صحف السعودية: لقاء «بن سلمان» و«أوباما» جسد شراكة عميقة ووجهات نظر متناغمة

السبت 18 يونيو 2016 08:06 ص

اهتمت الصحف السعودية، الصادرة اليوم السبت، بالمحادثات التي أجراها ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» مع الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» في البيت الأبيض، أمس، تطرقت إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والملفات الساخنة في المنطقة، التي كشفت عن تناغم في الرؤى.

وأبرزت الصحف لقاءات «بن سلمان» مع عدد من الشركات المتخصصة في الصناعات العسكرية، ومع الفريق الاقتصادي الأمريكي، ورئيس الغرفة التجارية الأمريكية، ومجموعة من الطلبة السعوديين المتميزين في الجامعات الأمريكية، فضلا ع استعداداته لعقد اجتماعات مع شركات التكنولوجيا الأمريكية، ورؤساء ومديري صناديق الاستثمار الأمريكية وكبرى رؤساء الشركات المالية.

كما نقلت الصحف عن وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، قوله إن السعودية هي من طالب بنشر الصفحات السرية الـ28 للجنة 11 سبتمبر/ أيلول 2001 لتوضيح الحقيقة، في الوقت الذي سلم «بن سلمان»، أول ترخيص استثماري في القطاع التجاري بملكية أجنبية 100%، إلى شركة «داو كميكال» الأمريكية.

وأشارت الصحف إلى تأكيدات وزير الحج والعمرة الدكتور «محمد بن صالح بنتن»، أن قضية حجاج إيران ليست قضية تفاوض مع حكومة إيران فيما يخص حجاجهم، في الوقت الذي أحيلت عددًا من قرارات رئيس الجمهورية بالموافقة على اتفاقيات تعاون وقروض مع السعودية إلى لجنة الشؤون الدستورية بالبرلمان.

كما توقعت الصحف تشكيل لجنة عمل استثمارية سعودية - يابانية مشتركة، لإنفاذ أهداف اتفاقية البلدين حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، بينما أعلنت هيئة السوق المالية السعودية، سعيها إلى الانضمام للمؤشرات الدولية بما في ذلك مؤشر «مورجان ستانلي» للأسواق الناشئة MSCI.

شراكة استراتيجية

البداية مع صحيفة «الشرق الأوسط»، التي أشارت إلى أن المحادثات التي أجراها الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، مع ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، أمس، تطرقت إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين خلال القرن الحالي، والملفات الساخنة في المنطقة.

وأوضح البيت الأبيض في بيان، أن «الرئيس أوباما أعرب عن تقديره لمساهمات السعودية في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، وأنه ناقش مع الأمير محمد بن سلمان المكاسب التي تحققت في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والخطوات المطلوبة لدعم الشعب العراقي».

وأضاف البيان أن الجانبين بحثا الوضع السوري، وأكدا أهمية وقف الأعمال العدائية وتحقيق الانتقال السياسي في سوريا من دون مشاركة «بشار الأسد».

وتابع أن «الجانبين شددا أيضًا على أهمية دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وأن الرئيس أوباما رحب بالتزام السعودية بالسعي لتحقيق تسوية سياسية للصراع في اليمن وتقديم الدعم من دول مجلس التعاون الخليجي كافة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة وإعادة الإعمار».

وذكر البيان أيضا أن «الرئيس الأمريكي وولي ولي العهد السعودي، بحثا أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، وأهمية استكشاف السبل التي تؤدي إلى وقف تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط».

كما تطرقت المحادثات إلى الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به السعودية في مواجهة الفكر المتطرف.

وفي الشأن السعودي، أشاد «أوباما» بالتزام الأمير «بن سلمان» بخطط الإصلاحات، وأكد دعم الولايات المتحدة القوي لتحقيق «رؤية السعودية 2030» وأهدافها.

