استبعد الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» حصول تطور سريع في العلاقات بين بلاده وقطر، مؤكدا أيضًا أنه لا يتوقع حلًا قريبًا للأزمة السورية في ظل توازنات القوة على الأرض.
واعتبر «السيسي» خلال لقاء مع الوفد الإعلامي المرافق له خلال زيارته الأولي للصين، أن زيارة مبعوث أمير قطر القاهرة قبل أيام «مجرد نقطة انطلاق لتوجيه رسالة ترضية إلى المصريين»، وشدد على أن «اصطفاف المصريين مهم جدًا، ونريد اصطفافًا شعبيًا وإدراكًا ووعيًا حقيقيًا بحجم التحدي الذي تواجهه مصر»، محذرًا من أن «الجهات التي تخطط لتدمير مصر لم ترفع راية الاستسلام بعد، وما زالت تعمل على هدفها».
وبينما امتنعت السلطات المصرية عن التعليق رسميا على قرار قطر بوقف بث قناة «الجزيرة مباشر مصر»، قال مسؤول مصري لصحيفة «الحياة» إن «الانتظار لرؤية أبعاد قرار الغلق ولمس أفعال وليس أقوال في الجزء الإعلامي من ملف المصالحة مع قطر، أمر ضروري قبل التورط في تصريحات مرحبة بالخطوة من دون معرفة إلى أين ستذهب الآلة الإعلامية القطرية». غير أنه اعتبر القرار «مقدمة معقولة، لكن الأمر يحتاج مزيداً من الخطوات... ملفات الأزمة تشمل أيضًا أنشطة لمطلوبين في الدوحة ومواضيع عدة ستكون محل بحث قريبًا مع الدوحة».
ونفى «السيسي» طرح بلاده مبادرة لحل الأزمة السورية، قائلاً إن «مصر إحدى أهم الدول التي لها صدقية وقبول إقليمي ودولي في ما يتعلق بهذه الأزمة، لكنها تزداد تعقيداً وهناك أطراف إقليمية ودولية تلعب في هذه الأزمة وليست لديها إرادة للتسوية حالياً، بالتالي لا يمكن الإقدام على اتخاذ إجراء الآن بالنظر إلى التوازنات القائمة على الأرض».
كما حذر من «خطورة التهديدات الإرهابية التي تواجهها دول المنطقة، لا سيما في جنوب لبيبا الذي لا يراه بعضهم بوضوح، وتجرى هناك تدريبات لعناصر من جماعات إرهابية مثل بوكو حرام وغيرها». وشدد على «ضرورة أن تقوم مصر على قدميها لمواجهة هذه التهديدات».
وكان لقاء قمة قد جمع بين قائد الانقلاب «عبدالفتاح السيسي»، والرئيس الصيني «جينبينغ»، وعٌقد في قاعة الشعب الكبرى في بكين، وبدأ باجتماع ثنائي قبل أن ينضم وفدا البلدين إلى الاجتماع الذي انتهى إلى توقيع الرئيسين على بيان مشترك لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وعدد من الاتفاقات الاقتصادية.
وأكد «السيسي» خلاله حرص بلاده على «تطوير علاقة التعاون الاستراتيجي الشاملة التي طرحتها الصين»، داعيًا نظيره الصيني إلى زيارة القاهرة. واعتبر أن مصر «جزء من مبادرة الرئيس الصيني شي جينبينغ لإحياء طريق الحرير البري والبحري»، مبديًا «استعداد مصر الكبير للتفاعل مع هذه المبادرة بمنتهى القوة وفي أقرب وقت».
