قال ناشطون أحوازيون إن السلطات الإيرانية وميليشيات «الباسيج» اعتقلت 20 مواطنا أحوازيا في مدينة البسيتين، غربي إقليم الأحواز (خوزستان حسب التسمية الإيرانية)، خلال اليومين الماضيين؛ بسبب تنسيقهم لإقامة صلاة عيد الفطر المبارك للأهالي.
وأوضح الناشطون، لصحيفة «الاقتصادية» السعودية، أن العشرات من سيارات الأمن و«الباسيج» (قوات شبه عسكرية تتكون من متطوعين من المدنيين) والمخابرات شاركت في حملة المداهمات والاعتقالات في مدينة البسيتين، واقتادت المعتقلين إلى أماكن مجهولة، مشيرين إلى أن السلطات الإيرانية ضاعفت حملة المداهمات والاعتقالات قبيل عيد الفطر؛ للضغط على الناشطين الأحوازيين، ونشر الرعب وسط المجتمع الأحوازي.
وقالوا إن المخابرات اعتقلت أحد المواطنين الأحوازيين لمجرد أنه يبيع ملابس عربية في مدينة الخفاجية غربي الأحواز، ونقلَته إلى مكان مجهول.
ونوهوا بأنه رغم المنع إلا أن المواطنين الأحوازيين احتفلوا بعيد الفطر، مرتدين الزي العربي للتعبير عن حبهم وامتنانهم لأشقائهم في الدول العربية. يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر أنه اندلعت مواجهات عنيفة بين مواطنين أحوازيين غاضبين وقوات الأمن الإيرانية في بلدة النعيمة وسط الأحواز، أمس الأول، على خلفية مقتل أحد المواطنين في مرفأ البلدة.
وقالت مصادر المكتب الإعلامي لـ«حركة النضال العربي لتحرير الأحواز» إن قوات الأمن أطلقت النار بشكل عشوائي على أحد المواطنين الأحوازيين كان على دراجة نارية فأردته قتيلا، مبررة جريمتها بعدم امتثال القتيل لأوامر الأمن بالتوقف ومعاينة أوراقه الثبوتية.
وأشار أحوازيون خلال حديثهم لـ«الاقتصادية» إلى أنه بعد مقتل المواطن خرجت مظاهرات واسعة في بلدة النعيمة للتنديد بهذه الجريمة؛ حيث حاصر المتظاهرون مبنى قوات الأمن في البلدة، وقاموا بإحراق إحدى السيارات العسكرية قبل حضور قوات التدخل السريع الخاصة التي جاءت من مدينة عسلو شرق بلدة النعيمة. واستمرت الاحتجاجات إلى وقت متأخر من البارحة الأولى، بعد ما التحق بأبناء البلدة عدد من المتظاهرين من مدينة عسلو؛ حيث أصيب خمسة مواطنين أحوازيين برصاص قوات الأمن؛ حالة اثنين منهم وصفت بـ«الحرجة».
والأحواز هو إقليم واقع جنوب غربي إيران احتلته طهران في العام 1925 بالاتفاق مع بريطانيا المستعمر السابق، ويطالب سكان الإقليم، التي تقطنه غالبية عربية، بالعودة إلى العروبة عبر دولة عربية مستقلة عن إيران.
والسبب الأقوى لاحتلال إيران لإقليم الأحواز، هو غناه بالموارد الطبيعية من النفط والغاز؛ إذ يضم حوالى 85% من النفط والغاز الإيراني، بالاضافة إلى خصوبة أراضيه التي يصب فيها نهر كارون (35 في المئة من المياه في إيران)، وهي المنتج الرئيس لمحاصيل مثل السكر والذرة، وتساهم الموارد المتوافرة في الأحواز بحوالى نصف الناتج القومي الصافي لإيران.
وكانت إيران أطلقت على الإقليم قبل خمس قرون اسم «عربستان» غير أن السلطات غيرت الاسم إلى «خوزستان»، مثلما غيرت الأسماء العربية لمدن الإقليم إلى أخرى فارسية منذ العام 1936 في عهد الشاه «رضا بهلوي».
وتأسســـت حركة «النضال العربي لتحرير الأحواز»، في العام 1999، من مجموعة من أبناء الإقليم، ثم بدأت نضالها المسلح ضد إيران في العام 2005.