وفاة وإصابة 10 معلمات ومعلم فى حادثتين بالسعودية .. ونشطاء: «نزيف المعلمات إلي متي؟»

الخميس 25 ديسمبر 2014 06:12 ص

بعد أيام قليلة من قرار خفض دوام معلمات المناطق النائية إلى ثلاثة أيام، توفيت 4 معلمات ومعلم في حادثتي سير مروري إحداهما في طريق منطقة الجبوب في قيا جنوب محافظة الطائف، والأخرى على طريق (الرياض - الأفلاج)، وتواجدت في الحافلة الأخيرة 7 معلمات، توفيت واحدة فور وقوع الحدث، وما زالت اثنتان في حال خطرة، فيما كانت إصابات البقية مستقرة.

ووقعت حادثة التصادم على طريق الرياض/الأفلاج بعد تصادم سيارة «فان» تقل 7 معلمات، وقد ورد بلاغ للهلال الأحمر في مدينة الرياض إلا أن فرق الإسعاف الخمس لم تصل إلى مكان الحادث إلا بعد وفاة المعلمة الأولى، وذلك بحسب المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر «عبدالله العتيبي».

وأضاف «العتيبي» إن معلمة وسائق السيارة نقلا عن طريق الجمهور، ولم يكن يُعرف أن أحدهما كان متوفيًا، مضيفًا في تصريحاته لصحيفة «الحياة» اللندنية أن المسعفين نقلوا 6 حالات، ثلاث منهن كانت بحال حرجة.

وبعد أن وصلت المعلمات المصابات إلى مستشفى حوطة بني تميم العام، تابع المتحدث الرسمي للمديرية العامة للشؤون الصحية بالرياض «سعد القحطاني» تفاصيل الحادثة، مؤكداً للصحيفة على وفاة معلمة في مكان الحادثة، ونقل حالة حرجة إلى مستشفى الملك خالد في الخرج، وإجراء جراحة لمعلمة مصابة، مضيفًا أن أربع حالات وضعهن مستقر.

وأعلن المستشفى قبل قليل وفاة معلمة ثانية من مصابي الحادث بعد قرابة 6 ساعات من وفاة زميلتها في موقع الحادث، مضيفا أنه تم نقل معلمتين إلي قسم الجراحة بالنساء مصابتين بكسور وحالتهما شبه مستقرة والسائق الآسيوي لديه إصابته طفيفة ويعاني من ضربة في الرأس ليست خطرة.

وحول تفاصيل الحادث، أكد مرور حوطة بني تميم أن أن قائد المركبة كان يسير بسرعة تتراوح مابين 120 – 140 كم في الساعة وهو غير سعودي ولا يوجد بالسيارة التي يقل بها المعلمات مقاعد للراكبات وكن يفترشن الأرضية وأنه أثناء عملية الانقلاب خرجت معلمتان من النوافذ وأن السائق لا يزال يخضع للتحقيق.

ولم تفصح الجهات الرسمية إضافة إلى مدير مستشفى حوطة بني تميم، الدكتور «سعود القرون» عن أسماء المصابات أو طريقة التواصل مع ذويهن، من أجل ألا يكون الخبر مجرد رقم، لعدم توافر أية معلومات شخصية عن المصابات أو ذويهن حتى الآن.

من ناحية أخرى، لقيت معلمتان وقائد مركبتهما مصرعهم أمس الأربعاء، نتيجة تصادم المركبة التي تُقِلّهم بمؤخرة شاحنة بمنطقة الجبوب في قيا جنوب محافظة الطائف أيضًا، حيث تم إيداع الجثث الثلاث بثلاجة الموتى بمستشفى قيا العام، تمهيداً لاستكمال الإجراءات وتسليمهم لذويهم.

وكانت المعلمتان تستقلان مركبة من نوع «جيمس»، يقودها «معلم» ويعملون جميعاً في مدارس تقع في حدود منطقة الباحة، وعند وصولهم منطقة الجبوب في قيا (جنوب الطائف)، وقعت حادثة مرورية بالمركبة التي تقلهم، وذلك باصطدامها بمؤخرة شاحنة، ما أدى إلى وفاة المعلمتين مع السائق المعلم، فيما كانت قد تناثرت مستلزماتهما الشخصية من جهاز الكومبيوتر المحمول وبعض الكتب في موقع الحادثة.

وأنهت فرق من الدفاع المدني، تشابك الحديد بين المركبة والشاحنة، في الوقت الذي جرى نقل جثث المتوفين في الحادثة إلى مستشفى قيا العام. وأفاد الناطق الإعلامي في صحة الطائف «سراج الحميداني»، أنه وقع حادث تصادم لسيارة تقل معلم ومعلمتين اصطدمت في شاحنة من الخلف، مما أدى إلى وفاتهم جميعاً، مبيناً أنه تم نقلهم من طريق إسعاف الهلال الأحمر إلى مستشفى قيا وتم إداعهم في ثلاجة المستشفى حتى يتم الانتهاء من الاجراءات.

