دعت إيران إلى تعزيز التعاون بين طهران وقطر في تنسيق الجهود لوقف هبوط أسعار النفط، حسبما ورد بوكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا»، إضافة إلى وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية.

ووفقا للوكالتين فإن وزير النفط الإيراني «بيجان نمدار زنغنه» قد زار قطر أمس الإثنين، وسلم الأمير القطري «تميم بن حمد» رسالة من الرئيس الإيراني «حسن روحاني» تدعوه فيها إلى التعاون من أجل «جلب الاستقرار إلى سوق النفط العالمية».

من ناحية أخرى، كان الكاتب الأميركي المتخصص بشؤون الشرق الأوسط «توماس فريدمان»، قد أكد تصاعد ما أسماها «حرب النفط» التي تشنها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ضد روسيا وإيران، وأنهما ستتمكنان قريبا من إغراق بوتين وخامنئي في خضم أزمة النفط، على حد تعبيره. 

واستدل الكاتب الأميركي، في مقال سابق له نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أواخر الشهر الماضي، على ذلك بما حدث سابقا من إغراق الاتحاد السوفييتي حتى الموت، وذلك بخفض أسعار البترول العالمية إلى مستويات متدنية للغاية، ما كان كفيلا بإحداث العجز المطلوب في ميزانية موسكو وطهران ومن ثم إفلاسهم.

تأتي هذه التحليلات لتفسر بدورها القرار الإيراني الأخير، في الاستعانة باقتصاد قوي ومتماسك كالاقتصاد القطري، والذي تؤكد دراسات مختلفة أن ميزانيته لن تتأثر كثيرا بموجة الانخفاضات المتواصلة لأسعار النفط العالمية مؤخرًا، لكون الدولة الخليجية الغنية تعتمد في مواردها على مصادر متتعددة.

هذا وتنتاب المسؤولين الإيرانيين حالة كبيرة من القلق إثر التهاوي المستمر في أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة، حيث عقدت الحكومة واللجنة الاقتصادية لمجلس النواب عدة جلسات لدراسة تأثير انخفاض سعر النفط على الاقتصاد وعجز الميزانية والحلول الممكنة لمواجهتها.

وتحتسب أسعار النفط فى الموازنة الإيرانية الحالية عند 100 دولار للبرميل، غير أن تقديرات الخبراء تشير إلى أن الاقتصاد الإيراني سيواجه عجزا في الميزانية لأسعار أقل من 126 دولاراً لكل برميل من النفط، وأفادت مجلة «إيكونوميست» البريطانية أن روسيا وإيران وفنزويلا ستتضرر من انخفاض أسعار النفط إلى أقل من 100 دولار، والأسعار المطلوبة هي لروسيا 100 ولفنزويلا 120 ولإيران 140 دولارا لكل برميل، وفي حال هبوط أسعار النفط إلى مستويات أقل من تلك فستواجه هذه الدول عجزا كبيرا في ميزانيتها.

فى هذا السياق يشن المسؤولون الإيرانيون حملة شرسة ضد المملكة العربية السعودية بسبب ما وصفوه بسياسة المملكة فى حرق وتخفيض أسعار النفط ، واتهم «محمد باقر نوبخت»، المتحدث باسم حكومة حسن روحاني المملكة العربية السعودية بالتعاون مع من وصفهم بـ«الأعداء» لتخفيض سعر النفط، وجاء في تصريحات المسئول الإيراني قوله  «يحاولون أن يضغطوا علينا، وللأسف بعض دول المنطقة التي تعتبر نفسها إسلامية تتعاون مع الأعداء لتخفيض سعر النفط، وسببت الديكتاتورية العالمية بانخفاض إنتاج إيران من النفط من 4 ملايين برميل إلى مليون برميل يومياً فقط«.

ووفقاً للخبراء فإن المملكة العربية السعودية تمتلك القدرة على تحمل الانخفاض في أسعار النفط بأكثر مما تمتلكه إيران، حيث تمتلك المملكة فوائض نقدية تسمح لها بالحفاظ على معدل ثابت للإنفاق الحكومي لمدة 3 سنوات على الأقل، وهو ما لايتوفر لإيران التي لا تزال ترزح تحت طائلة العقوبات الأمريكية والأِوربية.