إيران ودول الخليج العربي: علاقات متنوعة تتجاذبها الشكوك والضرورة

الأربعاء 14 يناير 2015 08:01 ص

تشمل أهداف السياسة الخارجية الإيرانية ثلاث نقاط رئيسية هي بقاء النظام والأمن القومي والنفوذ الإقليمي. وتحاول إدارة الرئيس «روحاني» قيادة انفراجة تجاه كل من الغرب والجنوب. وهذه السياسة لها جذورها التاريخية في رئاسة «رفسنجاني» و«خاتمي». ويركز الانفتاح الحالي تجاه الغرب على القضية النووية، في حين أن السياسة تجاه الجنوب تركز على إقناع دول الخليج أن إيران لا تشكل تهديدا لها.

العداء التاريخي بين المملكة العربية السعودية وإيران عميق ويعتمد على عدة حواجز هيكلية تقف في طريق التقارب. وتشمل هذه الحواجز طبيعة النظامين المختلفين والتناقض الصارخ في سياستهما الإقليمية. ومع تفاوت درجات الشدة، تم تحديد العلاقات بين الرياض وطهران من قبل عقلية مُحصلتها صفرية على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وتفترض بعض النخب السياسية الإيرانية داخل البلاد أن المملكة العربية السعودية تتحرك أيدلوجيا بشدة لقبول إيران كجزء شرعي من المجتمع الدولي. وفشل السعوديون في إدراك أن هناك درجة من الاستمرارية في النظام السياسي الإيراني من شأنها أن تغير أي رئيس.

وتعد إيران قوة إقليمية يُعمل لها ألف حساب بالنظر إلى مساحتها وتعداد سكانها ومواردها الهائلة من الطاقة، بالإضافة إلى الثقافة القديمة والقدرات العسكرية. وتنظر بعض دول مجلس التعاون الخليجي - والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص - إلى إيران باعتبارها تهديدا للنظام التقليدي. وترفض السعودية والبحرين الانخراط مع إيران، وذلك راجعٌ في جزء منه إلى أنهم يخشون من تقويض إيران لولاء المواطنين الشيعة في بلادهم.

وعلى الجانب الإيراني؛ فإن التقارب مع دول الخليج  يتطلب نهجا حساسا فيما يتعلق بالسكان الشيعة في دول الخليج العربي. من ناحية أخرى؛ فإن دول الخليج  تحتاج لأن تدرك أن العداء تجاه الطائفة الشيعية لا يخدم سوى قدرة إيران على التدخل في شئونها الداخلية.

علاقات متنوعة مع دول الخليج االعربي

العلاقات السياسية والاقتصادية بين دول الخليج الصغيرة وإيران متنوعة إلى حد ما.

 الكويت وايران - على سبيل المثال - بينهما علاقات إيجابية منذ عام 1991م، ويقومان حاليًا بتوسيع دائرة العلاقات الاقتصادية بينهما. أما سلطنة عُمان وقطر فلديها تاريخ طويل من العلاقات الجيدة إلى حد ما تجاه إيران وهناك مجالات تعاونية متعددة. وفي الوقت الذي شهد توترا في العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيران في الماضي؛ ولا سيما بسبب الخلاف على الجزر الثلاثة إلا إن الوقت الحالي يشهد بعض التحسن.

كل هذا يشير إلى أن المملكة العربية السعودية قد لا تكون قادرة على لمّ شتات بيتها عندما يتعلق الأمر بمواجهة مع قوة إقليمية بحجم إيران.

ورحبت العديد من دول مجلس التعاون الخليجي بانتخاب الرئيس «روحاني»، ولكنها لا تزال متشككة حول عمق التغيير في طهران، وخصوصا التأثير العام للحرس الثوري الإيراني.

إيران والأسد ... حسابات براجماتية؟!

ويحرك سياسات إيران تجاه سوريا في الأساس عاملان:

   1)   دور سوريا في تعزيز حزب الله كرادع لإسرائيل. 

   2)   حقيقة أن سوريا هي حليف إيران المخلص الوحيد في المنطقة.

ويستند دعم إيران للأسد على حسابات براجماتية أكثر من كونه دعما بسبب الأيديولوجية. وقد توافق طهران على التخلي عن «الأسد» مقابل اتفاق نووي شامل واعتراف من الغرب بإيران كقوة لا غنى عنها في المنطقة.

وعززت إيران من نفوذها في لبنان وسوريا من خلال «حزب الله». ويُعدّ «حزب الله» اللبناني لاعبا سياسيا رئيسيا في لبنان اليوم. وفي الوقت الذي لا يُعد فيه الفراغ السياسي الحالي في لبنان جديدا؛ فإن «حزب الله» حاليا ولأول مرة لا ينتظر الضوء الأخضر من الأسد للمضي قدما. الهدف الأساسي لحزب الله هو الحصول على قوة داخلية في لبنان؛ وهو الهدف الذي يحتاج إلى دعم مالي وعسكري من إيران. ويخشى «حزب الله» وإيران من تمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» من سوريا والعراق.

ويجب على الولايات المتحدة وأوروبا توفير الإطار لإيران لتتحول من مُفسدٍ محتمل إلى عضو بناء في المجتمع الدولي. قد لا تنجح طاولة المفاوضات في الأزمة النووية، ورغم ذلك فإن عدم تضمين إيران في المباحثات الإقليمية يضمن أن الأزمة لن تحل.

 

* نشر هذا التحليل تحت عنوان: Iran’s Changing Role

 

المصدر | فاريبورز صارمي، كاونتر بانش

  كلمات مفتاحية

إيران السعودية العلاقات السعودية الإيرانية بشار الأسد حزب الله الكويت حسن روحاني

2015 في عيون «ستراتفور» (1\2): تقارب أمريكي إيراني .. و«الدولة» مستمرة .. وتركيا مهددة بالعزلة

«أوباما»: إيران لديها الفرصة للتصالح مع العالم لتصبح قوة إقليمية ناجحة

«تركي الفيصل» لـ«لوموند»: الحرس الثوري الإيراني يتباهى بالسيطرة على 4 عواصم عربية

«أصدقاء الشيطان»: العلاقات الأمريكية الإيرانية أبعد من مجرد اتفاقٍ نووي

إيران تبسط نفوذها على اليمن والخليج الخاسر الأكبر

من يرغب بـإزالة داعش من سوريا لا يترك شراكة إيران

المسافة بين البحرين وإيران: استنشاق التوتر

الإمارات وإيران ... علاقات اقتصادية لا تمر عبر "الجزر المحتلة"

سلطنة عمان تناهض الهيمنة السعودية بخط أنابيب غاز إيراني

الوحدة العربية .. ضرورة حتمية

جدل واسع عبر «تويتر» بعد تسمية الخارجية الأمريكية للخليج العربي بـ«الفارسي»

مـــآلات الـعـــروبة

إيران تطلق صواريخ بالقرب من حاملة طائرات أمريكية في الخليج

إيران تنفي إطلاق صواريخ قرب حاملة طائرات أمريكية في الخليج

إيران تحتجز سفينة إماراتية لعدم استخدامها «الخليج الفارسي» في وثائق العبور