من جانبه، أكد الأمير «محمد بن سلمان» التزام السعودية القوي بنتائج اتفاق باريس للتغير المناخي، ورحب بالتعاون مع الولايات المتحدة حول قضايا الطاقة النظيفة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض، قوله إن «اللقاء شدد على الشراكة الاستراتيجية العميقة بين البلدين، وأن الرئيس أوباما أثنى بشكل خاص على الدور المحوري الذي تلعبه السعودية في المنطقة لحل النزاعات وتهدئة التوترات».

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، الذي شارك في اللقاء، إن «المحادثات كانت مثمرة للغاية»، مضيفًا أنه «لا يوجد اختلاف في الرؤيتين، الأمريكية والسعودية، حول حل الأزمة السورية»، وشدد أن «الفارق بين الرؤيتين ليس كبيرًا».

لقاءات عسكرية واقتصادية

وكان وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر»، قد أقام حفل استقبال رسمي للأمير «محمد بن سلمان»، مساء أول من أمس، وقال المتحدث باسم البنتاغون «بيتر كوك» إن «نقاشات الجانبين كانت مثمرة للغاية، وتطرقت إلى جهود مكافحة الإرهاب، وأيضًا إلى رفع مستوى القدرات العسكرية للمملكة العربية السعودية».

في الوقت نفسه، عقد «بن سلمان»، في مقر إقامته بواشنطن، الجمعة، اجتماعات مع عدد من الشركات المتخصصة في الصناعات العسكرية.

واجتمع مع رئيس وأعضاء شركات «بوينج»، و«ريثيون» الدولية، و«لوكهيد مارتن» الدولية كلاً على حدة.

وتطرقت الاجتماعات إلى «رؤية السعودية 2030»، التي تستهدف توطين الصناعات العسكرية وما تشمله من أنشطة صناعية وتقنية وخدمات تدريبية وخدمات مساندة، حيث أبدت الشركات ترحيبها ببرامج الرياض الطموحة واستعدادها للمشاركة بدور فعال في هذه البرامج، بحسب الصحيفة.

والتقى «بن سلمان»، أيضا مع وزير الخزانة «جاك ليو»، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني للرئيس الأمريكي «جيف زينست»، ووزيرة التجارة الأمريكية «بيني بريتزكر»، ووزير الطاقة «أرنست مونيز»، والممثل التجاري الأمريكي «مايكل فرومان»، ورئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين «جيسون فورمان».

وقال البيت الأبيض، في بيان إن الفريق الاقتصادي الأمريكي أبدى رغبة واضحة من جانب الولايات المتحدة، لتكون شريكا في مساعدة المملكة العربية السعودية في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الطموح، واتفق الجانبان على أهمية التنويع الاقتصادي وتوسيع فرص العمل في القطاع الخاص والمشاركة مع الشركات الأمريكية لتنفيذ أهداف الإصلاح الاقتصادي.

كما اجتمع «بن سلمان» مع رئيس الغرفة التجارية الأمريكية «توماس دونهيو»، وجرى خلال الاجتماع استعراض عدد من الموضوعات المتعلقة بالمجال التجاري والاستثماري بين البلدين، وبحث مواصلة تنميتها.

والتقى الأمير «بن سلمان»، بمجموعة من الطلبة السعوديين المتميزين في الجامعات الأمريكية، حيث أبدى سروره بلقاء مجموعة مشرّفة من الطلبة السعوديين، متوقعا أن يعودوا للوطن بحصيلة علمية كافية لخدمة الوطن.

ومن المقرر أن يتجه الأمير «محمد بن سلمان» إلى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا؛ حيث يلتقي بعدد كبير من شركات التكنولوجيا الأمريكية، لبحث كيفية الاستفادة من تلك الشركات في تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادية و«رؤية السعودية 2030».

ويلتقي الأمير «بن سلمان»، في محطته الثالثة في نيويورك، مع عدد من رؤساء ومديري صناديق الاستثمار الأمريكية وكبرى رؤساء الشركات المالية، ويجري مباحثات مع مديري الأسواق المالية وول ستريت ومديري كبري المصارف الأمريكية ويستعرض تفاصيل طرح 5% من شركة «أرامكو» العملاقة للنفط.

