لماذا تقدم «نداء تونس»؟ ولماذا تراجعت «حركة النهضة»؟

الاثنين 27 أكتوبر 2014 08:10 ص

إلى حد الآن وفي انتظار النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية التونسية التي ستعلن عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، يسجل تقدم لحركة «نداء تونس» على حساب «حركة النهضة» بفارق أكثر من «عشرة مقاعد».

وكان واضحا منذ تأسيسه في يونيو 2012، أن حزب «نداء تونس» هو بمثابة ائتلاف غير معلن بين محسوبين على حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، حزب الرئيس السابق «زين العابدين بن علي»، ونقابيين ويساريين من مختلف مشارب اليسار وبعض المستقلين.

وبحسب خطابه المعلن منذ التأسيس، كان «نداء تونس» يطرح نفسه بديلا في الحكم عن «حركة النهضة» وحلفائها في حكومة الترويكا“ التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، والمؤتمر من أجل الجمهورية.

وفي ضوء ذلك، استنفر الحزب في الحملة الدعائية للانتخابات التشريعية في الفترة بين 4 و24 أكتوبر/تشرين أول كل قواه من أجل حشد أنصاره معتمدا أحيانا على تكتيك التفزيع من خصمة وما قد يفعله من تقييد للحريات الشخصية للتونسيين في حال وصل للحكم، وهو ما أتى بثماره لدى قطاع من التونسيين رغم تطمينات النهضة المتكررة.

فلم تستطع النهضة على ما يبدو إدارة الحوار مع جهاز إعلامي نافذ قوي وقادر على التأثير الكبير في غياب سياسة إعلامية واضحة لديها، ولم تتمكن بالتالي من توجيه رسائل مقنعة لهذا القطاع من التونسيين في وجه هذه الفزاعة.

ولئن أبرزت الاجتماعات الانتخابية لحركة النهضة قدرة على الحشد الأكبر خلال الحملات الدعائية مقارنة بباقي القوى بما فيها «نداء تونس»، فإن منافسي النهضة يبدو أنهم خافوا من هذا الاستعراض للقوة وتحسبوا له من خلال تحالفات انتخابية سرية محتملة لحسن إدارة المعركة والحاق هزيمة بعدو لا ينفع معه التشتت.

ولعل ما يثبت توجه تكتيك الوحدة غير المعلن لدى ما يطلق ممثلي النظام القديم من «الدستوريين» الذين ترشحوا على قوائم حزبية متعددة، هو ما أكدته بعض المصادر المطلعة أن أحد زعامات حزب دستوري (منتسبي النظام السابق)  صوت في مركز انتخابي لم يحصل فيه حزبه الذي يدعمه على أي صوت تقريبا، ما يعني ضمنا أنة قد يكون صوت وأنصاره لنداء تونس.

وبالتالي يبدو أن هناك احتمال بأن التكتل الدستوري اليساري المناهض للنهضة قد استقر بشكل أو بآخر على تكثيف التصويت لدى حزب واحد  (نداء تونس) بهدف تفادي هزيمة أمام حركة النهضة قد تكون مكلفة.

ويذهب البعض إلى أن بعض اليساريين في بعض الدوائر قد صوتوا تصويتا مفيدا لفائدة تغيير موازين القوى لنداء تونس ما جعل هذا الحزب يحصل على أعلى نسبة من المقاعد في «مجلس نواب الشعب» القادم.

وكثيرا ما ردد متظاهرون يساريون في أنحاء عديدة من البلاد شعارات تتهم حتى رئيس الحركة «راشد الغنوشي» بدم شكري بلعيد المعارض اليساري الذي اغتاله منتسبون لتيار أنصار الشريعة في 2013 مثلما ذهبت إلى ذلك تحقيقات وزارة الداخلية.

وبحسب بعض المتابعين فإن الفشل في إدارة الملفات الاقتصادية والمطالب الاجتماعية الملحة من جانب النهضة في عهد حكومة الترويكا يبقى غير مؤثر بنفس درجة فشل إدارة معركة تشويه الصورة عبر فضائيات وإذاعات ساهم أعضاء من النهضة في توسيع دائرة تاثيرها عبر حضور غير مدروس في برامج هذه الفضائيات.

أخيرا، قد يكفي القول بأن «نداء تونس» قد وجد أكثر من حليف يناصره حتى من خارج طيفه السياسي، في الوقت الذي لم يكن هناك متاح حليف قوي مؤثر أمام «حركة النهضة» في هذه الانتخابات فواجهت منفردة أكثر من قوى سياسية، دون أن تشفع لها قاعدتها الجماهيرية لوحدها.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

تونس نداء تونس حركة النهضة

الانتخابات في منبع الربيع العربي: تركيز على "فرص العمل" وليس "الجهاد"

الإسلاميون يسعون لدور أكبر في تونس الجديدة عبر الانتخابات

انتخابات تونس تختبر الانتقال من الاستبداد للديمقراطية

النتائج الرسمية النهائية للانتخابات التشريعية التونسية

حين يحكم الفلول ـ بالديمقراطية!!

ما يحيي السياسة وما يميتها

”ما أتوقعه ولا أتمناه“ .. هكذا رأى الفيلسوف التونسي مسار انتكاس الثورة العربية في تونس

مبشرات الانتخابات التونسية ومخاطرها

«السبسي» يشيد بقناة الجزيرة ويطالبها بالصبر على تونس فى الفترة الحالية

رجل الأعمال القبطي «نجيب ساويرس»: أنا مسلم أكثر من «الإخوان» أنفسهم!

الحرس القديم في تونس يخوض معركة جديدة في انتخابات الرئاسة

«حركة النهضة» التونسية... الإنصاف والعبرة

تونس: «النداء» و«النهضة» تعايش أم تحالف؟

تونس: فرصة أخرى لخيارات ”الاعتدال‎“

حركة النهضة تختار المشاركة في الحكومة الجديدة في تونس

«النهضة»: «نداء تونس» رفضت مشاركتنا في حكومة «الحبيب الصيد»

رئيس حركة «مجتمع السلم» بالجزائر: نصحنا النهضة بالمشاركة في الحكومة التونسية

انقسام في صفوف حركة «نداء تونس»؟

«النهضة» التونسية تتجه إلى تغيير اسمها والتحول تدريجيا إلى حزب سياسي