خطة قطر لتغيير صادرات النفط

الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 12:11 ص

رأت مؤسسة «بيزنس مونيتور إنترناشيونال» البريطانية أن خطة قطر الرامية إلى التحوّل من تصدير المكثفات النفطية إلى تصدير البنزين الخام «النافتا» لن تحقق سوى فوائد محدودة؛ نتيجة تراجع الطلب العالمي واستمرار انخفاض الأسعار.

وتخطط شركة «قطر العالمية لتسويق البترول المحدودة» – المعروفة باسم تسويق - لخفض صادرات المكثفات بنسبة 150 ألف برميل يوميًا خلال العامين المقبلين. وتتطلع قطر إلى معالجة كميات أكبر محليًا، مُستبدلة صادرات المكثفات بصادرات «النافتا» ومنتجات نهائية خفيفة عالية القيمة بحسب ما صرح به مدير قسم التسويق بالشركة «إبراهيم السليطي».

وتُعدُّ قطر واحدة من أكبر الدول المُصدرة للمكثفات على الصعيد العالمي، وينعكس قرارها بخفض صادرات المكثّفات على التخمة الموجودة في سوق المكثفات. وتُعدُّ المنافسة المتزايدة داخل الشرق الأوسط أحد أبرز العوامل وراء هذه التخمة، فضلاً عن دخول الولايات المتحدة السوق بقوة كمنافس كبير واعد.

ونجحت إيران، في ظل العقوبات المفروضة على صادراتها النفطية، في رفع إنتاجها وصادراتها من المكثّفات؛ حيث أنها لا تخضع للحظر. ووفقًا لبيانات إدارة الجمارك الإيرانية؛ فإن طهران قامت بتصدير 525 ألف برميل يوميًا في الربع الأول من العام الجاري (بحسب التقويم الإيراني 21 مارس/آذار - 22 يونيو/حزيران) بزيادة فاقت أضعاف الأعوام السابقة. وكانت وجهة الجزء الأكبر من هذه الكميات إلى آسيا - وجهة التصدير الرئيسية لقطر – ما سبب ضغطَا كبيرًا على الأسعار، ومن ثمّ دفعها للهبوط متسببًا في البيع بخصومات كبيرة على جميع المنتجات القطرية.

وبحسب مؤسسة «بيزنس مونيتور إنترناشيونال» فإنه من المقرر أن تشهد دولا خليجية من بينها المملكة العربية السعودية نموا كبيرا في إنتاج النفط الخام والمكثفات. كما أن ارتفاع الطلب الداخلي سوف يشكل جزءا كبيرا من الاستهلاك داخل المنطقة نفسها، وتتوقع المؤسسة أن يؤدي نمو الصادرات إلى تراجع ملحوظ في الإنتاج. ومع ذلك، فإن الزيادة المُطردة في الكميات التي تستهدف الأسواق الآسيوية سوف تزيد من الضغط على الصادرات القطرية.

وأضافت المؤسسة البريطانية أن نمو الصخر الزيتي الأمريكي هو الورقة الكبرى التي قد تغير مسار اللعبة. ومن المتوقع أن يتجاوز إنتاج الصخر الزيتي مليون برميل يوميًا في 2014، في حين يبدو النمو مستمرًا دون عائق، وإن تراجع معدله. وتتوقع المؤسسة زيادة الإنتاج بمعدل سنوي حوالي 4.2% على مدار الخمس سنوات المقبلة في ظل إنتاج الصخر الزيتي المحرك الأساسي للنمو.

ومع استمرار الحظر على صادرات النفط الخام والارتفاع المحدود على الطلب المحلي؛ فإن صادرات المكثّفات توفر مُتنفسًا مُهمًا للارتفاع المتزايد في الإمدادات الأمريكية. ومنحت «وزارة التجارة» الأمريكية في عام 2014 شركتي «بايونير ناتشورال ريسورسيز» و«انترابرايز برودكتس» دعما قانونيا لتصدير مكثّفات النفط الخام المركز. ويُعدّ التركيز شكلاً أساسيًا للمعالجة أكثر مما كان مسموحًا في السابق، كما يمثل القانون تخفيفًا متواضعًا بل جوهريًا لحظر التصدير.

