«يديعوت أحرونوت»: إيران و«حزب الله» يجريان مباحثات غير مباشرة مع (إسرائيل)

الاثنين 5 سبتمبر 2016 01:09 ص

كشفت مصادر صحفية إسرائيلية عن مباحثات غير مباشرة بين إيران و«حزب الله» من جانب و«إسرائيل» وجهاز مخابرات غربي، من جانب آخر، لحل لغز مساعد الطيار الإسرائيلي المفقود منذ ثلاثين عاما، «رون أراد»، الذي ترك طائرته فوق الأجواء اللبنانية واختفى منذ ذلك الحين.

جاء ذلك في خطوة غير مسبوقة، حيث سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، بنشر ذلك الخبر، اليوم الاثنين.

من جهته، قال محلل الشؤون الأمنية والاستخبارية في الصحيفة، «رونين بيرغمان»، نقلا عن مصادر غربية، وصفها بأنها رفيعة المستوى، إنه بالمقابل تعهدت «إسرائيل» بالعمل على معرفة مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختفوا في بيروت عام 1982، واتهمت طهران تل أبيب بأنها هي المسؤولة عنهم.

وأوضح المصدر الغربي الرفيع، على حد زعم الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن أفراد «حزب الله» قاموا بأعمال حفريات في المكان الذي يتوقع أن يكون قد دفن فيه مساعد الطيار «أراد»، وقاموا بإيصال عظام إلى «إسرائيل» عبر الطرف الغربي، وفي تل أبيب، قامت الأجهزة ذات الصلة، بنقل العظام إلى معهد التشريح العدلي في أبو كبير، لإجراء فحوصات الحمض النووي، لكن المصادر الغربية شددت على أن جميع العظام التي أرسلها «حزب الله» لـ«إسرائيل»، عبر طرف ثالث، لم تكن لمساعد الطيار المفقود.

وقال الصحيفة إن أعمال «حزب الله»، تمت تحت إشراف «الحرس الثوري» الإيراني، الذي اجتمع عناصره في قبرص مع ممثلين أمنيين إسرائيليين، عن طريق طرف ثالث، على حد تعبير المصادر الغربية التي اعتمدت عليها الصحيفة العبرية.

وأكدت الصحيفة أن «حزب الله» أبلغ «إسرائيل» عن طريق الوسيط الغربي بأنه حتى اللحظة لم يتمكن من تحديد مكان دفن «أراد»، ولكنه وعد بالاستمرار في البحث عن المكان حتى يجد حلا للغز الذي يشغل الإسرائيليين منذ ثلاثة عقود.

وأوضحت «يديعوت أحرونوت» في تقرير نشرته تحت عنوان «نهاية اللغز» أن تقريرا استخباريا سريا قامت به لجنة سرية خاصة شكلت برئاسة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية حينذاك «زئيف فركش» أن معلومات استخبارية على درجة عالية من الصدقية أشارت إلى أن ملاح الطيران الإسرائيلي «أراد» أعيد من إيران إلى لبنان في أواسط سنوات التسعين واحتجز في مقر تابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني وتوفي على ما يبدو نتيجة مرض.

وكان رئيس شعبة الاستخبارات قد أوصى بالإعلان عن «أراد» بأنه ليس على قيد الحياة ومكان دفنه غير معروف إلا أن رئيس الوزراء حينذاك «أرئيل شارون» رفض ذلك.

وجاءت المعلومات التي وصفتها الصحيفة بأنها مؤكدة من مصدر استطاعت الاستخبارات الإسرائيلية تجنيده، وتعتبر شهادته من مصدر أول، وقالت إنه رأى «أراد» في لبنان وفي إيران. وحسب تقرير اللجنة الاستخبارية فإن «أراد» توفي في المكان الذي احتجز فيه في منطقة البقاع اللبنانية عام 1994، نتيجة مرض على ما يبدو.

وأشار تقرير اللجنة إلى أن السفير الإيراني في برلين أبلغ الاستخبارات الألمانية التي كانت تقود الوساطة بين الجانبين عن نهاية جهود الوساطة بشأن «أراد، وبالتوازي مع ذلك أصدر المرشد الأعلى الإيراني «خامنئي» قرارا بأن إيران لن تتدخل في قضية «أراد».

وبحسب الصحيفة العبرية، أشارت التقديرات الإسرائيلية بأن «أراد» وقع في أيدي الإيرانيين وحاولت الضغط لاستعادته وعرضت صفقة مع إيران لتبادل جواسيس بوساطة الاستخبارات الألمانية، ومارست ضغوطا على الأمين العام لـ«الأمم المتحدة»، ولكن كل الجهود باءت بالفشل.

ولفتت الصحيفة أيضا إلى أنه في عام 1992، بعد فترة قصيرة من توليه رئاسة الحكومة، توجه «يتسحاك رابين» إلى المستشار الألماني «هيلموت كول» وطلب منع مساعدة جهاز الاستخبارات الألماني، فاستجاب «كول» وأوكل مهمة الوساطة إلى «بيرند شميدباور»، وقام الوسيط الألماني بإجراء اتصالات مع الإيرانيين فقاموا بدورهم بتعيين «حسين موسويان سفير إيران في ألمانيا مسؤولا عن الملف.

وحصلت في وقت لاحق عمليتا اغتيال استهدفت معارضين إيرانيين في ألمانيا وفرنسا، اعتقل فيهما عدد من الوكلاء الإيرانيين. وبحسب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، الجنرال «فركاش»، فإن إيران احتفظت بـ«أراد» مدة طويلة ونقلته إلى الأراضي الإيرانية عام 1990 واحتجز في مكان سري، فيما نفت إيران حينذاك أي علاقة لها بـ«أراد».

وفي 1994 اختطف «ديراني» على يد «إسرائيل»، وخشي الإيرانيون بأن تدينهم اعترافاته فقرروا إعادته للبنان، وخلصت المصادر الغربية والإسرائيلية إلى القول إنه لا توجد معلومات قاطعة حول وفاة «أراد»، ولا مكان دفنه، ولكنها شددت على أن خبراء الاستخبارات أجمعوا على أمانة المعلومات الاستخبارية، وجميعهم على قناعة أن أراد ليس على قيد الحياة.

يشار إلى أن تقريرا استخباريا  إسرائيليا كان قد خلص إلى أن «أراد»، بقي على قيد الحياة 9 سنوات على الأقل بعد وقوعه في الأسر (حتى عام 1993 على الأقل)، وتوفي بعد ذلك نتيجة لمرض على ما يبدو.

المصدر | زهير أندراوس، رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل حزب الله الحرس الثوري لبنان العلاقات الإيرانية الإسرائيلية

«خامنئي»: علاقة السعودية مع (إسرائيل) خنجر في ظهر الأمة الإسلامية

«نتنياهو»: (إسرائيل) الآن أقل عزلة.. و«ليبرمان»: مصر الحليف الأكثر أهمية

مستشرق صهيوني: العرب والسعودية اقتنعوا أن إيران وليس (إسرائيل) هي الخصم

السفير الإيراني بلبنان:(إسرائيل) تختطف 4 من دبلوماسينا منذ 1982

روسيا بين «إسرائيل» وإيران

رئيس لجنة الدفاع بالكنيست: الصراع السوري يدخل مرحلة لا يمكن التنبؤ بها

السفير الأمريكي السابق بالعراق: الملك «عبد الله» طالب أمريكا بإسقاط النظام الإيراني