توضيح الحقيقة

أما صحيفة «الحياة»، فنقلت وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، قوله إن السعودية «بذلت جهداً أكثر من أية دولة أخرى في محاربة الإرهاب، ولا نقبل أي تشكيك في ذلك».

وكشف أن السعودية هي من طالب بنشر الصفحات السرية الـ28 للجنة 11 سبتمبر/ أيلول 2001 «لتوضيح الحقيقة».

كما اعتبر أن الولايات المتحدة «ستخسر في حال إقرار قانون رفع الحصانة عن الدول»، وفقاً لتشريع وافق عليه مجلس الشيوخ وعارضه البيت الأبيض.

وأشارت الصحيفة إلى تسليم «بن سلمان»، أول ترخيص استثماري في القطاع التجاري بملكية أجنبية 100%، إلى رئيس شركة «داو كميكال» الأمريكية «أندرو ليفيريس»، خلال استقباله في واشنطن أمس، في حضور كل من وزير التجارة والاستثمار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار الدكتور «ماجد القصبي»، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس «خالد الفالح»، وذلك بعد أيام من موافقة مجلس الوزراء على فتح مجال الاستثمار في نشاط تجارة الجملة والتجزئة لجميع الشركات الأجنبية العاملة في هذا القطاع.

ونقلت الصحيفة، عن «سلمان الأنصاري» مؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات السعودية - الأمريكية «سابراك»، أهمية الزيارة الحالية التي يقوم بها «بن سلمان» إلى أميركا، مبيناً أنها تعزز متانة العلاقات بين الرياض وواشنطن التي ترتكز على ثوابت تاريخية متينة عبّرت عنها نتائج اللقاءات التي جمعت بين قيادتي البلدين على مدى ثمانية عقود مضت.

لا تفاوض حول حج إيران

إلى ذلك، أبرزت صحيفة «المدينة»، تأكيدات وزير الحج والعمرة الدكتور «محمد بن صالح بنتن»، أن قضية حجاج إيران ليست قضية تفاوض مع حكومة إيران فيما يخص حجاجهم، وقال: «نحن في وزارة الحج والعمرة وفرنا جميع متطلبات الحج للحجاج الإيرانيين، ولكنهم لم يحضروا، وما قدم لهم مثلهم مثل بقية حجاج الدول الأخرى».

وأضاف: «نحن بدورنا هيأنا كل الخدمات للحجاج الإيرانيين منها السكن والإعاشة والصحة وكذلك الأمن وعملية التنظيم، وهذا دورنا في وزارة الحج، وليس هناك أي قضية تستدعي التفاوض عليها سوى أنهم رافضون تنفيذ التعليمات، التي التزمت بها جميع الدول العربية والإسلامية».

وتابع: «ليس هناك اجتماع آخر مع أي مسؤول إيراني في هذا الخصوص».

من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس مجلس النواب المصري «على عبدالعال»، أحال عددًا من قرارات رئيس الجمهورية بالموافقة على اتفاقيات تعاون وقروض مع السعودية إلى لجنة الشؤون الدستورية، تضمنت الموافقة على اتفاقية النقل البحري والموانئ بين مصر والسعودية، والموافقة على اتفاقية قرض مشروع توسعة محطة كهرباء غرب القاهرة بين مصر والصندوق السعودي للتنمية، واتفاقية قرض لمشروع تطوير مستشفى قصر العيني بين مصر والصندوق السعودي، وأيضا الموافقة على اتفاق المنحة الموقع في القاهرة بين مصر والسعودية.

في الوقت الذي أعلن مدير مطار «أبها» الإقليمي «فهد العدواني»، عن إضافة رحلات جديدة من وإلى المطار، بإجمالي 676 رحلة أسبوعيا، بواقع 530 رحلة داخلية، و146 دولية، وذلك بعد أعمال التطوير التي شهدها خلال الفترة الماضية.

وكشف عن انضمام شركات خطوط النيل للطيران، ونسمة للطيران، ومصر للطيران، للإضافة الجديدة، بواقع 50 رحلة إلى القاهرة أسبوعيا، ليرتفع بذلك عدد رحلات الأخيرة إلى 42 رحلة أسبوعيا من مطار أبها.