وبموجب القانون الأمريكي فإن أي شركة يمكنها تصدير مكثفات خام شريطة أن تفي بالمتطلبات كما فعلت «بايونير ناتشورال ريسورسيز» و«انترابرايز برودكتس»، وعلى أرض الواقع؛ فإن هذا أمر مقعد؛ لأن قانون وزارة التجارة لم يتحدث صراحة. ورغم ذلك؛ فإن هناك شركات عديدة تعمل جنبًا إلى جنب مع الشركتين السالفتي الذكر لفهم تلك المتطلبات. وأعلنت شركة «بي إتش بي بيليتون» التعدينية في نوفمبر الجاري أنها ستقوم بتصدير 650 ألف برميل يوميًا من المكثفات الخام المركزة، وستكون هي أول شركة تُقدِم على تلك الخطوة بدون دعم مباشر من «وزارة التجارة" الأمريكية».

ورغم أن التأثير المباشر قد يكون محدودًا نسبيًا؛ إلا إن «بيزنس مونيتور إنترناشيونال» تتوقع زيادة جوهرية في صادرات المكثفات الأمريكية خلال السنوات المقبلة. ومن المتوقع أيضًا أن تأخذ تلك الصادرات طريقها صوب أسيا.

ويهدد الارتخاء في سوق المكثفات الآسيوي كلا من ارتفاع الأسعار والسيطرة على سوق الصادرات القطرية. ورغم ذلك؛ ترى المؤسسة أن تغيير الوجهة القطرية نحو «النافتا» تواجهه نفس الرياح العكسية.

وردًا على إنتاج المكثفات المتزايد في الولايات المتحدة؛ يقوم المستهلكون الأسيويون الرئيسيون – الصين وكوريا الجنوبية – بزيادة قدرة تكسير المكثفات لأعلى مستوياتها. ومن المتوقع أن ترفع هذه القدرة الإضافية حوالي 500 ألف برميل يوميًا خلال السنوات الثلاث المقبلة، ما ينعكس على زيادة كميّات «النافتا» التي يتم إنتاجها محليًا.

وتتطلع دول أخرى في الشرق الأوسط - من بينها السعودية والإمارات - إلى تنويع الصادرات بعيدًا عن النفط الخام والمكثفات، والتوجه نحو منتجات نهائية خفيفة متنوعة؛ بما فيها البنزين الخام «النافتا»، وتُعدّ أسيا أيضًا أسواقهم التصديرية المستهدفة في المقام الأول، الأمر الذي يسلط الضوء على صورة المعروض الأكثر وفرة في المنطقة.

وتشكك المؤسسة في قوة نمو الطلب مستقبلاً. ويستخدم البنزين الخام على نطاق واسع كمادة وسيطة في عمليات البتروكيماويات لإنتاج الإثيلين والأوليفينات الأخرى (الألكينات: هيدروكربون غير متشبع). ومع ذلك، فإنه يتعرض لضغط متزايد من المواد الخام البديلة؛ وخاصة الإيثان وأنواع الغاز الطبيعي المُسال (البوتان والبروبان). القضية تكمن في العائد؛ حيث إن عائد «النافتا» أقل بكثير من عائد الإثيلين، وحوالي 30% من وزنه في مقابل 37-80% للإيثان وأنواع الغاز الطبيعي المُسال.

وردًا على التحول في ديناميكيات الأسعار، فقد بدأت كبرى شركات البتروكيماويات في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط عملية تحوّل بشكل ملفت إلى المواد الأولية للنفط والغاز الطبيعي المُسال. وتضم الأمثلة التي حدثت مُؤخرًا شركة «إنيوس» في المملكة المتحدة، وشركة «سابك» السعودية؛ والتي تُعدُّ أكبر منتج للإثيلين عالميًا. وقد أكملت الولايات المتحدة أربع وحدات جديدة لتكسير الإيثان مع استهداف ثمانية آخرين بحلول عام 2017.

المصدر | إيما ماكليفي - إنيرجي جلوب

  كلمات مفتاحية

قطر السعودية إيران الولايات المتحدة النفط أسعار النفط انخفاض أسعار النفط

إيران تسحب من صندوق الثروة السيادية لتعويض هبوط إيرادات النفط

إيران تستعين بقطر في مواجهة أزمة تراجع أسعار النفط

أمير قطر يؤكد أن اقتصاد بلاده لم ولن يتأثر بهبوط أسعار النفط

«ستاندرد آند بورز»: اقتصاد قطر والإمارات أقل عرضة لمخاطر انخفاض أسعار النفط

«أوبك» تترنح!!

"طغاة النفط" في مأزق أقوى مما توقعناه!

«أوبك» تتوقع انخفاض إنتاجها في 2015 ليصل إلى 29.5 مليون برميل يوميا

النفط يواصل تراجعه وسط تكهنات بشأن نتائج اجتماع أوبك

النفط مرّ من هنا

هل ينعش النفط الرخيص اقتصاد العالم؟