اتفاق عشائري بمنع عائلات المنتمين لـ«الدولة الإسلامية» من العودة لمنازلهم بالفلوجة

السبت 25 يونيو 2016 06:06 ص

قال العقيد «مرضي الجميلي»، آمر اللواء الأول لمقاتلي الحشد العشائري (سُنة)، أمس الجمعة: إن «اتفاقاً تم بين الحشد العشائري وشيوخ عشائر ناحية الكرمة شرقي مدينة الفلوجة (غربي العراق) قضى بمنع عودة عوائل نازحة من الناحية انتمى أبناؤها إلى تنظيم (داعش)».

وأضاف «الجميلي» لوكالة «الأناضول»: إنه «تقرر عدم السماح للعشرات من العوائل النازحة، التي ثبت أن أبناءها كانوا منتمين إلى تنظيم (داعش) من العودة إلى منازلها في ناحية الكرمة، وسنعمل على مصادرة أملاكهم وأموالهم».

في السياق ذاته، دعا «سليم الجبوري»، رئيس البرلمان العراقي، أمس الجمعة، إلى تضافر الجهود من أجل إعادة النازحين إلى منازلهم، خصوصاً في مدينة الفلوجة وناحية الكرمة.

وقال «الجبوري»، في تصريح صحفي: إنه «لا بد من توحيد الجهود وتسخير كافة الإمكانيات لإعادة العوائل النازحة من قضاء الكرمة إلى منازلهم قبل الأول من شهر يوليو/ تموز المقبل؛ نظراً للظروف الإنسانية الصعبة والمأساوية التي يعيشونها».

وسلمت القوات العراقية، نهاية الشهر الماضي، مسؤولية الأمن الداخلي لناحية الكرمة إلى الشرطة المحلية وأبناء العشائر، بعد أقل من أسبوع على استعادتها من سيطرة تنظيم «الدولة»، في 26 مايو/أيار الماضي.

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 85 ألف شخص نزحوا من الفلوجة منذ بدء الحملة العسكرية قبل نحو شهر لاستعادة المدينة من تنظيم «الدولة».

وحسب مسؤولين محليين، فإن النازحين يعانون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية؛ حيث يجري إسكان كل أسرتين أو ثلاث في خيمة واحدة؛ لعدم توفر خيم كافية لإيواء الجميع.

الحشد يهدد السنة

من ناحية أخرى، قال مصدر عشائري لموقع «الخليج أونلاين»: إن «مليشيات الحشد الشعبي (شيعية) هددت العوائل السنية من أهالي قرية الأسود في قضاء المقدادية في محافظة ديالى، بالقتل ما لم يتركوا المنطقة خلال 3 أيام ابتداءً من أمس (الجمعة)»، مشيراً إلى أن «العوائل بدأت بالرحيل نحو منطقة الوجيهية ومدينة بعقوبة مركز المحافظة، خوفاً من إرهاب المليشيات المدعومة من قبل القوات الحكومية».

ويتعرض أبناء المكون السني في محافظة ديالى لعملية تهجير قسري وتغيير ديمغرافي للمحافظة ذات الغالبية السنية، من قبل مليشيات الحشد الشعبي الشيعية ومنظمة بدر الموالية لإيران، ويقودها هادي العامري، طيلة السنوات الماضية، بالإضافة إلى حملات تفجير للمنازل والمساجد وحرق للمزارع والبساتين، لكون المحافظة يغلب عليها الطابع العشائري السني بالإضافة إلى أنها تحاذي إيران، بينما تغض المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الطرف عن انتهاكات تلك العصابات التي طالما اشتكى الأهالي من بطشها ووثقت انتهاكاتها تقارير أممية.

وكانت القوات العراقية قد دخلت، الجمعة 23 من يونيو/حزيران الجاري، وسط مدينة الفلوجة واستعادت السيطرة على مبنى المجمع الحكومي الذي يضم مؤسسات رسمية عدة، ورفع العلم العراقي فوق المجمع الواقع في قلب المدينة.

ودعا محافظ الأنبار «صهيب الراوي» دول ومنظمات العالم إلى مد يد العون لآلاف العائلات النازحة من مدينة الفلوجة الذين يواجهون ظروفا قاسية وهم يفترشون الأرض فيما تقف حكومة الأنبار المحلية عاجزة؛ بسبب ضعف الإمكانيات لاستيعاب النازحين.

وقال «الراوي» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن الملف الإنساني ملف ضاغط يستوجب تكاتف جميع الجهود المحلية والدولية لإنهاء معاناة النازحين الذين عاشوا وذاقوا مرارة الجوع والظلم لمدة ثلاث سنوات، وهم في قبضة التنظيم الإرهابي في ظل حصار مطبق تسبب في موت المئات من السكان جوعا، بينما سقط الآلاف قتلى نتيجة القصف».

فيما طالب أهالي الفلوجة رئيس الوزراء العراقي «حير العبادي» بالكشف عن مصير أبنائهم المختطفين، الذين اختطفتهم عناصر تابعة لميليشيا «الحشد الشعبي» بعد تمكنهم من الفرار من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» وتسليم أنفسهم للقوات الأمنية العراقية.

وحمل الأهالي الموجودون بمخيم النازحين في عامرية الفلوجة، الحكومة العراقية والقوات الدولية المسؤولية كاملة في اختفاء مصير أبنائهم، مؤكدين أن الذي يحدث تأجيج للنزاع وفتح باب للاقتتال.

  كلمات مفتاحية

العراق الحشد الشعبي الفلوجة السنة ديالي الحشد العشائري الدولة الإسلامية

ما بعد الفلوجة

«العبادي»: لن نستغني عن «الحشد الشعبي» وتجاوزات معركة الفلوجة «فردية»

أهالي الفلوجة يطالبون «العبادي» بكشف مصير أبنائهم المختطفين لدى «الحشد الشعبي»

«العبادي» يعلن استعادة الفلوجة.. و«كارتر»: جزء فقط والأمر يتطلب مزيدا من القتال

القوات العراقية تسيطر على المجمع الحكومي بالفلوجة من «الدولة الإسلامية»

وزير الدفاع العراقي: «الدولة الإسلامية» يتراجع ويسيطر على 10% فقط من مساحة البلاد

ما هو الفرق بيننا وبين تنظيم «الدولة»؟

«رايتس ووتش» تنتقد تكتم العراق على تحقيقات انتهاكات «الحشد» في الفلوجة