جدير بالذكر أن وزير التربية والتعليم الأمير «خالد الفيصل» كان قد أصدر قرارًا في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بخفض أيام الدوام للمعلمات في المناطق النائية إلى 3 أيام للحد من حوادث النقل المتكررة منذ أعوام، كما أعلن «الفيصل» لوسائل إعلامية مختلفة، أن الوزارة تعمل على مشروع لتطوير وسائل النقل للمعلمات اللائي يسكن في مواقع بعيدة عن مساكنهن، إضافة إلى برامج أخرى سيعلن عنها في حينه.

إلا أن إعلانات التربية والتعليم ومحاولتها في تدارك الأزمة لم تحول دون اندلاع جدل واستنكار واسع بين النشطاء والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وعبر وسم «#حوادث_المعلمات_إلى_متى» ووسم «#حوادث_المعلمات» رأى النشطاء أن قرار التربية لن يحدّ من الحوادث التي تقع للمعلمات وإنما الحلّ برأيهم هو «بتعيينهن قُربَ منازلهن!»، وفي ذلك يقول أحد النشطاء أنه لو رُوعي دور المعلم ورسالته السامية لظهر جيل يعرف قدر معلمه.

أما «أبو شلاخ الليبرالي» فقال ساخرًا: «قرار #تخفيض_دوام_معلمات_القرى للحد من حوادث المعلمات يشبه كنس الغرفة وإخفاء الأوساخ "تحت الفرشة"»، مؤكدًا أن الحل هو الإصلاح شامل للطرق وقوانينها وليس معالجة إحدى الأعراض لا الأسباب.

ورأي أحد المشاركين أنه رغم كل تلك المخاطر، إلا أن المعلمات السعوديات لا زلن يتمسكن بدورهن في المجتمع، قائلا:«إستعداد المعلمات لبدء رحلة المخاطرة وبوقت مبكر رغم إرتباطاتهن الأسرية وكأنهن جنود جيوش بدورة عسكرة تحتاج لإعادة نظر». بينما قال آخر مستنكرًا الوضع «نهر الدم...الضحايا الذين توقف الرقم عن احصائهم..تزايد الى أبعد نقطة ممكنة، والفاجعة القادمة لاندري لمن؟!».

فيما طرح بعض المغردين حلولاً عاجلة لمعالجة مآسي المعلمات، منها دمج وزارة الخدمة المدنية لوظائف النقل المدرسي ضمن الوظائف العامة وفق نظام وشروط وعقود صارمة ومعايير سلامة عالية، وسعودة السائقين والمركبات والتأمين عليهم، واقترح آخرون مراقبة السائقين عبر تركيب أجهزة لمتابعة السرعة والموقع الجغرافي مماثلة للمستخدمة في مكاتب تأجير السيارات.

جدير بالذكر أن  دراسة إحصائية حديثة أجراها 3 باحثين من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، كانت قد كشفت أن أكثر من نصف قتلى المملكة في الحوادث المرورية يقعون في دائرة التعليم وبلغت نسبتهم 57% من إجمالي الضحايا على مستوى المملكة، حيث يشكل المعلمون والمعلمات 35% من نسبة الضحايا.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة

  كلمات مفتاحية

السعودية حوادث الطرق في السعودية المعلمات التربية والتعليم حوادث

قرار تقليل دوام معلمات المناطق النائية يثير جدلا.. ونشطاء يصفوه بـ«التخدير الموضعي»

مفتي السعودية يدعو وزير التربية والتعليم لتوظيف المعلمات قرب منازلهن

السعودية تستعين بـ«الصحة العالمية» لتقليل خسائر حوادث الطرق

السعودية تبدأ تطبيق نظام «باشر» لضبط المخالفات المرورية إلكترونيا

الأحساء فى صدارة الحوادث المرورية بالمملكة

السعودية تبدأ فى تهيئة وسائل نقل للمعلمات مطلع العام المقبل

بعد حادثة طعن معلم الأحساء .. وزارة التعليم: «سنسخر كل إمكاناتنا لحماية منسوبينا»

معلم سعودي ينقذ 5 من زميلاته من الموت حرقا ونشطاء يطلبون «مكافأته»

الملك «سلمان» يمنح معلم أنقذ زميلاته من موت محقق وسام الملك عبدالعزيز ومليون ريال

وفاة 17 معلمة بحوادث سير خلال أسبوع في السعودية