أعلن الرئيس الفنزويلي «نيكولاس مادورو» هذا الأسبوع عن التقاطه حبل نجاة اقتصادي آخر من المتوقع أن يساعد اقتصاد بلاده المتعثر؛ وهذه المرة من قطر.

وقال «مادورو» أثناء زيارته إلى الدوحة إن حكومته سعت إلى تأمين ”عدة مليارات من الدولارات“ من البنوك القطرية لمساعدة فنزويلا في التغلب على في العجز النقدي الذي تعانيه أعقاب انخفاض أسعار النفط التي لا يمكن التكهن بمستقبلها.

وصرّح يوم الاثنين الماضي بعد اجتماع مع الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» - أمير قطر - «نضع اللمسات الأخيرة لتحالف مالي مع البنوك القطرية من شأنه أن يعطينا ما يكفي من الأوكسجين للمساعدة في تغطية الانخفاض في أسعار النفط ويمنحنا الموارد التي نحتاجها للميزانية الوطنية من العملات الأجنبية»، مُضيفًا إنه يعمل على تأمين التمويل «ليس فقط لعام 2015م، ولكن أيضًا لعام 2016م».

ويفسر مراقبون أن جولة «مادورو» الدولية بأنها محاولة للحصول على المساعدة المالية في ظل تهاوي أسعار النفط التي انخفضت بنسبة تصل إلى 60% منذ يونيو/حزيران عام 2014م، والتي تسببت في تناقص احتياطيات النقد الأجنبي في فنزويلا.

وزار «مادورو» الصين الأسبوع الماضي حيث حصل على حزمة بـ20 مليار دولار في صورة استثمارات لمشاريع اجتماعية وطاقة، ثمّ شق طريقه عبر دول منظمة «أوبك» للضغط من أجل خفض إنتاج النفط لوقف تهاوي أسعار النفط. وأكمل «مادورو» جولته بزيارة قطر وإيران والمملكة العربية السعودية ثم الجزائر الثلاثاء.

وأصرت منظمة «أوبك» على موقفها بعدم خفض الإنتاج. وواصل النفط الخام تراجعه دون 45 دولار للبرميل بعد ظهر يوم أمس الثلاثاء.

ولم يُشر الرئيس الفنزويلي إلى مزيد من التفاصيل بشأن الاتفاقيات التي أبرمها مع قطر، لكنه في الوقت ذاته أعلن أن الرحلات الجوية المباشرة ستبدأ بين الدوحة وكراكاس. كما أعلن عن شراكة بين فنزويلا وقطر بموجبها تصدّر الأولى المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية إلى الثانية. وصرح لشبكة «تيليسور» الإعلامية الحكومية في بلاده: «قطر لديها صندوق خاص للاستثمار في إنتاج الغذاء. نحن ننتج ما نحتاجه من غذاء للاستهلاك المحلي ويمكننا أن نمدّ قطر بما تحتاجه في هذا المجال».

وأثار التعليق غضبا بين أعضاء المعارضة في فنزويلا؛ والذين قالوا إن الدولة تعاني نقصا في الغذاء والسلع المنزلية الأخرى وصلت إلى مستوى الأزمة في مطلع الأسبوع الجاري. وتمّ نشر قوات أمنية في محيط عدد من محلات البقالة يوم السبت لمنع تصعيد الاحتجاجات. وغرّد «هنريك كابريلز» – زعيم المعارضة ومنافسه السابق – يوم الاثنين «يقول الرئيس الآن إنه سوف ينتج المواد الغذائية للتصدير إلى قطر بينما هو لا يعرف سبيلاً إلى إنتاجها هنا أصلاً».

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن زعيم المعارضة تقليله من أهمية الزيارة بالقول «نيكولاس ومجموعته يدورون حول الهدف ولا يدخلون إلى طريق تحقيقه. لقد ذهبوا بحثًا عن المال في الصين ولم يحصلوا عليه. والآن يتجولون في جميع أنحاء دول منظمة أوبك لخفض إنتاج النفط حيث لن يجدوا هناك ردا سوى التأكيد على أن عائدات النفط القوية لن تعود كما كانت عليه» قبل يونيو 2014.

ولم تتضح الأمور بعد بشأن طبيعة محادثات البنوك القطرية حول تلك الصفقة، أو عن حجم الأموال المُحددة لهذه الاستثمارات الجديدة، ولا تزال قطر تلتزم الصمت حيال ما تمّ.

وفي الوقت نفسه؛ خفضت وكالة «موديز» تصنيف الديون لفنزويلا يوم الثلاثاء من «سي إيه إيه – 1» - والذي يشير إلى التزامات ضعيفة ووجود مخاطر ائتمانية مرتفعة جدا - إلى «سي إيه إيه - 3» الأسوأ حالا؛ ما يشير إلى ”زيادة ملحوظة“ في خطر تخلف كراكاس عن السداد.