تعاون سعودي ياباني

وعلمت صحيفة «الاقتصادية» أن لجنة عمل استثمارية سعودية - يابانية مشتركة، سوف يتم تشكيلها خلال الأيام القادمة، لإنفاذ أهداف اتفاقية البلدين حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، حيث ستكون مهمة اللجنة المشتركة مناقشة أي أمور ذات صلة بالاستثمار لدى إحدى البلدين.

ونصت اتفاقية بين السعودية واليابان حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، أن على كل طرف أن يشجع استثمارات مستثمري الطرف الآخر في أراضيه بقدر الإمكان، ويسمح بدخول تلك الاستثمارات مع مراعاة حقوقه في ممارسة سلطاته وفقا لتشريعاته المطبقة بما في ذلك التشريعات ذات الصلة بالملكية والسيطرة الأجنبية، كما يمنح كلا البلدين مستثمريه كل طرف منهما بمجرد دخول الاستثمارات معاملة لا تقل أفضلية عن تلك التي يمنحها في ظروف مماثلة لمستثمريه واستثماراتهم فيما يتعلق بالأنشطة التجارية.

وأشارت الصحيفة، إلى بلوغ قيمة موجودات المصارف الخليجية المدرجة، بحسب بيانات الربع الأول من العام الجاري 7.14 تريليون ريال (1.90 تريليون دولار)، أما رؤوس أموالها فقد بلغت قيمتها 325.2 مليار ريال (86.7 مليار دولار).

وبحسب التحليل، فإن عدد المصارف المدرجة يبلغ 70 مصرفا، موزعة كالتالي: الإمارات 21 مصرفا (14 مصرفا مدرجا في سوق أبوظبي المالي، وسبعة في سوق دبي المالي)، تليها السعودية 12 مصرفا، والبحرين عشرة مصارف، والكويت عشرة مصارف، وعمان ثمانية مصارف، وقطر تسعة مصارف.

أما صحيفة «اليوم»، فأشارت إلى سعى هيئة السوق المالية السعودية، إلى الانضمام للمؤشرات الدولية بما في ذلك مؤشر «مورجان ستانلي» للأسواق الناشئة MSCI، متوقعة أن تكون هذه الخطوة ذات أثر إيجابي في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للهيئة.

وبينت أنه نحو الانضمام لمؤشر MSCI، هناك معايير عديدة لذلك، مشيرة إلى أنها تعمل مع شركة السوق المالية السعودية (تداول) على استيفاء هذه المعايير، ومن بينها تحويل الفترة الزمنية لتسوية الصفقات في سوق الأسهم من تسوية آنية (T+0) لتكون يومين بعد الصفقة (T+2) وذلك قبل نهاية النصف الأول من العام المقبل 2017.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان السعودية أوباما صحف صناعات عسكرية التحول الوطني رؤية السعودية 2030

مسؤول أممي: «محمد بن سلمان» يطلب لقاء «بان كي مون»

«أوباما» خلال استقبال «بن سلمان»: ملتزمون بالعمل مع الرياض لدعم استقرار المنطقة

صحف السعودية تترقب لقاء «بن سلمان» و«أوباما»

دول الخليج تستنكر المحاولات الإيرانية الهادفة إلى تسييس الحج

«تداول السعودية»: ننهي حاليا المعايير النهائية لسوق الشركات الصغيرة والمتوسطة

مفاوضات سعودية مع «أبل» الأمريكية

صحف السعودية: الاقتصاد يتصدر أجندة «بن سلمان» في محطته الثانية بأمريكا

الرياض: لقاء «بن سلمان» مع «كي مون» محدد قبل «القائمة السوداء» وسيعقد الأربعاء

تقييم أمريكي: «بن نايف» على حافة الموت و«بن سلمان» ملكا للسعودية قريبا

«مجتهد» و«ميدل إيست آي» يشككان في مصداقية تقرير أمريكي حول الحالة الصحية لـ«بن نايف»

«بن سلمان» يلتقي رؤساء كبرى الشركات التكنولوجية بوادي السليكون