”ما أتوقعه ولا أتمناه“ .. هكذا رأى الفيلسوف التونسي مسار انتكاس الثورة العربية في تونس

الاثنين 3 نوفمبر 2014 07:11 ص

كتب الفيلسوف التونسي «أبو يعرب المرزوقي» مقالاً عن توقعه لتطورات المشهد السياسي التونسي وعلاقته بالتغيرات الإقليمية الكبرى في أعقاب الصراع المحتدم بين الثورة العربية والثورة المضادة عليها. ورغم أن الفكرة التي طرحها «أبويعرب» ذكرها من قبل في أكثر من مناسبة إلا أنه يكتسب دلالة وسياق جديد مختلف بعد نتائج الإنتخابات التونسية الأخيرة.

وبعد أن افتتح المقال بـ”التقريع“ لقيادات تونس الثورية والإسلامية بسبب عجزها في تجربة الحكم واخفاقها في التكتيك والتوقع وقراءة المشهد، كتب «أبو يعرب» في خمس ملاحظات وخمس تعقيبات بعدها توقعاته في النقاط التالية:

أولاً:

أن «نداء تونس» يسعى لإقصاء النهضة ولن يشركها مهما تقربت أوتنازلت إلا بشروط تجعل من قيامها مستقبلا مستحيلاً لأن تحالف النداء والجبهة الشعبية التونسية أعلن موقفهما مسبقا ضد الثورتين المصرية والسورية بتأييد «السيسي» و«بشار الأسد» وهو مايجعل موقفهم من الثورة التونسية مفهوما.

ثانياً:

أنه يتوقع التحالف بين النداء والجبهة بمقتضى الأيديولجيا والبرامج، لأن الأخيرة لاتحترم برنامجها ومبادئها وهي متحالفة مع «السبسي» حتى قبل الانتخابات «وهي أكثر ليبرالية منه لأنه ليبرالي قديم في حين أنها من اليسار اليتيم الذي استعاض الديموقراطية الشبعية بالديموقراطية البرجوازية بل هم أكثر تبرجزا من اليمين التونسي التقليدي»، بحسب «المرزوقي».

وتوقع أن تبدأ مغازلة «السبسي» للجبهة بإرجاع العلاقات مع سوريا بعد أن قطعها الرئيس «المنصف المرزوقي» بالتوافق مع الترويكا الحاكمة، وأن يكون للجبهة دور الحليف الثقافي لنداء تونس بصيغة التنوير العلماني ضد ”الظلامية الإسلامية“ التي شاعت في عالمنا العربي.

ثالثاً:

سيجد نداء تونس والسبسي – خاصة في حال فوزه بالرئاسة – نفسه مدفوعا للقضاء على الإسلاميين ليس فقط لأسباب داخلية تونسية ولكن ليكون جزءً من التحالف الإقليمي والدولي ضدهم وهو مايعطيه شرعية دولية وتحالف واسع.

رابعاً:

وأكد على ذلك بالقول أن تاريخه يثبت أنه يتماهى مع الموجة الدولية مثل دعمه للثورة الليبية حين كان العالم يقف ضد «القذافي» ويطالب برأسه.

خامساً:

وهو مرتبط بالنقطتين السابقتين، فإذا كان الحلف الحالي هو في الحقيقة تحت المظلة الأمريكية الإسرائيلة، «فإن الانقلاب في مصر ومسعى حفتر قد يجعل دولة إسرائيل تمتد إلى حدود تونس: السيسي وحفتر خدم لدى إسرائيل. فالنظام المصري أصبح بوضوح تحت الحماية الإسرائيلية وإلا لما صمد انقلاب السيسي إلى هذا الحد أمام بطولة الشعب المصري التي لم تحرك الرأي العام الدولي بسبب دور اللوبيات الإسرائيلية».

السيسي .. حفتر ... السبسي

وإذن فدولة إسرائيل أصبحت على حدود ليبيا. وبنجاح «حفتر» ستصبح على حدود تونس. وبنجاح جماعة «السبسي» ستمدد سلطانها إلى حدود تونس علما وأنها قد بدأت منذ أن تكربلت السياحة وتسامحت الداخلية لدخول سواح صهاينة فصارت مدخلا للتطبيع العلني.

لذلك فالغرب عامة وأمريكا خاصة قد سمحا للسيسي بأن يتدخل في ليبيا وأحجمت الجزائر عن الرفض الصريح إما خوفا أو تواطؤا إذ قد يكون الجنرالات هم بدورهم مع الحلف. ومعنى ذلك أن قرار القضاء على الثورة في الوطن العربي كله بات محسوما وأن «السبسي» لن يحتاج إلى أن يشترط عليه -لأنه راغب- أن يساعد «حفتر» وأن يحاصر الإسلاميين والليبيين خاصة والجبهة معه في ذلك: وهو ما سيتح له خزائن ممولي «السيسي».

وكان «المرزوقي» قد اعتبر من قبل أن ما حدث في تونس مؤخراً انقلاب ضمن المجموعة الحاكمة لإستعادة النفوذ من «بن علي» وأسرته انتهازا لفرصة الانتفاضة الشعبية. بخداع النهضة بنفس الطريقة التي حدثت في مصر– وطالب بتوحيد معركة الثورة لتكون إقليمية عامة وعدم توقع أن حماية الثورة قد تكون بحيازة رئيس أو أغلبية بل بلوغ الثورة غايتها بأن تضم كل الثوار العرب المسلمين السنة ولو على مستوى الاعداد انتظاراً لمعركة الثورة الحاسمة التي تجعلها التطورات الليبية الأخيرة قريبة.

وتوقع أن يحدث السيناريو الأسوأ بأن يلجأ فلول «بن علي» ليس إلى السيناريو المصري المكشوف في الانقلاب بنزول الجيش للشوارع بل بالأمن الذي يتخلى عن حماية مؤسسات الدولة فتحلتها حركة شارعية كان يجري الترتيب لها قبل فرض الحوار الوطني وقد تركوها لأن الحوار حقق لهم المطلوب بأدوات السياسة الناعمة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أبويعرب المرزوقي تونس حركة النهضة نداء تونس الثورة المضادة السيسي حفتر السبسي

الأموال الخليجية حاضرة في انتخابات تونس

لماذا تقدم «نداء تونس»؟ ولماذا تراجعت «حركة النهضة»؟

«الغنوشي» عقب الإدلاء بصوته: علينا الحفاظ على شعلة الحرية وأن نمضي بها إلى الأمام

انتخابات تونس تختبر الانتقال من الاستبداد للديمقراطية

الإعلان في تونس عن تشكيل تكتل سياسي عربي «للدفاع عن الثورات والديمقراطية»

المرزوقي: السعودية والإمارت تعاديان الثورات ولن نخضع لأي إملاءات

تونس العلمانية .. إسلامية أيضاً!

النهاية المدهشة للحرب الباردة!

تونس تؤجل إعادة الانتخابات بعد طعن «المرزوقي» على نتائج الجولة الأولي

تونس: حكم غيابي بسجن المخلوع «بن علي» وصهره وأحد وزرائه 10 سنوات