتكليف من أبوظبي.
وعبر سلسلة تغريدات متتابعة، قال «مجتهد»: «الحوثيون يقتربون من قاعدة العند (أكبر قاعدة جوية عسكرية في اليمن، وتقع في العند بمحافظة لحج/جنوب غرب)، وصدام سعودي إماراتي، وحملة على الدعاة والمشايخ في حضرموت، والمقاومة (اليمنية) غاضبة على التحالف الخشبي (التحالف العربي)، واليكم التفاصيل».
وأضاف: «سيطر الحوثي على جبل الجاح، وعلى وشك السيطرة على جبل جالس، ثم جبل النبي، وجبل الخضر المطل على قاعدة العند، إضافة لتقدم آخر باتجاه (بلدة) ثرة في (محافظة) أبين (جنوب غرب)».
وتابع: «وبهذا بدلا من طرده من (محافظات) مأرب وتعز وصنعاء، فإن الحوثي يستعيد مناطق استراتيجية في الجنوب، وبالمناسبة الحوثي غير متحمس لعدن (جنوبي اليمن)؛ بسبب تنسيقه مع الإمارات».
وأكد «مجتهد» أن «المقاومة (الشعبية الموالية للرئيس اليمني بعد ربه منصور هادي) في حالة غضب من التحالف (الخشبي)؛ حيث توقف الدعم الجوي من الحلف تماما، أما الدعم البري فعلى وشك التوقف في الشمال والفوضى في الجنوب».
وأوضح أن «الإمارات خطتها فصل الجنوب، كما ذكر مجتهد سابقا، وأكد ذلك تغريدة (وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور بن محمد) قرقاش التي قال فيها إن الحرب (في اليمن) انتهت (عمليا بالنسبة لبلاده)، والقوات الإماراتية ستتفرغ للمناطق المحررة».
والأربعاء الماضي، قال «قرقاش»، خلال محاضرة في أبوظبي تحت عنوان «الإمارات والتحالف (العربي) وأزمة اليمن.. القرار الضرورة»: «موقفنا اليوم واضح؛ فالحرب عمليا انتهت لجنودنا، ونرصد الترتيبات السياسية، ودورنا الأساسي، حاليا؛ لتمكين اليمنيين في المناطق المحررة». (طالع المزيد)
«مجتهد» أشار إلى أن «أول مهمة أوكلتها الإمارات للحراك الجنوبي (الذي يطالب بفصل الجنوب اليمني عن شماله) شن حملة اعتقالات على مشايخ ودعاة (محافظة) حضرموت (شرق)؛ بحجة أنهم من (تنظيم) القاعدة، مع أن مقاتلي القاعدة انسحبوا بالكامل».
ولفت، في هذا الصدد، إلى «تحول القصر الجمهوري في (مدينة) المكلا (عاصمة حضرموت) ومطار الريان ومعسكر خلف (كلاهما في المكلا) إلى مراكز اعتقال فيها مئات المعتقلين من كل أطياف الإسلاميين على الطريقة المصرية».
وتداولت مواقع يمنية، مؤخرا، الأنباء بشأن تقدم قوات الحوثيين تجاه قاعدة العند، وحملة الاعتقالات التي طالت مشايخ السلفية في حضرموت بزعم أنهم ينتمون للقاعدة.
«مجتهد» تحدث عن «انهيار الوضع الأمني والخدمات في الجنوب، وهرب عدد من وزراء (حكومة أحمد عبيد) بن دغر للأردن، وربما يلحقهم المزيد، وجيش هادي بدون ضباط بعد أن قضت عليهم الاغتيالات».
وذكر «مجتهد» أنه في «مقابل وضوح الخطة عند الإماراتيين، فإن الجيش السعودي لايدري ما يفعل، ولا سلطة له على الإمارتيين، و(ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد) ابن سلمان لا يجرؤ على الاعتراض على (ولي عهد أبو ظبي محمد) ابن زايد».
وأضاف: «عناصر الجيش السعودي في حالة ارتباك وغموض، ويتعرضون يوميا لهجمات من جهات مختلفة ينتج عنها قتلى ومصابين، والمعنويات في وضع سيء جدا».
وفي تحليل بعنوان: «هل نشهد بداية النهاية للتواجد الإماراتي في اليمن؟»، قال «مركز ستراتفور للدراسات الاستراتيجية»، قال المركز إن الإمارات تقوم الآن بالتخلي عن دورها العسكري في اليمن، لافتا إلى أبوظبي والرياض لديهما خلافات بشأن الشركاء المحليين المفضلين في اليمن.
فعلى سبيل المثال، تعاونت المملكة مع حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، التابع لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. لكن الإمارات كانت تنشط بشكل رئيسي في جنوب اليمن، وترفض هذه الشراكة مع الإصلاح، وفي المقابل فإنها تحالفت مع الحراك الانفصالي، وحركات المقاومة في الجنوب. (طالع المزيد)
