محلل (إسرائيلي): حلف إستراتيجيّ جديد بين تل أبيب ومصر والسعوديّة والأردن

الخميس 21 يوليو 2016 01:07 ص

رأى مُحلل شؤون الشرق الأوسط في موقع (تايمز أوف أزرائيل) (الإسرائيليّ) وموقع (WALLA) العبريّ، «آفي أيسخاروف»، أنّه في الأعوام الثلاثة منذ حكم الرئيس «عبد الفتاح السيسي» مصر، تتحسن العلاقات بشكل ثابت بين (إسرائيل) والقاهرة.

ولكن «أيسخاروف»، استدرك قائلاً: «يبقي التحسين في العلاقات، والتنسيق الجاري في الجبهة الأمنية، سريًّا عامّةً، وبناءً على الافتراض الإسرائيلي أنّ الإعلان عنه قد يؤذي العلاقات، ولكنّ الجانب المصري، والرئيس بنفسه، يبادرون بالإعلان عن العلاقة».

 واستشهد «أيسخاروف» باعترف «السيسي» قبل عدة أشهر أنّه يتحدث من مرة إلى أخرى مع رئيس الوزراء (الإسرائيليّ) «بنيامين نتنياهو» عبر الهاتف. ووفق رأيه، فقد أنهت زيارة وزير الخارجية المصري «سامح شكري» إلى (إسرائيل) عهد السرية إلى حدًّ ما.

وتابع قائلاً: «إنّه من الممكن الآن إبلاغ العالم عندما يقوم مسؤول مصري أوْ (إسرائيلي) رفيع بزيارة نظيره في هذا التحالف. وكان الجانب المصري هو الذي قرر أنّه آن الأوان لنشر العلاقة، إنهاء السرية، والاعتراف بأنّ مصر و(إسرائيل) هم شركاء بالمجال الإستراتيجيّ في علاقة سياسية وعسكرية خاصة للدفاع عن حدودهما».

وأكد «أيسخاروف» أن تصوير «شكري» يشاهد نهائي مباريات يورو 2016 مع نتنياهو في القدس، يعزز رأيه.

 وأوضح المُحلل أنّ هذا التحالف يشمل شركاء آخرين أيضًا. الأردن جزء منه، والسعودية أيضًا، بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب، بحسب وسائل إعلام أجنبية.

وأضاف «أيسخاروف» وبناء عليه شارك مدير عام وزارة الخارجية (الإسرائيلية) مؤخرًا منصة في الولايات المتحدة  جنرال سابق سعودي بارز. وكذلك أيضًا شارك مستشار الأمن القومي السابق لـ«نتنياهو»، «يعكوف عميدرور»، منصة مع الأمير «تركي بن فيصل».

وشدّدّ المُحلل، استنادًا إلى المصادر الرفيعة في تل أبيب، شدّدّ على أنّ قرار الحكومة المصرية إعادة جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، مقابل تعهد خطي من قبل الرياض بأنها سوف تحترم حقوق (إسرائيل) في العبور الحر في مضيق تيران، هو مثال واضح لهذه العلاقة الجديدة، ولكنّه ليس الوحيد.

ووفقًا لـ «أيسخاروف»، فإن المعركة الجارية ضد خلايا تنظيم (داعش) في سيناء، حولت (إسرائيل) إلى حليفة مهمة لمصر في الحرب ضد (الارهاب الجهادي)، وهذا واضح في سماح (إسرائيل) لمصر بنشر المزيد من الجنود في سيناء، بمخالفة لشروط اتفاقية السلام من عام 1979.

وشدد المحلل على أنه بينما بالنسبة لدول سنية أخرى، الحرب ضدّ (التطرف) أصبح مركز المصالح المشتركة مع (إسرائيل)، بالنسبة للرياض تحديداً، إنّه التهديد من إيران الشيعيّة الذي حولّها إلى شريكة الدولة اليهودية.

بالإضافة إلى ذلك، رأى «أيسخاروف» أنّ قرار القاهرة إرسال وزير خارجيتها إلى القدس لم يهدف فقط لتنسيق المبادرات الأمنية، التي كانت ستستمر مع أوْ بدون الزيارات الرسمية كما هي جارية منذ 9 سنوات، وأشار إلى أنّ زيارة «شكري» تؤكّد أيضًا اللقاء المخطط في المستقبل القريب بين «نتنياهو» و«السيسي»، ورغبة مصر بأنْ تصبح قوةً إقليميةً من جديد. ويرى «السيسي»، وأيضًا العاهل الأردني «عبد الله الثاني»، والملك السعودي «سلمان»، الاضطرابات في الضفة الغربية وغزة كسوابق خطيرة لزعزعة استقرار إضافية في المنطقة.

