تداول تنظيم «الدولة الإسلامية» مقاطع فيديو مختلفة ترصد إنجازاته في السيطرة على عدد من الحقول النفطية، كما نشر مشاهد أخرى تشجع على الجهاد للحصول على حقل العمر النفطي الأكبر في سوريا، والذي يُعد واحد من عدة حقول تُحكم المجموعة الإرهابية قبضتها عليها.
ورغم أن التنظيم المتطرف لا يملك شبكة أنابيب منظمة مثل تلك التي توجد في مدينة البصرة جنوبي العراق، إلا أن وزارة النفط العراقية تشير إلى امتلاك التنظيم لقافلة من الشاحنات، تؤدي الغرض نفسه بشكل فعال. وبحسب تقرير لشبكة «سي إن إن»، فإن هناك الآن قرابة المائتي شاحنة، تعمل على تهريب النفط إلى تركيا، ومناطق أخرى يوميا.
وبعد 3 أشهر من العراك، استطاع التنظيم المتطرف السيطرة على الحقل الضخم، ووفقا لإحصائيات مركز العراق للطاقة، فإن التنظيم ينتج الآن حوالي 30 ألف برميل يوميا في العراق، و50 ألف برميل في سوريا، ويعمل على بيعها في السوق السوداء بسعر 40 دولار للبرميل الواحد. وهي أرباح تبلغ 1.2 مليون دولار يوميا من حقول العراق، و2 مليون دولار من حقول النفط السورية. ويقول تجّار النفط أن الصادرات يتم استهلاكها في كل من دولة الأردن وتركيا وسوريا.
ويشير التقرير أن شبكة السوق السوداء لبيع النفط ظهرت لأول مرة في عهد الرئيس العراقي الراحل «صدام حسين»، عندما فرضت الأمم المتحدة عقوبات على العراق، في التسعينيات.
وأخذ التنظيم بعدد من خطط «صدام حسين» الحربية عندما خرج بقواته من الكويت حارقا حقول النفط وراءه، ومثال ذلك اشعال التنظيم لحقول نفط «عين غزالة» و«بطنة» التي أحرقهما عندما طُرد خارجهما على يد القوات العراقية كنتيجة لإحدى المعارك المحتدمة.
وتقول «سي إن إن» أن شهر أغسطس/آب لم يكن بالجيد والمثمر للتنظيم، الذي خسر معركته في التوسع بخططه النفطية، حيث فشل في الاستيلاء على حقل نفطي ضخم في كركوك، يصل انتاجه لـ600 ألف برميل يوميًا. ولم يتمكن أيضًا من السيطرة على أكبر مصفاة نفط في العراق بالقرب من الموصل.
بيد أن أرباح تنظيم «الدولة الإسلامية» تعتبر في تناقص، وذلك على خلفية عدم توفر الخبرة لدى عناصره في قطاع النفط. فقد استطاعوا بالفعل تحقيق أرباح هائلة في البداية، ولكن ذلك لم يدم طويلا.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن التنظيم قد لا يكون من بين أكبر المتاجرين بالنفط في المنطقة، ولكن «دخلًا يبلغ مايزيد عن 3 ملايين دولار في اليوم يثير التساؤل حول كيفية دعم هذا المبلغ لخطط داعش الإرهابة والتوسعية في المنطقة».