وفقاً للصحف الإسرائيلية، فأن الجانب الإسرائيلي يراقب بقلق تطورات المصالحة بين قطر ومصر، بعد زيارة مبعوث أمير قطر إلى مصر بصحبة مسئول سعودي، وتردد أنباء عن احتمالات لقاء السيسي وأمير قطر الأسبوع المقبل، خاصة مع تزامن إطلاق خطوات المصالحة مع إقصاء رئيس المخابرات المصرية «محمد فريد التهامي»، والمعروف بنظرته العدائية لحركة حماس والإخوان المسلمين ومدى أثر ذلك على تغيير موقف مصر إزاء حماس.

ولفت إقصاء «التهامي» أنظار صحف ومحطات التلفزيون الإسرائيلية، خاصة أن إقالة «التهامي» وتعيين «خالد فوزي» - الذي أشرف علي كل قضايا التجسس الإسرائيلية عقب ثورة 25 يناير علي مصر، جاء مباشرة بعد بيان إصلاح العلاقات وتوطيدها بين مصر وقطر الموالية للإخوان المسلمين ولحركة حماس في قطاع غزة.

وقال مراقبون إسرائيليون إن «التهامي» كان ”معاديا“ للإخوان المسلمين وامتداداتها في المنطقة، خاصة حركة حماس، ولهذا لا يستبعد هؤلاء «أن يكون إقصاؤه نابعا من مطالبة قطرية مقابل فتح صفحة جديدة بين مصر وقطر».

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في تقرير نشرته علي موقعها الالكتروني الأحد، تعليقا على قرار إحالة اللواء «محمد فريد التهامي» مدير المخابرات العامة إلى المعاش، وتعيين اللواء خالد فوزي بدلا منه: «بعد أن بدأت مصر وقطر في إصلاح ذات البين في عداوتهما حول الإخوان المسلمين، أقيل مدير المخابرات العامة المتشدد المعروف بقمعه ضد حماس والإسلاميين، ومن المحتمل أن يكون موقفه المتشدد قد جعله "الضحية الأولى" لتجدد العلاقات بين القاهرة والدوحة».

وأضافت أن الجنرال «التهامي»، الذي بلغ منتصف العقد السابع من عمره، ينظر إليه على أنه متشدد في إطار القمع الحكومي ضد الإسلاميين والمعارضين العلمانيين، وأن ورود تقارير إقصاء التهامي أعقبت بداية إصلاح العلاقات بين مصر وقطر، التي تدعم الإسلاميين مثل الإخوان وحماس.

وأشارت للقاء الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» بمبعوث خاص من أمير قطر السبت، وهي الخطوة الأخيرة في جهود السعودية للتوسط من أجل إصلاح العلاقات بعدما تدهورت العلاقات بين القاهرة والدوحة بعد عزل وزير الدفاع آنذاك «عبد الفتاح السيسي» للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان من السلطة في يوليو 2013.

وكانت قطر قد أوفدت ممثلا عن حاكمها، تميم بن حمد آل ثاني، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، ذلك تقديرا للمبادرة السعودية التي دعت الجانبين إلى «توطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق».

وكشفت مصادر عربية لوسائل الإعلام العربية أن لقاء مرتقبا سيجمع بين «السيسي» وأمير قطر في السعودية قريبا لإنهاء الخلاف بين القاهرة والدوحة، وأشارت المصادر إلى أن اللقاء سيناقش الملفات العالقة بين البلدين، ومن أهمها موقف قطر من انقلاب 3 يوليو ودعم جماعة الإخوان المسلمين.

وقالت: «من المحتمل أن يكون موقف التهامي المتشدد ضد حماس والإسلاميين المرتبطين بالإخوان قد جعله "الضحية الأولى" لتجدد العلاقات بين القاهرة والدوحة، وبالرغم من محاولات تفسير رحيل التهامي لأسباب شخصية، فإن التقارير الإعلامية اكتظت بتلميحات تدعي أن إقصاءه يعزي لأسباب سياسية».

وأضافت «يديعوت أحرونوت»: «ليس واضحا بعد ما إذا كان عزل التهامي يعكس تغييرا في السياسة المصرية، لاسيما وأنه يصنف كأحد أشد الصقور في إدارة السيسي، والعديد من المسئولين أرجعوا عزل التهامي لأسباب صحية، وقال آخر أنها رغبة في "ضخ دماء جديدة" للتعامل مع الموقف الأمني المعقد، لكنهم طلبوا جميعا عدم الكشف عن هوياتهم».

 وقال الجنرال المتقاعد «سامح سيف اليزل»، المقرب من السيسي والدوائر المخابراتية، لوكالة «أسوشيتد برس»: «إن التهامي دخل مؤخرا في المستشفى لإجراء عملية استبدال مفاصل»، وأنه وعاد في 12 ديسمبر الماضي من رحلة زار فيها السعودية والبحرين.

وتزامن الحديث الإسرائيلي عن احتمالات التغيير في الموقف المصري من حماس بعد التقارب مع قطر، مع انتقاد عضو المكتب السياسي للحركة «عزت الرشق» ما وصفه بـ«تكدس الناس والأهالي والعائلات الفلسطينية ومبيتهم في معبر رفح لمحاولة الحصول على تصريح للعبور تحت المطر»، ووصف ذلك بأنه «صورة مؤلمة».

وأكد «الرشق» في تصريحات له الأحد على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» رفضه لما وصفه بـ «الإذلال والإهانة» للشعب الذي قهر الاحتلال، وأضاف: «لا بد من فتح المعبر بشكل دائم».

وكانت السلطات المصرية قد أعلنت الأحد الماضي، فتح معبر رفح البري في الاتجاهين وذلك لأول مرة منذ إغلاقه قبل شهرين، حيث تواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح منذ الرابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ما أدى ذلك إلى تشديد الحصار ووجود الآلاف من العالقين سواء من الطلاب أو المرضى أو الحالات الإنسانية.