 وأضاف «أيسخاروف»: «أدّى هذا إلى اعتبار الثلاثة دورهم في عملية السلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين كأمر مهم، ويعتقد الثلاثة أنّ المفاوضات بين (إسرائيل) ورام الله سوف تُضعف حركة حماس وتقوي السلطة الفلسطينية. ولهذا، أضاف المُحلل، لم يعبر مصر والأردن وحدهما عن عدائهما اتجاه حماس وغزة، بل أيضًا عبّرت السعودية مؤخرًا عن انتقادات رسمية لـ الحركة».

وأعلن الأمير «تركي بن فيصل» خلال عطلة نهاية الأسبوع بمؤتمر في باريس، أنّ «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أصبحا منظمات تخدم إيران، وسارعت حركة «حماس» إلى نفي تلك الإدعاءات. للتوضيح.

 ونبّه «أيسخاروف» إلى أنه بالنسبة لهذه الدول، القضية الفلسطينية ليست مصدر المشاكل في الشرق الأوسط، وهي لا تقع في رأس سلم أولوياتها، ولكنهم يريدون الهدوء والاستقرار في المنطقة من أجل محاربة إيران وتنظيم (داعش).

وشدد «أيسخاروف» على أن «السيسي» يُتابع الساحة السياسية (الإسرائيلية) عن قرب، إنّه يدرك أن الجماهير (الإسرائيلية) عامة معادية للفلسطينيين. ويؤمن فعلاً أنّه بسبب الدعم الذي يحظى به من الجماهير (الإسرائيلية). سيتمكن من إقناع (الإسرائيليين) بضرورة العملية السياسية مع الفلسطينيين. فلقد خاطب (الإسرائيليين) مباشرة في أحد خطاباته، وعلى الأرجح أنْ يفعل ذلك مرة أخرى عندما يلتقي بـ«نتنياهو».

وتساءل: هل يُمكن أنْ يُشكّل السيسي الضغوطات من أجل عقد اجتماعي ثلاث مع عباس؟

مجيباً على نفسه: «في الوقت الحالي يبدو هذا اللقاء مستبعدًا، ولكن في هذه المنطقة المجنونة، كل شيء ممكن».

وخلُص المحلل (الإسرائيلي) «أيسخاروف» في النهاية إلى أنه قبل شهرين، قال «إبراهيم عيسى»، أحد أشهر الشخصيات التلفزيونية المصرية، إنّه من المحتمل جدًا أنْ يقوم «نتنياهو» بزيارة مصر، أوْ أنْ يقوم «السيسي» بزيارة (إسرائيل) والحديث في قاعة الكنيست، تمامًا كما فعل الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» عام 1977.

المصدر | جريدة الرأي العام

  كلمات مفتاحية

تحالف جديد إسرائيل القاهرة السعودية الاردن تنظيم الدولة إيران

صحف السعودية تبرز مشاركة «بن سلمان» في اجتماع التحالف الدولي لمواجهة «الدولة الإسلامية»

ردا على «وثيقة نووي إيران».. دول الخليج: لن نركن للتطمينات وسنتحرى الأخطار المحدقة بنا

«الجبير»: لم نقم بأي عمل عدواني تجاه إيران و«حزب الله» أول منظمة إرهابية بالمنطقة

توقعات «ستراتفور» للربع 3: السعودية ستواصل دعم «السيسي» وعودة التحالف بين الإسلاميين في الأردن

مستشرق صهيوني: العرب والسعودية اقتنعوا أن إيران وليس (إسرائيل) هي الخصم

بسبب هجمات «التحالف»:تراجع عائدات «تنظيم الدولة» النفطية إلى النصف

للمرة الأولى.. سلاح الجو الأردني يشارك في ضرب معاقل «الدولة الإسلامية» جنوب سوريا

وفد سعودي بقيادة «عشقي» زار (إسرائيل) والتقى مسؤولين وأعضاء بالكنيست

«نتنياهو» من منزل السفير المصري بـ(إسرائيل): علينا أن نتشابك الأيدي ضد الارهاب

الارتماء في أحضان (إسرائيل) ليس حلا

الأردن ومصر والسلطة بينهما