«البترول الكويتية» تواصل سحب استثماراتها من بريطانيا وتتوسع في أوروبا

الاثنين 27 يونيو 2016 11:06 ص

قالت مصادر نفطية رفيعة المستوى في «مؤسسة البترول الكويتية» إن السوق البريطاني طارد للاستثمار البترولي خصوصًا سوق التزود بالوقود، مفندة بذلك أسباب خروج «شركة البترول الكويتية العالمية» من بريطانيا قبل عامين من محطات التزود بالوقود اختلافا عن الدول الاوروبية التي تعمل فيها.

وأضافت المصادر: أن «الكويتية» تعمل في العديد من الدول الأوروبية تحت شعار معروف عالميًا وموزعة على عدد كبير من الدول الأوروبية وأبرزها إيطاليا وهولندا وبلجيكا والدنمارك، مشيرة إلى أن مسيرة Q8 وشهرتها بين الشركات العالمية الأخرى حدت بالشركة للاستحواذ والدخول في شركات استراتيجية واعدة في مجال التكرير وتصنيع الزيوت والتزود بالوقود في دول أخرى.

وفندت المصادر أسباب خروج «الكويتية» من السوق البريطاني قبل عامين من نحو 100 محطة للتزود بالوقود لأسباب أهمها عدد محطات الوقود التى كانت تديرها الشركة مقارنة بالشركات العالمية الاخرى مثل «بي بي» أو «شل»، لافتة إلى أن العدد كان قليلاً ما انعكس على الجدوى الاقتصادية للاستثمار إجمالاً في بريطانيا.

وأشارت المصادر إلى أن السبب الآخر السوق التنافسي الكبير في مجال التزود بالوقود والذى يعتمد بشكل كبير على قوة الأسواق المركزية والأسواق العالمية التي تدير المحطات في نفس التوقيت او تستفيذ من إدارة المحطات بسبب تواجد الأسواق بجانب المحطات.

وأكدت أن خروج الكويت قبل عامين من تسويق المنتجات البترولية بأسواق التجزئة في السوق البريطانية يرجع لثلاث أسباب أولها الحصة التسويقية للكويت في السوق البريطانية كانت صغيرة للغاية إذ بلغت أقل من 1%‏ من حجم السوق البريطاني حيث كانت تمتلك 150 محطة تجزئة.

وألمحت المصادر إلى أن السبب الثاني المنافسة الشديدة من قبل ما يسمى بالهايبر ماركت، أو أسواق تجزئة ضخمة لعدة منتجات استهلاكية وغذائية مثل ما هو موجود في الكويت (لولو هايبر أو چيان أو كارفور). وبنفس المنهجية في بريطانيا توجد أسواق مركزية مثل (تسكو) و(سينز بيري) وهي أسواق مركزية لجميع المواد الغذائية والاستهلاكية وتقع على مساحات كبيرة وتقوم باستغلال جزء من مساحة الأرض الواقعة عليها لبيع منتجات بترولية (بنزين وديزل) بتكلفة منخفضة جداً وتعوضها بجذب المستهلك للشراء من أسواقها المركزية. وأوضحت ان هذه الاسواق المركزية سببت حرب أسعار وخسائر كبيرة لنشاط التجزئة لكبرى الشركات النفطية هناك الأمر الذي حدا بشركات الى التخلص من أنشطتها. وقد تسبب ذلك في زيادة الخسائر الكويتية بسبب صغر حصتها هناك.

واختمت المصادر بأن الاستثمار في زيادة حصة الكويت هناك عن طريق الشراء أو التوسع سيكون غير مجد من الناحية الاقتصادية لكون هوامش الربح منخفضة للغاية بسبب المنافسة القوية.

من ناحية أخرى كشفت مصادر نفطية رفيعة المستوى أن 80% من جحم استثمارات «مؤسسة البترول» المباشرة في بريطانيا بالدولار، وهي تدار بشكل متحفظ وآمن، مشيرة إلى أن المؤسسة تقيّم تأثير خروج بريطانيا على عملياتها حالياً، متوقعة أن التداعيات إن وجدت ستكون محدودة.

وأضافت المصادر لـ«الراي» الكويتية الخميس الماضي أن استثمارات شركة البترول العالمية (الذراع الاستثمارية العالمية لمؤسسة البترول) في بريطانيا، تنحصر في عمليات وقود الطائرات، لافتة إلى أنها بالدولار، ولا علاقة له بالسوق، مؤكدة أنه لن يكون هناك تأثير سلبي على عمليات الشركة هناك.

وفي حين أكدت المصادر عدم تأثر ناقلات النفط الكويتية بهذا الخصوص، لفتت إلى أن المتأثر الأكبر سيكون السوق البريطانية الداخلية، والمصدرين البريطانيين خصوصاً لجهة حركة التجارة مع أوروبا، حيث سيكون التأثير سيئاً عليهم مع توقعات انخفاض الجنية الاسترليني بشكل كبير.

وتابعت: «أما في الكويت فمن المتوقع أن تكون هناك عملية تهدئة للأسواق، لأن التأثيرات السلبية ستطول كل الأسواق العالمية، وليست البريطانية فقط».

وأضافت المصادر أنه لا توجد أي دولة حتى الآن لها مصلحة بخروج بريطانيا من «الاتحاد الأوروبي» عكس بريطانيا نفسها، والتي كان لديها سببان رئيسيان للخروج، الأول يتعلق بالميزانية السنوية المدفوعة للاتحاد، والثاني نسبة الهجرة الكبيرة إليها، مشددة في الوقت ذاته على أن الخسائر على المدى البعيد ستكون أكبر بكثير.

وبحسب وكالة «رويترز» في سبتمبر/أيلول الماضي، فإن «الكويتية» باعت 75 محطة بنزين في بريطانيا لشركة «مولتهارست» المملوكة ملكية خاصة ومقرها المملكة المتحدة.

وقال «جمال النوري»، رئيس شركة البترول الكويتية العالمية (كيو ايت) التابعة للمؤسسة إن الاتفاق يشمل المحطات التي يديرها فرع البترول الكويتية-المملكة المتحدة. ولم يذكر النوري قيمة الصفقة.

وبحسب وكالة الأنباء الكويتية «كونا»، فإن شركة البترول الكويتية-المملكة المتحدة انشئت عام 1986 حينما سعت مؤسسة البترول الكويتية إلى دخول السوق البريطانية. وعملت الشركة على بناء شبكتها من محطات الوقود وشراء شركات أخرى مثل «الترامار جولد ايجل ونافتا وهاي بتروليوم روب وفويل كير».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الكويت البترول النفط استثمارات البترول الكويتية الاستثمارات النفطية أوروبا بريطانيا

هل تكون كارثة القرن؟.. خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتفكك المملكة المتحدة

العقارات أكثر استثمارات العرب تضررا من خروج بريطانيا من «الاتحاد الأوروبي»

اقتصادي كويتي: الخليج سيتأثر سلبا بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

«البترول الكويتية» تدرس استخدام السندات والصكوك لتمويل مشاريعها المستقبلية

«البترول الكويتية» تتوقع انتعاش الطلب على النفط في السنوات المقبلة

الكويت لا تستبعد تأثر استثماراتها بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

الخروج البريطاني يتسبب في خسارة الصناديق الخليجية السيادية 700 مليار دولار

مسؤول كويتي: ماضون على طريق «أرامكو» في خصخصة قطاعاتنا النفطية

لن تستفيد من تقليص الفائدة.. شركات «كويتية» تجمد استثمارتها العقارية في بريطانيا