أغلقت قوات الجيش والشرطة ميدان التحرير، اليوم الأحد، لليوم الثاني على التوالي، بعد محاولة عدد من الحركات الثورية دخول ميدان التحرير والاعتصام به مساء أمس، اعتراضا على الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة ببراءة الرئيس الأسبق «حسني مبارك» ووزير داخليته «حبيب العادلي» وستة من مساعديه الذي ظهروا في الفضائيات المصرية يشيدون بإجهاض الجيش لثورة 25 يناير.

وجاء هذا في أعقاب قتل قوات الشرطة والجيش مواطنين في ميدان التحرير وإصابة 9 آخرين بالرصاص واعتقال 85 من المتظاهرين الذين خرجوا مساء السبت للتظاهر بالقرب من ميدان التحرير (ميدان عبد المنعم رياض) الذي أغلقته مدرعات الجيش وقامت بتفريق المتظاهرين بالقوة والغاز المسيل للدموع وغلق كوبري أكتوبر ومحطة مترو جمال عبد الناصر.

وتزامن هذا مع نشر قوات ضخمة الشرطة في الميادين الأخرى وخارج جامعات مصر للتصدي لمظاهرات الطلاب، واقتحمت قوات الشرطة عدة جامعات منها جامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة لفض مظاهرة طلابية منددة ببراءة «مبارك» بعد انطلاق مظاهرات طلابية في عدد من الجامعات المصرية اعتراضا على تبرئة المخلوع.

واندلعت مظاهرات طلابية في عدة جامعات مصرية ورفع الطلاب بجامعة القاهرة «شارات رابعة»، ورددوا هتافات منها: «مش هانسيب الحق.. فاهمين ولا لأ»، و«يسقط يسقط حكم مبارك»، و«الداخلية بلطجية».

وقال الدكتور «حسام عبد الغفار»، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن شخصين قتلا وأصيب 9 آخرين بينهم حالات حرجة، في الاشتباكات التي وقعت بميدان عبد المنعم رياض بوسط القاهرة أمس السبت.

وجاءت المصادمات بين الأمن والمتظاهرين، بعدما عاد ثوار يناير لميدان التحرير من جديد بعد غلقه أمامهم منذ أحداث 30 يونيو، ومنعهم من التظاهر فيه بأوامر السلطات الحالية، حيث احتشد المئات تحت هتافات وشعارات واحدة بميدان عبد المنعم رياض بالقرب من ميدان التحرير رفضًا لأحكام براءة المخلوع «حسني مبارك» ونجليه ووزير داخليته ومعاونيه، واعتبر بعضهم هذا «بروفة» لثورة جديدة تزيل أركان نظام «مبارك» الذي لا يزال يحكم.

واحتشد قرابة ألف شخص قرب ميدان التحرير ورددوا هتافات «يسقط حكم العسكر» و«الشعب يريد إسقاط النظام»، كما رددوا شعارات ضد «مبارك» والرئيس «عبدالفتاح السيسي»، وهتافات معادية للداخلية ومتوعدة باستكمال ثورة يناير والقصاص من الشهداء.

واعتدت قوات الشرطة على المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه والرصاص الخرطوش، مما أدى إلى تفريقهم في الشوارع الجانبية للميدان، ورد متظاهرون بإطلاق ألعاب نارية وجرت عمليات كر وفر أغلق بموجبها شارع الجلاء القريب من الميدان.

وقال اللواء «علي الدمرداش»، مدير أمن القاهرة، إن قوات الأمن ألقت القبض على 85 متظاهرا، بينهم فتاة، خلال تظاهرات اندلعت، مساء السبت، بميدان عبد المنعم رياض، احتجاجا على أحكام براءة «حسني مبارك» ونجليه ووزير داخليته ومساعديه، فيما قال مصدر بالشرطة أن الداخلية تعلمت من أخطاءها ولن تسمح للمتظاهرين بكسر الشرطة مرة أخري كما حدث في 25 يناير.

وقالت وزارة الداخلية إن الأجهزة الأمنية فرقت المظاهرات في ميدان عبد المنعم رياض بعد اندساس عناصر من جماعة «الإخوان» إليها وتعديهم على رجال الأمن، فيما قالت أن شباب الأندية (التراس) انضموا للمتظاهرين.

وكانت عدد من الحركات السياسية، أبرزها: «التحالف الوطني لدعم الشرعية» و«حركة طلاب ضد الانقلاب» و«6 إبريل» و«مجلس أمناء الثورة»، قد دعت الشعب المصري للانتفاض رفضًا لأحكام البراءة والمطالبة بإسقاط نظام «مبارك» والقصاص من الشهداء.

وقال «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، في تدوينة له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إلى التحرير .. مع أسر شهداء 25 يناير والمصابين».

وطالب «مجلس أمناء الثورة»، في بيان له، جميع الثوار باختلاف انتماءاتهم، بالاحتشاد في التحرير، وختم بيانه قائلا: «الجدع جدع والجبان جبان واحنا ياجدع راجعيين للميدان».

فيما صرحت «حركة شباب ضد الانقلاب» أن أعضائها يتواجدون بالفعل في ميدان التحرير مع أهالي الشهداء، مؤكدةً أنها تشارك دون رفع أعلام للحركة أو استخدام أي هتاف يفرق المشاركين.

وأضافت الحركة في بيانها الصادر على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «ندعو الجميع للالتفاف حول قضية الوطن، قضيتنا الآن قضية إنسانية ووطنية قبل أن تكون سياسية».

وكانت أبرز الهتافات في التحرير كانت: «يسقط يسقط حكم العسكر.. يسقط يسقط حسنى مبارك»، «ياللي بتسأل إحنا مين .. إحنا شباب 25 .. ورجعنالكم مش خايفين»، «يانجيب حقهم.. يا نموت زيهم»، «يا شيهيد ارتاح ارتاح.. واحنا نكمل الكفاح»، «إيد واحدة»، «الشعب يريد إسقاط النظام»، مطالبين بإسقاط النظام وحكم العسكر وإعادة محاكمة المخلوع والقصاص للشهداء.

وذكرت صفحة حركة «6 أبريل»، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، خبرا طريفا عن مواطن خرج للاحتجاج بملابسه الداخلية فاعتقلته الشرطة رغم ذلك لأنه احتج علي براءة «مبارك»، وقالت أن قوات الأمن ألقت القبض على أحد النشطاء السياسيين، ويدعى «محمود حسين»، في شارع فيصل بالجيزة بعدما نزل محتجا بملابسه الداخلية.

وأضافت الصفحة، التابعة لحركة «شباب 6 أبريل»، أن «حسين» ألقي القبض عليه لنزوله الشارع بالملابس الداخلية، اعتراضًا على الحكم ببراءة الرئيس الأسبق «حسني مبارك» في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«محاكمة القرن».